خبر أبو مرزوق : من المستحيل تحويل غزة أو سيناء الى إمارة إسلامية

الساعة 07:12 ص|11 أغسطس 2012

وكالات

قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس،إن سيناء لن تكون وطنا بديلا للفلسطينيين، وذلك ردا على ما تردد عن مخطط لتهجير فلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية المجاورة لها.

وتحدث أبو مرزوق عن ملابسات الهجوم الذي تعرضت لها قوات حرس حدود مصرية قرب رفح يوم الأحد الماضي مما أدى إلى مقل 16 ضابطا وجنديا، قائلا إنه لم يخرج أو يدخل أي إرهابي من قطاع غزة، ولا يوجد فرد واحد من القطاع شارك في عملية رفح. وأضاف أنه لا يعقل إلقاء التهم جزافا لشيطنة حماس والشعب الفلسطيني وإحداث الوقيعة مع مصر، قائلا «إن ما يصيب مصر يصيبنا جميعا»، وأضاف «اتصالاتنا مستمرة مع المخابرات المصرية.. ونظام القاهرة الحالي يقف على مسافة واحدة من الجميع، ومن المستحيل تحويل غزة أو سيناء لإمارة إسلامية». وأكد أن الأوضاع الأمنية في القطاع ليست رخوة.

وتابع أبو مرزوق في حوار مع "الشرق الاوسط" قائلا إن «موقف حركة حماس لم يتغير من الربيع العربي، وهو منذ البداية منحاز لرغبة الشعوب». كما تحدث عن أوضاع الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، وأكد أن كل قيادات حركة حماس خارج دمشق، وأن المكاتب بقيت ولم تُطرح بعد مسألة نقلها إلى أي دولة أخرى. وإلى أهم ما جاء في الحوار..

* تعليقك على الهجوم الإرهابي على الجنود المصريين في رفح؟

- من قام بالعملية الإرهابية مجموعة مخترقة لصالح إسرائيل، لأنه لا يعقل لأي مجموعة تسمي نفسها جهادية أو سلفية، مهما بلغت بها الجرأة، أن تقتل هذا العدد من المسلمين الصائمين وبهذا الشكل مهما كانت الدوافع، إلا إذا كان هذا الاختراق إسرائيليا وتم رده من قبل، وإذا عدنا بالذاكرة إلى المجموعة التي دخلت بالقرب من طابا واشتبكت مع الإسرائيليين في موقعين، فإن الطيران الإسرائيلي قصف حينها موقعا مصريا واستشهد ستة جنود، وعلى أثر ذلك تم حصار السفارة الإسرائيلية أثناء الثورة، ومنذ هذا التاريخ السفير الإسرائيلي لا يجد مكانا يسكن فيه. واليوم نرى أن أحداث رفح متشابهة في العدد والطريقة، فالمسلحون لا يحملون هويات، وكانوا ملثمين، وعندما توجهوا إلى الجانب الإسرائيلي تم تصفيتهم بطريقة لا تترك أثرا لأحد منهم، وهي جثث محروقة وحتى لا تنكشف هويتهم وحتى السيارة التي كانوا يستخدمونها ذات الدفع الرباعي تم استهدافهم بالطيران الإسرائيلي حتى لا تُترك أي آثار ولا بصمات يستدل منها على هوية مرتكبي الحادث، وبالتالي هم مجهولون. لكن من دون شك فإن الحادث جريمة بكل معنى الكلمة، والمصاب ليس مصابا للشعب المصري وإنما للشعب الفلسطيني أيضا خاصة في قطاع غزة وأكثر من أي طرف آخر. وبالأمس صلاة الغائب كانت في كل مساجد القطاع، وبيوت العزاء كانت في معظم منازل غزة، لأن سكان غزة هم الذين يدفعون الثمن، وفي كل مرة العقاب يطال الجميع من قبل إسرائيل أو أي جرائم تحدث على الحدود مع مصر. واليوم جريمة بهذا الحجم سيعاقب عليها سكان القطاع بإغلاق معبر رفح من أجل الدخول في السجن مرة ثانية. والحقيقة أن الظلم الأكثر من هذا هو ما قيل في بيان المجلس العسكري بأن الهجوم لـ35 عنصرا صاحبته تغطية بالمدفعية من قطاع غزة، وفي قول آخر بأن قذائف هاون أطلقت من قطاع غزة أثناء الحادث على معبر رفح، وكل هذا الكلام ليس له أساس من الصحة إطلاقا، لأن المهاجمين لا يزيد عددهم على تسعة، والجثث التي سلمتها إسرائيل لمنفذي العملية ست جثث، والثلاثة الآخرون موجودون في الجانب المصري ولم يدخل أحد إلى قطاع غزة.

