خبر إغلاق الأنفاق يثير مخاوف أصحابها وقلق أهل غزة

الساعة 12:22 م|07 أغسطس 2012

وكالات - ا ف ب

عبر أبو طه وهو صاحب نفق على حدود قطاع غزة مع مصر عن قلقه الشديد بعد إغلاق حكومة غزة كافة الأنفاق المنتشرة على الحدود إثر الهجوم الذى أودى بحياة 16 من حرس الحدود المصريين ليل الأحد الماضى، وهو قلق يشاطره الغزيون الخائفون من نقص المواد الأساسية التى يحصلون عليها عبر الأنفاق.

ويرى أبو طه وهو فى الأربعين من عمره أنه إذا استمر الإغلاق "ستكون كارثة بكل معنى الكلمة.. البضائع وكثير من المواد الغذائية تأتى عبر الأنفاق. حتى البناء سيتوقف كليا".

ويضيف الرجل الذى يشرف على نفق مخصص للبضائع "إغلاق الأنفاق سيخنق غزة ويسعد إسرائيل"، ويقول ابو مصطفى (34 عاما) وهو صاحب نفق مخصص لمواد البناء، "عندما ابلغنا (الأحد) بإغلاق الأنفاق، نزل علينا الخبر كالصاعقة لأن أشغالنا ستتوقف ..تدميرها يعنى تضرر آلاف العائلات الفلسطينية من اصحاب الأنفاق وآلاف عائلات العمال".

ويؤكد الشاب "لا نعترض على اجراءات الامن، فلسطينية او مصرية، لاعتقال الفاعلين فى الهجوم الارهابى خصوصا. لكن نطالب بإعادة فتح الأنفاق مع ضمان زيادة الرقابة عليها لان الناس فى غزة ستموت بإغلاق الأنفاق".

ورغم انه لا يوجد رقم دقيق لعدد الأنفاق إلا أن تقديرات المصادر الامنية تشير الى وجود المئات على الحدود مع مصر. ويصل حجم تجارة الأنفاق إلى "نصف مليار دولار سنويا" وفقا للمحلل الاقتصادى عمر شعبان.

وحذر شعبان من تأثير "مدمر على كل مناحى الحياة فى غزة لأنها تعودت عليها على مدى سنوات فصارت الأنفاق وكأنها معابر دائمة، لذا الاعتماد شبه كلى لمعظم القطاعات".

وأضاف "لو طالت مدة الاغلاق لأسبوع فقط سيؤدى ذلك إلى تدهور كبير، ففى غزة لا توجد مخازن للبضائع او مواد البناء، كما ان الوقود يأتى بشكل يومى عبر الأنفاق، وانعكاسات تأخره سيزيد من ازمة الكهرباء ويؤدى لوقف المصانع والمخابز وحركة المواصلات".

وقال محذرا إن "هذا التوقف سيوقف مشاريع البناء ويوقف 15 الف عامل فى قطاع البناء لأن هذا القطاع يعتمد كليا على الأنفاق".

وليل الاثنين اصطفت طوابير من السيارات امام بعض المحطات التى لديها وقود للتزود وتخزين البنزين والسولار ما ادى الى نفاده منها وخلق ازمة.

ويشرح ابو جهاد الذى يدير نفقا مخصصا للوقود ان الجانب المصرى "يمنع وصول شاحنات بضائع وصهاريج الوقود لمنطقة الأنفاق منذ اغلاقها. نحن مع هذه الخطوة فمن قتلوا جنودا مصريين هم اعداء للشعب الفلسطينى قبل ان يكونوا اعداء لمصر، والضرر كبير علينا لان غزة فى سجن".

وتساءل الرجل الخمسينى "من سيوفر الطعام والشراب للناس..وكيف ستعمل محطة الكهرباء بلا وقود؟ الحياة هنا تتوقف على الأنفاق".

وتواصل القوى الامنية فى حكومة غزة الاستنفار على الحدود مع مصر والممتدة لثلاثة عشرة كيلومترا حيث يمكن ملاحظة مئات من عناصر الامن الوطنى وقوات هيئة الحدود فى حكومة غزة ببزاتهم العسكرية الى جانب تسيير سيارات جيب قرب السياج الحدودي.

وتمنع هذه القوات أى شخص من الاقتراب من الحدود، فيما تبدو الخيام التى تغطى عيون ومنافذ الأنفاق خالية تماما إلا من عناصر امنية تابعة لحماس تجوب المنطقة الحدودية.