تحت رقابة

خبر اليوم: فتح المعبر اليوم بشكل استثنائي للقادمين وعودة عمل الانفاق جزئياً

الساعة 06:20 ص|11 أغسطس 2012

القدس العربي

سمحت السلطات الأمنية المصرية الجمعة بفتح معبر رفح البري لمرور مسافرين غزيين عالقين في أراضيها إلى القطاع، بعد إغلاق دام لثلاث أيام متتالية في أعقاب الهجوم الذي استهدف ثكنة عسكرية للجيش وأوقع 16 قتيلاً، فيما ذكرت معلومات أن بعض أنفاق التهريب التي أغلقت عقب الهجوم بقرار من حكومة غزة عادت للعمل بشكل جزئي، وذلك عقب تواتر أنباء عن عدم وجود اي علاقة لغزة بالهجوم على الموقع.

ودخل عدد كبير من المسافرين الفلسطينيين الذين كانوا عالقين في الجانب المصري من المعبر إلى قطاع غزة، بسبب إغلاق المعبر، بعد أن وصلوا إلى مدينتي العريش ورفح المصرية اللتين تشهدان تحركات أمنية وعسكرية كبيرة للجيش، بحثاً عن أعضاء التنظيم المتشدد الذي نفذ الهجوم.

وقال ماهر أبو صبحة مدير معبر رفح البري أن هذا المعبر فتح صباحاً للمسافرين القادمين إلى غزة بسبب تكدسهم بالجانب المصري، وأوضح أنه سيتم فتحه اليوم السبت أيضاً بشكل استثنائي للقادمين، وقال انه لم يتم تلقي أي معلومات من الجانب المصري تفيد بقرب عودة العمل في المعبر في كلا الاتجاهين.

وكانت مصر من جهتها أعلنت إغلاق معبر رفح البري، فيما أغلقت حكومة حماس بغزة أنفاق التهريب، بعد الهجوم على الجنود الذي وقع الاثنين الماضي، للحيلولة دون فرار أي من المنفذين إلى غزة.

ومن المتوقع أن يعود معبر رفح للعمل في كلا الاتجاهين قريباً، بحسب ما أكده مسؤولون في هيئة المعابر في غزة، حيث طالب رئيس الحكومة  إسماعيل هنية فتح المعبر من الرئيس المصري محمد مرسي، بعد أن أكد أنه لا علاقة لغزة بالهجوم الإرهابي.

وقال هنية أن 'سيناريو الجريمة وما سبقها من وقائع يؤكد تورط الاحتلال الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى لتحقيق أهداف سياسية وأمنية'.

وأجرى هنية اتصالا هاتفيا بمدير جهاز المخابرات المصري الجديد اللواء رأفت شحاته، ناقش خلاله آخر تداعيات الهجوم على الجنود.

وأكد على أن التحريات الأمنية التي أجرتها حكومته في غزة 'لم تشر لضلوع أي من أبناء غزة في جريمة سيناء'.

وأشار إلى أن حكومته على اتصال دائم مع القيادة المصرية بكل مستوياتها لمعرفة آخر التفاصيل التي وصلت لها التحقيقات.

إلى ذلك، عادة حركة عمل ضعيفة لأنفاق التهريب، المقامة أسفل الحدود بين القطاع ومصر، حيث تمكن بعضها من إدخال بضائع للقطاع الجمعة، بعد الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة في أعقاب اشتداد الحملة الأمنية خلال اليومين الماضيين.

وتفيد المعلومات أن أنفاق التهريب عادة للعمل بعد عودة الهدوء النسبي، وذكر مالك أحد هذه الأنفاق أنه تم إعادة العمل فيها بعد عودة الهدوء على الحدود وبأمر من وزارة الداخلية بغزة لإدخال البضائع والسلع والوقود إلى سكان قطاع غزة.