 

* إذن، ما صحة ما تردد عن هروب عدد من العناصر المنفذة للهجوم إلى داخل قطاع غزة.. وهل قبضة حماس ارتخت ولم تعد تسيطر على القطاع؟

- من يردد ذلك فهو لا يعلم شيئا عن قطاع غزة، ولم يذهب إليه. وبمجرد وقوع الحادث تم إغلاق القطاع ونشر الأمن على الحدود بالكامل، ولا يوجد هارب واحد، كما أنه لا يوجد فرد واحد من قطاع غزة شارك في هذه العملية لا بالدخول ولا بالخروج، لا مساندة ولا مشاركة. ولا يعقل إلقاء الاتهامات جزافا هكذا لشيطنة حماس والشعب الفلسطيني، وإيجاد هذه الفتنة بين الشعبين المصري والفلسطيني بهذا الحجم أمر غير مقبول، ولا ندري ما هو الهدف وما الذي يريدون الوصول إليه.

 

* كيف ترى ما تردد من اجتهادات تفيد بأن ثمن وصول «الإخوان» للحكم في مصر اقتطاع منطقة في سيناء لحل مشكلة فلسطين؟

- لا.. لا.. وهل أرض مصر للبيع أو أرض سيناء للبيع؟.. كما أن أهل فلسطين لن يرضوا بأي وطن بديل، ونحن نقاتل منذ أكثر من نصف قرن من أجل حق العودة، ولب القضية الفلسطينية هو حق العودة وليس إنشاء دولة أو القدس، لأن القدس كانت معنا وأيضا الضفة الغربية وقطاع غزة قبل ذلك، وهذا الموضوع الذي يتحدثون عنه هو مشروع أميركي ورفضه الشعب الفلسطيني. وفى حرب 2008 على قطاع غزة كان معبر رفح مفتوحا، وممر صلاح الدين كذلك، وكان أحد أهم أهداف الحرب هو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء عبر معبر رفح، وتم ضرب القطاع بطريقة جنونية، ومع ذلك لم يخرج فلسطيني واحد من القطاع ليقيم في سيناء. وأكثر من ذلك حينما كان الحصار خانقا وخرج أهل غزة إلى سيناء والعريش والشيخ زويد وبئر العبد للحصول على الطعام والكساء والبنزين في ذلك الوقت ثم عادوا إلى القطاع ولم يبق فلسطيني واحد في سيناء وقتها.

 

* هل تعتقد أن الهجوم على رفح يضر بسعي حماس للخروج من الحصار؟

- يضر بالشعب الفلسطيني كله، لأن أول إجراء اتخذ هو إغلاق معبر رفح، وهذا يعني أن كل الفلسطينيين الذين خرجوا إلى بلاد العالم منعوا من دخول مصر، وهو موجودون في كل المطارات.. العشرات من الفلسطينيين.. وفى مطار جدة يوجد ألف ومائتا معتمر.

 

* لماذا لا يكون هناك ضغط دولي على إسرائيل لفتح المعابر بدلا من الضغط على مصر في معبر رفح فقط؟

- حتى لو فتحت المعابر ما بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة لا غنى عن معبر رفح. ونذكر بأنه أثناء احتلال إسرائيل لسيناء كانت هناك مبادرة من الرئيس السادات بقوافل باسم الصليب الأحمر تخرج من قطاع غزة إلى مصر، وبالتالي الربط بين قطاع غزة ومصر ربط تاريخي ووشائج الرحمة والقربى لا يمكن فكها.

 

* هل تمت اتصالات بين الرئيس محمد مرسي وحماس لكشف الأحداث الأخيرة والسيطرة على المعبر؟

- اتصالاتنا مع المخابرات العامة، والمعلومات واضحة لديها وصحيحة، ولديها فهم عميق للقضية الفلسطينية ولديها قدرة على حل المشاكل وتحمل المسؤولية الوطنية باقتدار.

 

* ما هو تصوركم لما سيتم..؟

- سكان القطاع تمت معاقبتهم بالفعل بعد إغلاق المعبر، وحفاظا على الأمن تم إغلاق كل الأنفاق، وبالتالي هذا الوضع من الصعب استمراره لأن حياة المليون وثمانمائة ألف مواطن معتمدة على هذه المنافذ.

* كانت هناك أفكار مطروحة بجعل منطقة المعبر للتجارة بين الشعبين.. هل انتهت هذه الفكرة مع تكرار العمليات الإرهابية على المعبر؟

- ما حدث سيتم تجاوزه من خلال معاقبة مرتكبي الهجوم، ثم وضع بديل آخر لموضوع الأنفاق من خلال الفتح الكامل لمعبر رفح.

