خبر هل سيناء مستوطنة حمساوية؟ .. توفيق أبو شومر

الساعة 07:58 ص|05 أغسطس 2012

العنوان السابق كتبه الكاتب في روز اليوسف مسعد رضوان يوم 4/8/2012

يُثير الكاتب في مقاله مخاوف المصريين، ويشير إلى أن سيناء تقع ضمن المشروع اليهودي المتمثل في إزاحة غزة إلى سيناء، ويشير الكاتب إلى طرائق الإزاحة الرخوة والسهلة والمتمثلة في أن العائلات السيناوية، لها امتداد عائلي في غزة شرعت في عمليات شراء الأراضي في مناطق رفح والعريش والشيخ زويد، ويتم الشراء بحجج عرفية، وليس بوثائق بيع رسمية!

وهو يشير أيضا إلى ظاهرة منح آلاف الجنسيات للفلسطينيين المولودين لأمهات مصريات، وعرض الكاتب مخاوف المسؤولين الأمنيين من منح الجنسيات المصرية للفلسطينيين، وأثر ذلك على فلسطين والأمن المصري، وذكر الكاتبُ أيضا أن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الوهاب مبروك يُحقق في هذه المخاوف، وقد شكلتْ الدولةُ جهازا رقابيا يتبع جهاز تنمية سيناء لرصد حركات بيع الأراضي في سيناء!

إن ما عرضه الكاتب في مقاله السابق سمعته شخصيا من كثيرين، ونحن إزاء ذلك فريقان:

 فريقٌ يُهمل الموضوع، باعتباره دسيسة إسرائيلية بالدرجة الأولى، وأن إسرائيل هي المستفيد من بث هذه الدعايات لغرض بذر الشقاق بين الفلسطينيين والمصريين.

 والفريق الثاني فريقٌ هجومي يرد بالأقوال والشعارات والخطابات الحماسية، مما يؤجج الخلاف، ويزيد من اشتعال فتيل الأزمة.

                                     إن معالجة هذا الأمر تقع على عاتقنا أولا، وتكون بإثبات ولائنا لقضيتنا الفلسطينية العادلة، فنحن لسنا بصدد هجرة ثالثة،ولا يمكن لأية قوة في العالم أن تجبرنا على ذلك،  لا إلى سيناء، ولا إلى جزر البهاما أو القمور، وأن عدالة قضيتنا الفلسطينية تدفعنا دوما إلى اعتبار مصر، ليست دولة حدودية أجنبية، بل هي شريك في قضيتنا، وشريكٌ في مصيرنا، ومن هنا، فعلينا أن نؤكد بأن حدود مصر ومساحتها الجغرافية مقدسةٌ فلسطينيا، ولا يمكن لنا أن نفكر في انتهاكها أو تعريضها للخطر، وهذا أحد أبرز مبادئنا الوطنية والنضالية!

لذا يجب علينا أن نتعاون مع الجانب المصري تعاونا مشتركا في حفظ أمن سيناء، وألا نقصر في تبادل كل المعلومات مع الإخوة في مصر، وأن نعتبر التنسيق معهم عملا وطنيا من الدرجة الأولى!

                             ويجب أيضا أن نعيد إلى ذاكرة المصريين وإلى ذاكرة شبابنا الفلسطيني التاريخ الفلسطيني المصري المضيء ،وعلاقتنا بمصر، فقد كنا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نسافر إلى مصر بدون تأشيرات سفر أو إجراءات وكانت عملتنا الوطنية هي الجنيه المصري،وكان المسؤولون عن غزة، هم ألوية من الجيش المصري، وكنا نركب القطار من غزة إلى باب الحديد في القاهرة، وكأننا في رحلة داخلية، وكنا نحظى باحترام وتقدير أهلنا في مصر، ولم نكن مخربين أو متهمين، حتى أن مصر على الرغم من ضائقتها الاقتصادية، أفسحت المجال لكل خريجي الثانوية العامة في غزة وعيَّنَتْهم موظفين حكوميين في مصر، يتقاضون المرتبات من الخزينة المصرية،وكان طلاب غزة يدخلون الجامعات المصرية، كما يدخلها المصريون أنفسهم أي مجانا وكنتُ أنا شخصيا واحدا من هؤلاء، كما أن مصر كانت ترسل لغزة خيرة معلميها ليدرسوا طلابنا اللغات والعلوم،وكانت أيضا ترسل قطارا محملا بالمواد التموينية لتوزيعها على المحتاجين.

لا أبالغ إذا قلت بأن لمصر أياديَ بيضاء على قضيتنا الفلسطينية تستحق التقدير، وتستحق أن تُبرز إعلاميا لكي نتغلب على ما يُدَقُّ من أسافين بين الشعبين!!