وخضعت الأنفاق التي عادت للعمل لرقابة مشددة من الأجهزة الأمنية، والتي تعمل جاهدة لوقف أي عملية هروب لمنفذي الهجوم على الجنود إلى غزة.

ويعتمد قطاع غزة على جلب العديد من السلع من مصر عبر الأنفاق، وهي سلع ضرورية ترفض إسرائيل إدخالها لغزة بموجب الحصار المفروض على السكان منذ أكثر من خمس سنوات، وأهمها المواد الخام وخاصة مواد البناء، إضافة إلى الوقود الذي يجرى تهريبه هو الآخر.

ومن شأن إغلاق أنفاق التهريب هذه وهي على شكل ممرات أرضية مقامة أسفل الحدود، أن يحدث أزمة خانقة لدى السكان قد تطال معظم نواحي الحياة.

ويبدو أن عملية سماح الجهات الأمنية المصرية بعودة العمل في الأنفاق جاء في أعقاب تأكدها بعدم مشاركة أي جهة من غزة في الهجوم، ونشرت 'بوابة الأهرام' الموقع الرسمي لصحيفة 'الأهرام' المصرية تقريراً ذكرت فيه نقلاً عن مصدر أمني مصري رفيع المستوى قوله ان 'حادث الهجوم على قوات حرس الحدود تم التخطيط له من داخل أراضي سيناء وليس خارجها، فضلا عن أنه تم إعداد العدة للهجوم على الكمين بمساعدة شخصيات موجودة داخل رفح المصرية، وتحديدًا في المناطق القريبة من موقع الكمين، وأن هذه الشخصيات ساعدت منفذي الحادث، وأمددتهم بمعلومات عن الأجواء المحيطة بالمنطقة، وأن الحادث تم التخطيط له بدقة'.

وأضاف المصدر الأمني أن الهجوم تم من داخل رفح، وأن الذين قاموا بالاعتداء على الجنود، كانوا متواجدين داخل سيناء قبل الهجوم بوقت طويل، قد يصل إلى أيام، لكنهم كانوا يقيمون في مناطق جبلية.

وبرر المصدر الأمني كلامه بالتأكيد على أن الاعتداء على الجنود حدث من الخلف، بمعنى أنه تم من خلف ظهورهم، وليس من الأمام، مما يعني أن الهجوم تم من ناحية رفح المصرية، وهذا يثبت أن الذين هاجموا الجنود كانوا موجودين بالداخل، لافتاً إلى أنه لو دخل المهاجمين من ناحية غزة إلى الكمين مباشرة، فإنهم كانوا سيمرون على 'رئاسة السرية' الواقعة على الحدود، وهذا شبه مستحيل، لأنهم لن يستطيعوا الهرب من السرية.

وأكد أنه لو أن المهاجمين لو كانوا قدموا من غزة إلى الكمين مباشرة، فإن الجنود كانوا سيشاهدونهم وهم يقتربون منهم، لأنهم هنا سيكونون أمام أعين الجنود، وليس من خلفهم.

وأكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس في تصريح تلقت 'القدس العربي' نسخة ودود 'اتصالات مستمر' بين حركته والحكومة المصرية، وقال انها ' لم تسفر حتى اللحظة عن أية خيوط حول علاقة أي من المتورطين في هذه الجريمة بقطاع غزة'.

وقال ان الجهات المختصة في الحركة والحكومة أبدت استعدادها التام لتأدية واجبها القوي والوطني والإسلامي في مواجهة هذه الجريمة النكراء التي لم يستفد منها سوى الاحتلال الصهيوني، ولم يخطط لها سواه.

وانتقد البردويل 'الأخبار المكذوبة التي تختلقها بعض وسائل الإعلام المغرضة بالتعاون مع وسائل إعلام صهيونية في محاولة مستميتة لتشويه صورة حماس والنيل من موقفها النبيل من شعب مصر وقيادة مصر والعلاقة مع مصر'، ودعاها إلى 'الكف عن هذه الخسة الإعلامية'.