خبر هل كان الموساد مذنبا؟- إسرائيل اليوم

الساعة 08:10 ص|08 أغسطس 2012

 

الإخوان المسلمون في حيرة

بقلم: ايلي افيدار

بدا بث التلفاز المصري في اليوم الذي تلا الهجوم في معبر كرم سالم مثل فيلم فكاهي يؤدي دور البطولة فيه ممثل الفكاهة المصري عادل إمام. فقد قتل ارهابيون من الجهاد العالمي 16 جنديا مصريا في شهر رمضان واختطفوا اسلحتهم ووجهوها على أهداف اسرائيلية – أما المتظاهرون الهاذون أمام بيت سفيرنا في القاهرة فيتهمون الموساد ويدعون الى قطع العلاقات.

قد تكون المظاهرة وجهت على اسرائيل لكنها كشفت في الأساس عن بلبلة الاخوان المسلمين وعجزهم في مواجهة التطورات. وبدت عورة الرئيس مرسي الذي عاد وأكد في المدة الاخيرة تأييده لحركة حماس. وبرهن ناس الجهاد العالمي مرة اخرى على انهم لا يرون فرقا بين اسرائيل والسلطة الاسلامية في القاهرة، فكل من لا يشاركهم نهجهم ينتسب الى معسكر العدو.

اذا كان مرسي حائرا فان حماس في ازمة حقيقية. وسيحاول اسماعيل هنية الآن ان يبرهن بكل طريقة ممكنة على انه لم يعرف بالعملية مسبقا، لكن يجب على السلطة في غزة تقديم عدد من التفسيرات الى مصر. كانت اجهزة الامن الاسرائيلية على علم مسبق بالهجوم وحذرت القاهرة، ولا شك في ان حماس ايضا سمعت بها واختارت الصمت. وقد نشرت الأنباء عن التحذير الاسرائيلي في مصر وهي تقوم في مركز النقاش العام للعملية. وهناك من يرونها شهادة على تآمر الموساد، لكن كثيرين يوجهون إصبع الاتهام الى السلطة والى حماس أكثر منها.

أمّ هنية أول أمس الناس في صلاة جماعة أمام سفارة مصر في غزة في اشارة الى العطف على ضحايا الهجوم وتحدث بكلام لا تقدر عليه سوى اللغة العربية فقال: "ان اسرائيل مسؤولة بهذه الطريقة أو تلك عن الهجوم". ومن المريح للاخوان المسلمين ولحماس ايضا توجيه اصبع الاتهام الى اسرائيل، لكن يتبين من وسائل الاعلام المصرية بصورة واضحة ان لا أحد تجوز عليه هذه الحيلة، هذه المرة.

جاءت المظاهرة أمام بيت سفير اسرائيل في القاهرة لترسل رسالة تتعلق بالمستقبل الجغرافي السياسي، أكثر من كل شيء. اذا كان أحد ما في مصر يعتقد لحظة ان القدس يمكن ان تكون حليفا لمواجهة الارهاب الاسلامي فقد جاء المتظاهرون (ومن أرسلهم) ليُبينوا ان العدو بقي واحدا وان التعاون مع اسرائيل لا يتم التفكير فيه ألبتة.

ان الرابحين الأساسيين هم الجيش المصري وقادته. فكثيرون في مصر يرون الجيش آخر حاجز في وجه الفوضى، وهذه العملية تمنحهم البرهان الغالب على ذلك. وعند الطنطاوي ورقة لعب حقيقية لأنه لن يكون ممكنا من غيره اقرار النظام في الدولة. ويمكن ان تضر كشوف من التحقيق اضرارا شديدا بمكانة الاخوان المسلمين والرئيس، وسيكون كافيا ان يتم الزعم ان المهاجمين تعلموا في جامعة الأزهر مع عدد من كبار مسؤولي الحكم لاثارة غضب عام شديد عليهم. وستخدم معلومة من هذا النوع الطنطاوي في اطار صراعه الخفي مع الاخوان الذي لم ينقطع لحظة واحدة.