خبر الناجى الوحيد من المذبحة لـ«الأطباء»: الجريمة وقعت بعد أذان المغرب مباشرة

الساعة 08:45 م|06 أغسطس 2012

وكالات

لم ينج من هذه المذبحة سوى مجند شاب عمره 23 عاما من الإسماعيلية.. لم يتذكر الأطباء فى مستشفى رفح اسمه أو بالأحرى لم يسألوه عن اسمه، كذلك خلت قائمة الضحايا والمصابين من اسمه نهائيا.. جلس المجند الشاب وهو فى حالة عصبية ونفسية صعبة ليروى تفاصيل ما وصفها بأنها «أبشع جريمة فى حياته»، لم يصدق أنه خرج حيا ورأى وابل الرصاص يحصد أرواح أصحابه الواحد تلو الآخر، لم يستطع حتى أن يلتقط أنفاسه، كان الموت ينهال أسرع من الرصاص، رائحته لم تزل فى أنفه حتى اللحظة «شممت رائحة لن أنساها ما حييت»، يتذكر كيف شاهد زميلا له وهو فى المدرعة ويحاصره الجناة ويجبرونه على قيادة المدرعة فى تجاه معبر كرم أبوسالم.

التفاصيل الكاملة رواها المجند الشاب للدكتور خالد عبدالنبى مدير مستشفى رفح.. الشاب حضر إلى المستشفى مع زملائه الشهداء والمصابين وهو يصرخ وكانت ملابسه ملطخة بالدماء، قال إنه عند إطلاق أول رصاصة كان ملقى على الأرض وسط زملائه وبعدها سمع أصوات الرصاص وكأنه فى كابوس طويل استغرق سنوات وكان يسمع صرخات زملائه وهم يسقطون تباعا فوق جسده المنبطح على الأرض.

وشرح الشاب أن دماءهم غطت المكان وأنه لا يصدق أنه خرج حيا بعد هذه المجزرة.

وعن الجريمة، قال الشاب: كنا بنجهز للفطار.. وفجأة عدت عربية نصف نقل.. وده عادى لأن المعسكر على الطريق الأسفلتى فى شارع اسمه الأمير.. وبعدين لما المغرب أذن ويادوب كنا بنبدأ نفطر ونشرب مياه وعصير والبعض مننا بيحط الأكل فى بقه.. لقينا عربيتين وقفوا وفى أقل من ثوان نزل منها ناس ملثمين.. لابسين لبس أسود ومموه وكانوا شايلين سلاح ودوروا الضرب فينا.. وكانوا بيقولوا الله أكبر.. الله أكبر يا خونة.. أنا مش قادر أفتكر الضرب استمر وقت أد إيه.. أنا لقيت نفسى مرمى على الرمل وزمايلى فوقى.. كانوا جثث.. أنا فضلت مكانى لحد ما الدنيا هديت وضرب الرصاص بطل.. والمدرعة اتحركت.. وعرفت من صوتهم وتوجيهاتهم أنهم بيجبروا حد من زمايلى مش عارفة مين أنه يقود المدرعة ويطلع بيها معاهم.. مكنتش عارف أتصرف إزاى.. وبعدين الناس اللى ساكنة قريب من النقطة جت.. وعربيات ملاكى ونقل جت نقلت زمايلى».

المجند الشاب الذى أصيب بصدمة عصبية ولم يتوقف عن البكاء تم نقله إلى مستشفى العريش العام.. وهناك توافد عليه عشرات من زملائه وسألوه مجددا عن التفاصيل لكنه فضل الصمت أكثر من 10 دقائق.. وبعدها روى لهم التفاصيل من جديد.. و قال لهم: «قبل المغرب سبنا السلاح.. وقعدنا نجهز فى الفطار وبدأنا ناكل وبعد 5 دقائق من الأذان.. ودخلوا علينا وإحنا بناكل وأطلقوا علينا الرصاص بكثافة.. دول خدونا على خوانة.. خدونا على خوانة.. قال ولم يتوقف عن البكاء وهو يقول: «كل زمايلى راحوا قدام عينى».

كما

شرح اللواء أحمد يوسف قائد حرس الحدود للرئيس محمد مرسي والوفد المرافق له، عند حضورهم للعريش، تفاصيل تنفيذ عملية رفح الإرهابية بحق جنود القوات المسلحة، وذلك عند لقائهم داخل الكتيبة 101 لقوات حرس الحدود الواقعة بجوار مبني ديوان عام محافظة شمال سيناء.

وقال قائد حرس الحدود في عرض توضيحي للرئيس عن تفاصيل الواقعة، إن الواقعة "نفذت بواسطة فرقتين من المسلحين الملثمين مستقلين سيارتين دفع رباعي من طراز تيوتا كروز، داهموا تمركز الجيش في أثناء جلوس الجنود على مائدة الإفطار تاركين سلاحهم لتناول الطعام، ثم أأكمل يوسف باكيا "كان الأكل لسه بيحطوه في بقهم وتفاجئوا بوابل من الرصاص من قبل 8 مسلحين".

وتابع "أطلقوا الرصاص على قوة الكمين باستثناء سائق المدرعة، حيث تم إجباره على قيادتها باتجاه الحدود الإسرائيلية التي تبعد 2 كيلو متر باتجاه التمركز وذلك تحت تهديد السلاح"، لافتا إلى أنهم اخترقوا الحدود بصحبة سيارة أخرى محملة بالأسلحة قبل أن يتم تدميرهما من قبل الطيران الإسرائيلي".

وعن هوية المهاجمين، أكد قائد حرس الحدود للرئيس عدم تحديد أي جهة أمنية حتى هذه اللحظات هوية المهاجمين، مؤكدا أن قوات الجيش "ستتعامل مع كافة الخارجين عن القانون والمتطرفين بحسم شديد".

ومن جهته، قال الرئيس محمد مرسي لقادة الجيش الحاضرين "نريد الرد بسرعة .. دافعوا عن أنفسكم ولا تسمحوا لأحد أن يطلق عليكم النيران، ودوركم أن تحافظوا على أبناء سيناء وأبناء القوات المسلحة وأبناء الشرطة وكل مصري .. واضربوا بقوة وبحزم ووفقكم الله" .

وكان الرئيس مرسي وبرفقته المشير ومدير المخابرات العامة ووزير الداخلية وعدد من قيادات المجلس العسكري في زيارة تفقدية لمحافظة شمال سيناء استغرقت ساعة، قبل مغادرتهم إلى القاهرة عبر طائرة خاصة، وذلك للاطمئنان على الوضع الأمني بالمحافظة وما توصلت إليه جهات التحقيق من نتائج تتعلق بهجوم رفح الدامي.