خبر إشارة تحذير -يديعوت

الساعة 09:12 ص|06 أغسطس 2012

إشارة تحذير -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

كان ذلك عملا انتحاريا مجنونا لا توقف فيه ولا يُفرق بين صديق وعدو وهو قتل بعيون مفتوحة على مذهب الجهاد العالمي. تذوقت اسرائيل أمس شيئا مما يرتقبها اذا وافقت على التكيف مع وضع يوجد فيه على حدودها  - في مصر، وربما في هضبة الجولان ايضا في المستقبل – وبيقين كيان للجهاد العالمي.

لا يقف أي شيء في طريق هؤلاء القتلة، ولا تهمهم مصالح الدول ولهذا لم تكن عندهم أية مشكلة في قتل 16 جنديا مصريا – ربما حاولوا صدهم وربما شوشوا عليهم فقط – في حين كانوا متجهين الى تنفيذ عملية اختطاف وقتل لكل من يقف في طريقهم في اسرائيل.

ساد المنطقة منذ يوم الجمعة استعداد معزز بسبب انذار بعملية لواحدة من مجموعات الجهاد العالمي في سيناء. ونجح "الشباك" في الايام الاخيرة في ان يحدد ويحبط ثلاث عمليات للجهاد العالمي، الاولى هي اختطاف اسرائيليين في سيناء أصدر مقر مكافحة الارهاب اعتمادا عليها انذارا فوريا للمتنزهين الاسرائيليين في شبه الجزيرة، هذا الى انه تم القضاء أمس في ساعات الصباح في رفح على اثنين من ناس الجهاد العالمي كانا متصلين بتنظيم من اجل عملية اخرى في سيناء. وسيجلس "الشباك" زمنا ما بسبب العملية الثالثة التي أُحبطت أمس على الحدود في كرم سالم.

في حين كانوا يستعدون في الجانب الاسرائيلي لتلقي عملية فتاكة جماعية استخف المصريون – الذين كانوا عالمين هم ايضا بالانذار – استخفوا بذلك. فقد نشر أول أمس فقط في صحيفة "الأهرام" اعلان صادر عن وزير الداخلية المصري الجديد الجنرال احمد جمال الدين الذي أعلن بأن تحذيرات اسرائيل من السفر اختلاق يرمي الى الاضرار بالسياحة الى مصر، وقال ان الوضع في سيناء لم يكن قط أكثر أمنا. لا أقل من ذلك. وقد تلقت حكومة مصر اذا أمس لطمة فظيعة قد تجعل الرئيس الاسلامي يستيقظ ويدرك ان الجهاد العالمي سينشيء نظاما لا في سيناء وحدها وعلى الحدود مع اسرائيل بل في داخل مصر نفسها، من غير تعاون تام مع اسرائيل.

أمس في حوالي الساعة الثامنة مساءا وصلت الى قرب الحدود سيارتان مدرعتان نجح ناس الجهاد العالمي في سرقتهما كما يبدو من معسكر مصري في سيناء. ووصلت السيارتان الى المكان المسمى النقطة 380، على المحور 232 الذي يقع على مبعدة 40 مترا منه معسكر الامن المركزي المصري (الذي خططوا ذات مرة لجعله نقطة مرور ثابتة بين اسرائيل ومصر)، ونقول بالمناسبة ان هذه هي النقطة التي أُعيد منها جلعاد شليط الى اسرائيل.

ليس واضحا لماذا حدث تبادل اطلاق نار بين المصريين وناس الجهاد العالمي، لكن كانت النتيجة قاتلة من جهة المصريين. انفجرت واحدة من السيارات المدرعة في داخل اسرائيل على موقع الحراسة، وكان هذا الموقع خاليا من الجنود ولم يكن ذلك صدفة. وقضت طائرة لسلاح الجو كمنت للمخربين على المدرعة الثانية. واذا كان قد وجد في المنطقة طائرة فذلك يعني ان اسرائيل قد تمكنت تمكنا جيدا جدا في هذه المنطقة مع كل منظومات المراقبة في النهار والليل. والى الآن وجدت خمس جثث لمخربين سلفيين من واحد من التنظيمات الجهادية في شمال سيناء.

ان نجاح "الشباك" وقيادة المنطقة الجنوبية في احباط العملية هو اشارة تحذير لاسرائيل يقول ان المنعة لن توجد الى الأبد. وقد زرع الجهاد العالمي مئات المنتحرين وآلاف الجثث في الشرق الاوسط كله. وتبذل منظمة حزب الله – التي لها موطيء قدم في سيناء ايضا – جهدا باسم الوكيل الايراني لمحاولة اشعال الحدود الاسرائيلية المصرية، وقد حاولوا قبل بضعة اسابيع تسخين حدود القطاع من جديد بقذائف صاروخية على سدروت، ولم تعد حدود مصر منذ زمن هادئة، فهناك محاولة تنفيذ عملية مرة كل شهرين على الأقل، والجهاد العالمي شريك فعال في هذه الاستراتيجية.

تحدث وزير الدفاع الامريكي قبل اسبوع الى القيادة المصرية عن قضية سيناء. ويشتكي سكان سيناء في الصحف المصرية من الفوضى والسلب والقتل في وضح النهار وفي كل يوم، لكن السلطات في مصر ما تزال في غفوة وهي لم تستغل الامكان الذي منحتها اسرائيل إياه وهو ان تُدخل قوات ومروحيات وقوارب تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في معاهدة السلام لعلاج مشكلة الفوضى في سيناء. والقيادة السياسية في اسرائيل من جهتها تحرص على كرامة المصريين وتخشى ان تعطس بقربهم أو ان تطلب منهم، لا سمح الله، ان يفعلوا شيئا. ولن يكون هناك مناص: ان اسرائيل تقترب من نقطة ستضطر فيها الى ان تعالج هي نفسها سيناء مع كل ما يحمل ذلك من معان، ويشتمل ذلك على العلاقات مع مصر، وإلا فسيكون هنا حمام دم بصورة لم نعرفها الى الآن.