خبر الفلسطينوفوبيا: لاصوت يعلو فوق صوت العقل..عصام يونس

الساعة 10:39 م|06 أغسطس 2012

ما حدث أمس من جريمة نكراء كائنا من كان مرتكبها فهو لاجنسية ولادين له ويظهر بشكل فج عقلية القبيلة التي تحكم الجميع ومؤشرها ردود الفعل عليها. ما حدث جريمة بكل المقاييس تستوجب ملاحقة من اقترفها ومن أمر بتنفيذها ومن تغاضى عنها. وادرك مدى الغضب الذي يعتمل صدور الأشقاء المصريين ولهم كل الحق في ذلك، ولكن بشاعة الجريمة يجب أن لاتلغي صوت العقل، ما حدث يجب ان لايتم استخدامه لاخراج الفلسطينيين أو أهل سيناء او غيرهم من قبل البعض من دائرة الانسانية والأخلاق .

 الجريمة أي جريمة بطابعها فردية ولايعقل ان يتهم شعب بأكمله او شعوب بأكملها بجريمة يرتكبها فرد او أفراد. لاتكرروا مشهد استعداء المسلمين بعد 11 سبتمبر حيث جرى اخراجهم عن دائرة المشروعية الأخلاقية وتم تصويرنا مصريين وفلسطينيين بأننا مجموعة من الحيوانات ومصاصي الدماء وكل واحد فينا مشروع ارهابي.

ماحدث ويحدث في سيناء هو حصاد آثام حيث أن هناك تعسفا من قبل الدولة المركزية المصرية منذ نشأتها مع الجغرافيا والسكان في سيناء وعملية الاقصاء والتهميش بالغة الوضوح وقد تدهور الوضع الأمني بشكل واضح في ظل الوضع الانتقالي الذي تمر به مصر ما بعد الثورة وضعف سطوة الأمن على سيناء وقد تعرضت قوات الأمن المصرية لعمليات اطلاق نار سقط خلالها شهداء وجرحي وتعرض ضباط وجنود للاختطاف وسابق على كل ذلك تعرضت منشآت سياحية في سيناء إلى هجمات ارهابية ويتكرر مشهد قطع الطرق في سيناء.

وبالمقابل فإن كثيرا مما يحدث في سيناء ليس قدريا بل هو مخطط له ومرتبط بما تسعى له دولة الاحتلال من دفع غزة جنوبا والقاءها في حضن مصر على الرغم من ادراك الفلسطينيين والمصريين لذلك ومالعبث الأمني في سيناء الذي تسعى لتعظيمه دولة الاحتلال الا لاظهار ان الدولة المصرية عاجزة عن حفظ الامن فيها وفي نفس الوقت تعمل على اعادة اكتشاف هوية مصطنعة لبدو سيناء على نقيض الهوية الوطنية المصرية الجامعة.


الخطاب الذي نسمع اليوم يعيدنا مرة أخرى إلى ما حدث ليلة الاحتفال بعيد الميلاد في الاسكندرية وتفجير كنيسة القديسين وسقوط عدد كبير من الأبرياء شهداء وجرحى واتهام فلسطينيين في حادث التفجير دون اثبات او دليل وهذه الجريمة لم يتم فك لغزها حتى اليوم، وكان على الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن تلك الجريمة تحريضا واجراءات وعقاب.

 واهم من يعتقد أن أمن مصر لايرتبط عضويا بأمن غزة والعكس صحيح، فحقائق التاريخ والجغرافيا ووحدة الدم تجعل من أي اجراء يمس تلك العلاقة العضوية مصطنع ولايستقيم مع أي منطق.


أعيد القول بأن على الجميع فلسطينيين ومصريين أن يعالجوا الأسباب وليس النتائج فقط، مالذي اوصل الحال إلى ماوصل اليه، إن بوصلتنا واضحة وتؤشر لفلسطين والقدس وباقي اجزاء الوطن ولابديل عن ذلك، نحن لانريد توطينا في لبنان ولا مشروعا في سيناء، نريد الاتجاه شمالا والاشتباك سياسيا وقانونيا مع الاحتلال فهو العدو ولا عدو غيره.


ليس هناك من هو أكثر خيبة من الذي يكون في وضع الدفاع عن النفس، فوهم السلطة تحت الاحتلال لا بد ان ينتج حالة هشة يستحيل معها التنبؤ بما ستكون عليه الأوضاع خلال ساعتين ويدخلنا في معارك خاسرة. اتحدي أن يستطيع احدنا التخطيط لربع ساعة وليس لعام كامل لا حل سوى الاشتباك مع الاحتلال سياسيا وقانونيا وتعظيم الكفاح ضده ولايعقل ان نبقى تحت تأثير ردود الأفعال إلى ما لانهاية. وأبشركم بان الاسوأ لم يأت بعد إذا بقينا نراوح في المكان.

يكفي الحديث في الجزئيات فنحن شعب تحت احتلال وننشد حقنا في تقرير مصيرنا واقامة دولتنا الحرة لشعب من الأحرار، العار لكل الحكومات والسلطات التي تكلفنا قضيتنا ووحدتنا وتعرض مشروعيتنا إلى خطر عظيم. نحن دخلنا طوعا وسخ السلطة ووهمها واصبحنا امبراطورية من كرتون يكفينا هذيانا فليس بعد الكفر من ذنب.

ارحمونا وارحموا انفسكم والتاريخ لن يرحم أحدا. لنظهر تضامننا مع انفسننا مصريين وفلسطينيين وندين الجريمة ونترحم على الشهداء وأذكر بأن هناك عدو يجلس متفرجا على سذاجتنا. خطاب التحريض اصبح لا يطاق وأرى بأنه لا مبرر لاتخاذ اجراءات من العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين بل العقاب بحق من ارتكب وخطط هذه الجريمة ومرة أخرى أي جريمة في الكون هي مسؤولية من ارتكبها فردا او عدد من الأفراد ولايمكن للفلسطينيين ان يدفعوا ثمن جريمة ارتكبت حتى لو كان مرتكبوها فلسطينيين ونحن لن نسامح أحدا إذا لم يثأر لنا بسقوط شهداء الجيش المصري الذين هم شهداء الفلسطينيين شاء من شاء وأبى من أبى.