 

* كيف ترون مستقبل العلاقة مع مصر في عهد النظام الجديد؟

- هي علاقات أخوية وتجمعها الكثير من المصالح والجيرة والتاريخ، وكنا نتمنى في السابق أن تكون العلاقة متوازنة مع كل الأطراف الفلسطينية، وأعتقد أن التغيير الذي حصل أحدث توازنا في العلاقة، والنظام الحالي على مسافة واحدة من الجميع وبطريقة مسؤولة ولصالح الجميع. وهناك تغييرات حدثت بعد الثورة في اتجاه تحسين المعبر وكذلك توقيع الورقة المصرية والمصالحة وتبادل الأسرى، وكله تم بجهد المخابرات المصرية والدور المنشود فيه للجميع، لكننا كنا نطمع لتحسين أفضل للمعبر، وقد وعدتنا مصر بذلك، لكن العملية الإرهابية التي تمت مؤخرا قد تؤخر الكثير من الوعود التي كنا ننتظرها.

* ماذا عن التعاون بين مصر وحماس في ظل هذا الوضع السائد؟

 

- لا غنى لبعضنا عن بعض.

* أقصد أن هناك تحديات تحتاج إلى عمل مشترك.. على سبيل المثال ما يتردد عن انتشار جماعات جهادية في سيناء تتخذ من قطاع غزة مخبأ لها بعد قيامها بعمليات إرهابية! - كل الحديث حاليا مرسل، ولا أحد يختبئ في قطاع غزة، وهو مسيطر عليه أمنيا بشكل كامل، ولا يستطيع أحد أن يفعل أي جرم من دون أن يعاقب، ولا يستطيع أحد أن يعبث بأمن مصر وفلسطين.. ومنذ وقت طويل وقطاع غزة مسيطر عليه أمنيا.

 

* وبماذا ترد على القول بوجود عناصر جهادية في غزة تساعد عناصر جهادية في سيناء لبناء إمارة إسلامية بها؟

- كل هذه الأقوال بها الكثير من الجدل، وكانوا يطلقون على غزة من قبل أنها ستتحول إلى إمارة إسلامية ولم يحدث، بل بالعكس ظهرت حالة واحدة في القطاع وتم التعامل معها بطريقة الجميع يعرفها، عندما أعلن أشخاص في مسجد ابن تيمية إقامة الإمارة الإسلامية، وقاموا بقتل الناس، فتم التعامل معهم بطريقة مناسبة، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد يتحدث أحد عنهم، أما قصة سيناء فهي تحتاج لفرض السيطرة الأمنية والوجود الأمني بما يتناسب مع مساحتها والإشكاليات والتحديات المطروحة بغض النظر عما اتفق عليه سابقا.

* هل تعتقد أن الربيع العربي قد أضر بالقضية الفلسطينية.. وما هو موقفكم منه؟

- لا أتصور أن الربيع العربي قد أضر بالقضية الفلسطينية، وهو مخاض عسير وفى نهايته سوف يصل المواطن إلى حقوقه الكاملة، ويمكن القول أيضا إن القضية الفلسطينية على المدى القصير أصبحت رقم اثنين أو ثلاثة من حيث الاهتمام، ولكن مع العمق الاستراتيجي وتحول القرار إلى قرار شعبي وتحقيق الديمقراطية نرى أن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينية باتت في مأمن أكثر ولها مستقبل أفضل.

* هل كان لكم موقف آخر من الربيع العربي في السابق؟

- موقفنا منذ البداية هو الانحياز لرغبة الشعوب في الديمقراطية والكرامة

* بالنسبة لمكاتب حركة حماس هل ستبقى في سوريا؟

- المكاتب ما زالت موجودة في سوريا، أما أعضاء المكتب السياسي فهم خارج سوريا.

 

* هل تفكرون في نقل مقركم من سوريا إلى القاهرة؟

- موضوع الانتقال للمكتب السياسي من دمشق إلى مكان محدد القضية لم يُطرح بعد من أي جانب.

* هل من جديد بشأن استكمال خطوات المصالحة وتشكيل الحكومة؟

- ليس هناك من جديد، ونرجو أن نغلق آذاننا عن سماع أي تدخلات أجنبية، ونفكر حقيقة في مصلحة الشعب الفلسطيني والتي تقتضي وحدته وإنهاء هذا الانقسام، ويجب أن نسير في اتجاه هذا الهدف.. والآن متأخرون في تحقيقه، لكن في النهاية لا مناص عن وحدة الشعب الفلسطيني.