خبر ليس الخبز والزُبد فقط- هآرتس

الساعة 08:09 ص|08 أغسطس 2012

 

بقلم: زئيف شترنهل

كان من المحزن الوجود في باحة متحف تل ابيب في نهاية الاسبوع الماضي، كان محزنا جدا لكنه لم يكن غير متوقع. كُتب من قبل في ذروة موجة الاحتجاج المدهش في الصيف الماضي في هذه الصفحات ان المظاهرات التي لا تجد سريعا جدا تأسيسا سياسيا وقيادة مصممة تنتهي الى التبخر. وأكبر عدو لمثل هذه الحركة غير الرسمية هو الزمان الذي يمر. اجل يستطيع الاحتجاج ان يحرز نتائج فقط حينما يعرض بديلا يهدد المؤسسة تهديدا حقيقيا. وكانت في ظاهر الامر عدة ايام كهذه في الصيف الماضي لكنها لم تطل، فقد زال التهديد آنذاك لكن الاحتجاج اليوم ليس حتى امرا مقلقا لأنه تبين ان نشطاءه غير قادرين على قيادة حركة. وان أحد البارزين بفضل عمله رئيسا لهستدروت الطلاب الجامعيين، وهو ايتسيك شمولي، يتطور ليصبح سياسيا عاديا يبحث عن الطريق المفضي الى الكنيست، أما الآخرون وفيهم عقائديون حقيقيون فوقعوا ضحية سذاجتهم وتلاعب السلطة بهم ايضا.

يستطيعون في الحقيقة ايضا اتهام أنفسهم لأن الحرب من اجل الخبز والزبد للطبقة الوسطى هي هدف مناسب على التحقيق، لكن لا لناس في عشرينيات حياتهم فهذا يمكن تركه لعوفر عيني. توقعنا منهم صرخة كبيرة موجهة على الظلم الراسخ في الطريقة الرأسمالية الاسرائيلية وثورة على تأسيس رسمي لدولة الفصل العنصري التي يدأب في انشائها في هذه الايام وزير العدل باسم الحكومة. وما الذي يجب اعتقاده في شباب لا ينبسون بكلمة بازاء القمع اليومي في المناطق ولا يخيفهم ايضا سحق قيم ديمقراطية أساسية في سلطة الاذاعة وجهاز التربية؟.

اجل يجب على كل انسان يحاول ان يغير شيئا ما في الواقع الاسرائيلي ان يجابه في الآن نفسه حقيقة ان الاقتصاد الليبرالي الجديد ينفي لمجرد ماهيته مبدأ المساواة والتكافل، ويجابه الفصل العنصري الذي يكتسب لنفسه شرعية سريعة بين الجمهور. ولهذا يُحتاج من اجل ان ننشيء هنا دولة رفاه على الصورة الغربية الاوروبية الى سلطة مختلفة، ويُحتاج من اجل ذلك الى نضال لا هوادة فيه لتبديل السلطة الموجودة.

لن يُحسم مصير اسرائيل بنسبة ضريبة القيمة المضافة ولا بالقنبلة الذرية الايرانية التي قد تكون أو لا تكون بل بمستقبل المناطق، وفي هذا الامر لا مكان ألبتة للشك. يمكن تقويم اعوجاجات في جهاز فرض الضرائب ويمكن افشال ايران لكن ما لا يمكن تقويمه ويبلغ بنا بالتدريج الى نقطة لا عودة منها هو الاحتلال. وها هي ذي هذه المسألة الوجودية وبصورة عجيبة تختفي بصورة مطلقة من برنامج العمل العام بفضل اتفاق صامت بين اليمين الحاكم وحزب العمل. وحدث ان لم يعد خطر القضاء على دولة اليهود الديمقراطية جوهر اختلاف. ولم يسبق لهذه الظاهرة مثيل في سياسة بلدان ديمقراطية. لأنه نشك كثيرا في انه وجدت ذات مرة دولة ديمقراطية أُسكت فيها ودُفن باتفاق بين السلطة والمعارضة موضوع تتعلق به حقيقة وجودها وهو مختلف فيه اختلافا لا يوجد ما هو أعمق منه. وفي المقابل وجدت بلدان جبى فيها جُبن المعارضة ثمنا أبهظ من ان يحتمل.

يُسأل الآن سؤال ماذا نفعل؟ ما يزال يوجد دور مهم لنواة الاحتجاج الفعالة بألا تعمل وحدها بل ان تكون جسرا بين جميع قوى معارضة السلطة يحطم الاتفاق بين الليكود والعمل. وهذه هي الطريق الى دولة رفاه تسعى الى المساواة والى العدل للجميع – للفلسطينيين ومهاجري العمل معا – وهذه ايضا هي الوسيلة الى تحقيق حل الدولتين الذي يكون عادلا مع الشعبين وينقذ اسرائيل من الفناء.