خبر تقارب مع الاخوان المسلمين..هآرتس

الساعة 08:27 ص|10 أغسطس 2012

بقلم: آفي يسسخروف

(المضمون: في عهد مرسي والاخوان المسلمين في مصر بالذات، تزدهر العلاقات الامنية مع اسرائيل والتعاون الوثيق بين الجهتين يعبر عن التفهم للمصلحة المتبادلة التي في السلام بين الطرفين – المصدر).

قد يبدو هذا غريبا، ولكن التنسيق الامني بين مصر واسرائيل هذه الايام هو من افضل ما شهدته الدولتان منذ اتفاق السلام بينهما. وبالذات في العصر الذي يسيطر فيه الاخوان المسلمون على مجلسي البرلمان والرئيس محمد مرسي هو أحد قادة الحركة في الدولة، انتقل التعاون الامني بين الدولتين الى مستوى لم نكن نعيه، تماما من تحت أنف الجمهورين الاسرائيلي والمصري.

في الجانب الاسرائيلي لا يحبون بالطبع الحديث في هذا. فالحديث يدور عن موضوع حساس "من شأنه أن يمس بالعلاقات بين الدولتين. ولكن مسؤولين مصريين واسرائيليين يعترفون بانه من الصعب عليهم ان يتذكروا فترة كانت فيها العلاقات بين جهازي الامن حميمة مثلما هي اليوم. وتبدو الامور شبه هاذية عندما يتذكر المرء المظاهرات العاصفة في مصر لطرد السفير الاسرائيلي، التقارير المعادية في وسائل الاعلام المصرية واتهامات الاخوان المسلمين في أنه يحتمل ان يكون الموساد الاسرائيلي هو الذي يقف خلف العملية قرب الحدود يوم الاحد – والتي قتل فيها 16 جنديا مصريا.

ومع ذلك، فان شهر العسل المتجدد يجد تعبيره تقريبا في كل يوم: نقل اخطارات بعمليات (مثل العملية الاخيرة)، محادثات بين ضباط كبار في الميدان وبالطبع الاتصال الذي لا يتوقف بين وزارة الدفاع المصرية والمخابرات العامة وبين رجال وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي.

تعيين وزير جديد لشؤون المخابرات بدلا من مراد موافي الذي اقاله أول أمس مرسي، سيعزز فقط أكثر فأكثر الاتصال بين الطرفين. الجنرال محمد رفعت شحاتة، الوزير الجديد (والمؤقت) الذي عين بدلا من موافق وكان حتى أمس على رأس المخابرات العامة، معروف بعلاقاته الممتازة مع اسرائيل. هو الرجل الذي اقتاد جلعاد شليط في معبر كرم سالم في الطرف المصري  الى اسرائيل عندما تحرر الجندي المخطوف من أسر حماس. والتقى شحاتة  مع غير قليل من المسؤولين الاسرائيليين في السنة الماضية وهو يعرف الواقع السياسي والامني هنا. نائبه هو الاخر، نادر العصر، الذي كان في الماضي القنصل في تل ابيب، يعرف شوارع المدينة والصحفيين المختلفين (حتى اولئك الذين يغطون الساحة السياسية) تقريبا بشكل افضل من نظرائه في الطرف الاسرائيلي.

شخص آخر من رجال شحاتة، الجنرال محمد ابراهيم، الناطق بالعبرية الذي كان في الماضي مندوب مصر في غزة، اعتزل منذ وقت غير بعيد الى التقاعد ولكن من المتوقع أن يساعد في الحفاظ على العلاقة مع الطرف الاسرائيلي.

رغم الازدهار في العلاقا الامنية بين الدولتين، فان طبيعة النشاط المصري في سيناء ليست واضحة بعد. صباح أمس فقط نشرت شهادات لسكان في شمالي سيناء يدعون أنه رغم ادعاءات الجيش المصري بانه قتل 20 مسلحا، لم يعثر في الميدان على جثث.

بالتوازي يواصل المصريون حشد القوات أمام قطاع غزة، بما في ذلك الاليات الهندسية، ويخططون لحملة ضد الانفاق. الانفاق هي مصدر دخل حرج لحكومة حماس ولعشرات الاف الاشخاص في الطرفين المصري والفلسطيني. اغلاقها قد يؤدي الى انتفاضة البدو في شمالي سيناء، ذلك لان الانفاق والتهريب الى اسرائيل هي مصدر الدخل الاساس واذا ما تضرر رزقهم فلن يمر على ذلك مرور الكرام. بالنسبة للبدو والفلسطينيين في رفح هذا يعتبر موضوع بقاء، ليس اقل.