خبر إنكار مقلق -يديعوت

الساعة 08:24 ص|05 أغسطس 2012

بقلم: سمدار بيري

بعد أقل من نصف ساعة من تلقيّ من مكتب الرئيس في القدس المعلومة عن رسالة الرئيس المصري المتوقعة، وبعد عشر دقائق من وصول صورة الرسالة الرسمية من مرسي الى بيرس، استقر رأيي على ان أعمل عملا فحولت بالبريد الالكتروني الرسالة الى زميل رفيع المستوى جدا في القاهرة.

ما هو السيء؟ لا أحد طلب الحفاظ على التراسل سرا بل بالعكس، فقد عرفت ان بيرس أصر على الحصول على اذن من المبعوث سفير مصر في اسرائيل، ياسر رضا، بنشرها في وسائل الاعلام. وطلب رضا مهلة لمشاورة أرباب العمل في القاهرة وعاد الى مكتب بيرس (الى أمين السر العسكري حسون) وأبلغه انه يوجد اذن فانشروها.

ان الزميل الرفيع المستوى في القاهرة ذو خبرة طويلة بعلاقات اسرائيل بمصر وهو ذو حواس محددة. نظر في الرسالة التي أرسلتها اليه وقال: جيد جدا. هذا هو الشيء الصحيح فعله من جهتكم (بعد رسالتين أرسلهما بيرس الى مرسي منذ ان فاز في الانتخابات). وقال لي: أنا الآن ماضٍ لأفحص عما يعتقدونه عندنا.

يتعلق الامر بمن تحدث اليه زميلي في القاهرة. ان لمرسي متحدثا رسميا هو الدكتور ياسر علي، يُحذر الجميع – من المثقفين والساسة والصحفيين – من ألا يشيعوا اشاعات عن الرئيس الجديد. "أنا وحدي العنوان المخول وأنا الذي أتحدث فقط عن الرئيس"، يُصر علي الذي لا يستريح لحظة. وتلقى في نهاية الاسبوع ردا على ذلك بتعيين وزير اعلام جديد في حكومة مصر موالٍ لحركة الاخوان المسلمين.

ان من ينظر في رسالة مرسي القصيرة جدا وهي في الحاصل العام ثلاث جُمل – وهي مع كل ذلك أول رسالة من الممثل الأكبر لحركة الاخوان المسلمين الى الرئيس في القدس – يلاحظ فورا حقائق غامضة: فقد كُتب اسم بيرس خطأ (بيرز) برغم انه يمكن الاعتماد على ناس البروتوكول في القصر وهم يعرفون الهجاء. والرسالة التي تم ارسالها بالفاكس من القاهرة (وكانت أمور مشابهة لذلك من قبل) لا تحمل توقيع مرسي ولا شعار قصر الرئاسة. وفي المقابل ضُم اليها اعلان عن سفارة مصر في تل ابيب يعلن (في فرح!) عن الرسالة المشفوعة.

ماذا كان يفعل صحفي اسرائيلي لو كان في مكان صحفي مصري؟ من المحتمل ان نفترض انه كان سيهاتف متحدث مرسي النشيط ليفحص عما يحدث. وما كانت لتكون لعلي ذاك مشكلة في أن يتصرف بازاء طوفان الهواتف. وقد تجاهل عددا منهم وهم الصحفيون المصريون الذين نشروا صيغة بيرس. وأجاب عن عدد آخر بقوله: "إفعلوا ما تفهمونه"، وصاغ هؤلاء نبأ غامضا. وحصل الجزء الأخير من التوجهات مثل صيغة أون لاين صحيفة الاهرام اليومية على إنكار جارف وتنديد بالاسرائيليين الذين يحاولون اسقاط مرسي في شَرَك.

يجب ان ننتبه الى ان الرسالة أُرسلت في المدة الزمنية الفاصلة بين زيارتين مهمتين للقاهرة هما زيارة وزيرة الخارجية كلينتون وزيارة وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا. فليست الادارة في واشنطن تقعد فقط على عروق مرسي لحفظ اتفاق السلام بل تهدد بوقف المساعدة السنوية، ومرسي محتاج جدا الى الـ 2.5 مليار دولار. لكن ان تكون رسالة لبيرس؟ والتذكير بأنه يجب العمل (معا؟) على شؤون السلام؟.

من الجيد جدا ان كشفوا عندنا عن المشهد العجيب. اذا كان مرسي قد أرسل الرسالة حقا وصادق على ذلك سفيره فلا سبب يدعو لحفظ السر. ومع كل ذلك فان الانكار من القاهرة مقلق. وتدور عندهم الآن اشاعة تقول ان مرسي لم يكتب في الحقيقة الى بيرس وان معارضيه هم الذين انشأوا على عمد واقعة دبلوماسية معنا ومع الامريكيين بل في داخل الحزب الحاكم الاسلامي.

يقولون ان المجلس العسكري الأعلى أو جهاز الاستخبارات أو وزارة الخارجية دفنت الشرك من اجل ان تعطي مرسي درسا عمليا في سعة صلاحياته كي لا يمس السياسة العليا ولا يحاول ان يدس حتى اصبعه في العلاقات مع اسرائيل، وبحسب هذا التفسير أدرك مرسي أنهم يتآمرون عليه من وراء ظهره وبعث متحدثه لانكار الرسالة. وهو لا يهمه من جهته ان ينفجر جميع من لهم علاقة بهذا الامر، أعني الامريكيين ونحن ومن يعتقدون انه رئيس مؤقت وأن ايامه في القصر محدودة.