خبر قرار غير تربوي- هآرتس

الساعة 09:34 ص|07 أغسطس 2012

بقلم: أسرة التحرير

قرار وزارة التربية والتعليم إقالة المسؤول عن تعليم التربية المدنية (الوطنية) أدار كوهن، هو مثال آخر على الريح الشريرة التي تهب في قيادة الوزارة وتسعى الى شطب كل تفكير ذاتي أو تشكيك. وقد اقيل كوهن لانه تجرأ على أن يوجه معلمي التربية الوطنية، وعبرهم التلاميذ بان من حقهم طرح الاسئلة بالنسبة للديمقراطية الاسرائيلية، بما في ذلك جوانبها الاقل اضاءة. إقالة كوهن تشير الى أن مسؤولي وزارة التربية والتعليم غير معنيين بهذا النهج.

        القرار بعدم تثبيت وظيفة كوهن، وبالتالي اقالته، اتخذته المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم، داليا شتاوبر، ولكن المسؤولية هي على الوزير جدعون ساعر. ومثلما لم يمنح ساعر اسنادا لكوهن في السنتين الاخيرتين، الذي وقف فيها في وسط حملة تشهير ونزع شرعية من جانب محافل يمينية في وزارة التربية والتعليم وخارجها، هكذا يختبىء ساعر الان خلف قرار موضوعي زعما، في أن كوهن مذنب بـ "اخفاقات مهنية". هذه محاولة لادعاء البراءة.

        لقد عمل كوهن في منصبه أربع سنوات. في هذه الفترة اجتازت دراسة التربية الوطنية تغييرات حقيقية. في الاسابيع الاخيرة، كلما تبين بان قادة وزارة التعليم حددوه كهدف حظي كوهن بالتشجيع من اكاديميين كبار في مجال التربية الوطنية والعلوم السياسية. وليس أقل اهمية من ذلك، التشجيع من مئات المعلمين في المدارس في قطاعات التعليم المختلفة ممن تجندوا للشهادة في صالح التزامه ومهنيته. ولكن وزارة التربية والتعليم اختارت تجاهل كل هؤلاء.

        ومساء أول أمس نشر كوهن، بعد وقت قصير من تبليغه باقالته، رسالة علنية لمعلمي التربية الوطنية كتب يقول فيها: "لم نخشى التطرق الى النقاط الاليمة والمقسمة في المجتمع الاسرائيلي، وذلك لان فهمنا التربوي هدفه رأب الصدوع واحتواء الشقوق، وليس الانقسام والادانة".

        رسالة كوهن هي إرث تربوي مناسب ولكن مشكوك أن ينفذه ساعر والموظفون المرؤوسون منه. هدفهم آخر تماما: ان يزيلوا كل عائق في طريق اخضاع كل جهاز التعليم العام الى مفاهيم سياسية وطنية متطرفة. القرار باقالة كوهن هو قرار غير تربوي ويعبر عن فهم مناهض للتعددية.