توفيت في الباص الذي توجه لزيارة نجلها في السجون

خبر صدمة وذهول..أم الأسير يحيى اصليح ماتت قبل ساعات من تحقيق حلمها

الساعة 08:29 ص|06 أغسطس 2012

غزة (خاص)

 "ساق الله يا أم إبراهيم ويا أم ضياء وقتيش أكحل عيني بحبيب قلبي يحيي وأطمن عليه وأعرف أحوالوا قبل ما أموت", هذا أخر ما نطق به لسان الحاجة أم يحيى إصليح لأهالي الأسرى وهم في طريقهم إلى زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وكانت والدة الأسير يحيى إصليح توفيت فجر اليوم الاثنين وهي في إحدى الحافلات التي تقل أهالي الأسرى ضمن الدفعة الرابعة لزيارة ذويهم بالسجون الصهيونية، ويذكر أن والدة الأسير يحيى إصليح لم ترى ابنها المعتقل منذ 5 سنوات والمحكوم عليه بالسجن 12 عاما.

بكاء وحسرة وآلام

بالدموع والآلام والحزن الشديد استقبلت أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا خبر وفاة الحاجة أم يحيى إصليح وقالت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :"أم يحيى كانت تداوم كل يوم اثنين كباقي أمهات الأسرى لمقر الصليب الأحمر بغزة لتتضامن مع ابنها الأسير وكانت تتحدث لأمهات الأسرى عن اشتياقها لاحتضان ولدها يحيى.

تقطًع صوت الحاجة أم ضياء ليطغوا عليه نبرات الحزن الشديد وتضيف :"كانت أم يحيى تأتي على العكاز وتجلس في المقدمة وتقول نفسي يا أم ضياء أشوف أبني قبل ما يتوفاني الموت وقتيش بدنا نزور :"ساق الله على هاليوم إلي راح أشوف فيه ابني".

واستدركت أم ضياء حديثها قائلة :"اليوم توفيت الحاجة أم يحيى وهي كل أملها وأمنيتها أن تزور ابنها في سجون الاحتلال ونحن أيضاً أمهات الأسرى ننتظر الزيارة متمنية أن تكون الزيارة قريبة قبل أن يصيبها ما أصاب أم الأسير يحيى إصليح.

وأوضحت أم ضياء :"بأن أهالي الأسرى أصابتهم الحسرة والآلام ولوعة القلب مشيرة إلى أن الأسير عندما تتوفي أمه ويتوفي والده يفقد أهله وأسرته جميعاً.

الموت يلاحق أهالي الأسرى

أما أم الأسير إبراهيم بارود فأكدت على أن ما أصاب أم الأسير يحيى إصليح متوقع لكل أهالي الأسرى شيباً وشباناً ونساء وزوجات وأطفال الأسرى لأن المسموح لهم بالزيارة أغلبهم عجائز وكبار في السن، واستذكرت أم إبراهيم في الزيارة الأولي موقفاً لوالد أسير فهو ينزل من الباص كل نصف ساعة من أجل "التفريغ" فالزيارات لا تناسب أهالي الأسرى لأن كل من يزور هم كبار في السن.

وعن والدة يحيى قالت أم إبراهيم لمراسلنا :"هي أم لا تترك الصليب الأحمر وكانت تسألني في الماضي عن الكنتينة وكيفية إدخالها للأسرى في السجون وفي الأيام الماضية كانت تسألني عن الزيارة وتقول وقتيش أزور يا أم إبراهيم وأكحل عيوني بابني يحيى زي ما أنتي كحلتي عينك بإبراهيم.

"دموع وبكاء وآلم وحسرة وأمنيات" هذا هو حال أهالي الأسرى في مقر الصليب الأحمر فور سماعهم بنبأ وفاة الحاجة أم يحيى إصليح وهي في طريقها لزيارة ابنها الغائب عن عينيها منذ 6 سنوات.

وصف الأسير من الداخل

أما عن أحوال الأسير يحيى من داخل السجون فتصفه الأسيرتين المحررتين أم محمود الزق وهناء شلبي بالصاعقة المدوية على ابنها يحيى وعلى كافة الأسرى داخل سجون الاحتلال فهم يعتبرون كل أهالي الأسرى أمهات لهم.

الموقف صعب

أم محمود الأسيرة المحررة أكدت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسئولية كاملة عن عدم رؤية أم يحيى لولدها داخل سجونه وزنازينه المميتة.

وقالت أم محمود الموضوع ليس سهل على الأسرى داخل السجون فعندما تتوفى أم أسير أو والد أسير فهذا الموضوع صعب ويربك حساب الأسير أو الأسيرة ويبقي منعزل لفترة ويبكي على فراق من فارق الحياة قبل رؤيته، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يعوض الأسير أو الأسيرة عند التحرر أي أم أو أي والد حنان الأمومة.

برزة لمدة ثلاث أيام داخل السجن

أما الأسيرة التي حررت نفسها بنفسها من داخل السجون الصهيونية عبر معركة الأمعاء الخاوية هناء شلبي فقد حملت الاحتلال المسئولية الكاملة عن وفاة والدة الأسير يحيى إصليح لإجراءاته القمعية والمضايقات التي يشترطها لزيارة أبنائهم داخل السجون.

وقالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"في حال توفي والد أو والدة أسير أو أسيرة فإن اليأس من شدة الشوق لرؤية الوالدة أو الوالد يخيم على الأسير ومن حوله من الأسرى يقومون بعمل برزة لمدة ثلاثة أيام على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وبينت بأن الأسرى يقومون بوقفات احتجاجية على إدارة مصلحة السجون لتخفيف إجراءاتها على
أهالي الأسرى ولكن الاحتلال يقمع الأسرى من هذه الاحتجاجات بمنع الفورة ومنع الكنتينة وحرمان الأسير أو الأسيرة من أبسط حقوقه.