خبر الأبعاد الهاديء- هآرتس

الساعة 08:25 ص|05 أغسطس 2012

بقلم: أسرة التحرير

على مدى عشرين سنة، حتى اندلاع الانتفاضة الاولى، تباهت حكومات اسرائيل بـ "سياسة الاحتلال المتنور" التي ترمي الى السماح بالتعايش السلمي بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين. منذ الانتفاضة الثانية، في نهايات العام 2000، أخلت هذه مكانها لسياسة استعمارية غايتها سلب "الأصليين" من اراضيهم وحقوقهم وابعادهم عن بلادهم. وحسب تحقيق صحفي لعميره هاس نشر يوم الجمعة في "هآرتس"، يهاجم المستوطنون الفلسطينيين كل يوم، يقتلون الحيوانات الأليفة ويُفسدون الاملاك. خريطة العنف، التي تستند الى تقارير مؤكدة وشهادات عيان جمعتها "تعايش"، "أوتشا" (مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية) و"بتسيلم" تفصل ليس أقل من 40 حالة تنكيل قام بها المستوطنون في شهر واحد.

        وكان مراقب الدولة حذر قبل أكثر من عشر سنوات من قصورات شرطة لواء "شاي" في كل ما يتعلق بفرض القانون على المستوطنين. وتعرض وسائل الاعلام بين الحين والآخر توثيقا مصورا لاعمال العنف التي ترتكب، بما في ذلك استخدام النار الحية. ويشجب الاتحاد الاوروبي والرباعية اعمال التنكيل بالفلسطينيين في جنوب جبل الخليل. ووجدت منظمة "يوجد قانون" التي حللت 781 ملف تحقيق أدارتها شرطة لواء شاي من العام 2005 وحتى آذار 2012 بأن أقل من 9 في المائة من الشكاوى التي رفعها الفلسطينيون عن مخالفات مزعومة للاسرائيليين نضجت حتى لوائح اتهام. أكث من 84 في المائة من الملفات، معظمها شكاوى باشعال الحرائق، المس بالاملاك والمزروعات وسرقة المحاصيل الزراعية، أُغلقت في ظروف تدل على فشل التحقيق، وعلى أقل من 3 في المائة من الملفات رُفعت لوائح اتهام.

        أحداث العنف تجري في المنطقة ج، التي ضمن السيطرة الحصرية لاسرائيل. ولكن الرسالة التي تنقلها الحكومة الى قيادة الشرطة والقيادة العسكرية هي ان الحكام الحقيقيين هم المستوطنون. اعمال الزعرنة التي يقومون بها في الخليل وفي البلدة القديمة من القدس أدت الى ابعاد هاديء لعشرات آلاف الفلسطينيين. هذا الهدوء لن يبقى الى الأبد. عندما تنشأ لجنة تحقيق للتحقيق في الانتفاضة التالية، فان رئيس الوزراء ووزير الدفاع لن يتمكنا من التنكر للمسؤولية.