خبر سوق العمل الفلسطيني يحدد تخصصات طلبة الجامعات الجدد

الساعة 09:38 ص|04 أغسطس 2012

غزة (خـاص)

مع إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة غزة و الضفة، تبدأ عملية تسجيل الطلبة في الجامعات والمعاهد، والتي تتسم بالعشوائية، وعدم وجود معايير محددة لقبول الجامعات للطلبة (عدا معيار المعدل، الذي يتم تجاوزه في اغلب الأحيان بأكثر من وسيلة، كالواسطة و التعليم الموازي و ما شابه..

و لا زالت البطالة الفاحشة في صفوف الخريجين من الجامعات المختلفة تشكل اكبر التحديات التي تواجه الطلبة الفلسطينيين الذين ما لبثوا أن انهوا الدراسة الثانوية العامة، و بدؤوا مرحلة جديدة لربما تكون أكثر مشقة عليهم من رحلة التعليم في الـ 12 سنة الماضية، و لا سيما و أن سوق العمل الفلسطيني هو الذي أصبح يحدد توجه كل واحد منهم حتى لو لم يكن هذا التوجه مرغوب لديه.

وكالة فلسطين اليوم الإخبارية تسلط الضوء على هذه القضية، حيث استطلعت آراء العديد من الطلبة الجدد و الخريجين الذين اجمعوا بأن الخلل يكمن في عدم التواصل و التنسيق بين التربية و التعليم و الجامعات، و تحديد التخصصات التي تناسب سوق العمل.

فمن جهتها قالت الطالبة ندى و هي في حيرة من أمرها: " لا أدري أي تخصص اختار للدراسة في الجامعة، فهناك آلاف الطلبة و الطالبات من كافة التخصصات ينضمون في كل عام إلى جيش العاطلين عن العمل"

و أضافت في حديث لمراسلتنا:" منذ أن استلمت شهادة الثانوية العامة و أنا أعيش في دوامة التفكير في التخصص الذي يمكنني متابعة دراستي فيه دون أن أواجه أي مشكلات او صعوبات في المستقبل.

لم يختلف إياد في رأيه عما قالته ندى في حديثها، حيث أكد أن هناك فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم في جامعاتنا و حاجات سوق العمل الفلسطيني من خريجي الجامعات و المعاهد في التخصصات المختلفة.

وقال اياد الذي أنهى دراسته الجامعية العام الفائت في تخصص "التعليم الأساسي":عندما أقبلت على التعليم في الجامعة، قررت الدراسة في هذا التخصص لأني اعتقدت بان الوظيفة قد تكون متاحة أكثر في هذا المجال عن غيره من التخصصات، و لكن الإقبال الكبير من قبل العديد من الطلبة على دراسة هذا التخصص جعل الكثير منهم ينضمون إلى قوافل الخريجين العاطلين عن العمل.

بدوره أكد د. علي النجار، نائب رئيس جامعة الأزهر بغزة أن السبب في هذه الحالة التي يعيشها الطلاب التائهين و لم يستطيعوا أن يضعوا أيديهم على التخصص الملائم لسوق العمل هو غياب الشفافية و الوضوح في المعايير التي تتبعها معظم الجامعات في قطاع غزة، بالإضافة إلى إعطاء الجامعات تراخيص لافتتاح تخصصات موجودة في جامعات أخرى.

و أوضح النجار أن هناك بعض الجامعات لا تتمتع بالوضوح في معايير قبول الطلبة الدارسين لديها، و تعمل بعشوائية في قبول الطلبة و يدخل فيها عامل الواسطة، بعكس بعض الجامعات الأخرى التي تعمل بمعيار التعليم الموازي الذي وضع حدا لموضوع الواسطة، لافتاً إلى أنه في جامعة الأزهر مثلا يتم القبول بالشفافية و دون خلل في معايير القبول.

و أشار د. النجار في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأن هناك تخصصات نادرة يمكن للطلبة متابعة دراستهم فيها و لهم فيها فرص ذهبية في العمل، سواء في الوظائف الحكومية أو العمل الخاص في إشارة إلى تخصص طب الأسنان و الصيدلة و كلية الزراعة و كلية اللغة العربية و الإعلام و الأدب الانجليزي.

و حول توجه العديد من الطلبة لدراسة تخصص التربية، قال د. النجار إن هذا التخصص مطلوب جداً بكل فروعه، الابتدائية و الثانوية، لذلك نجد أن الكثير من الطلبة يميلون إليه لحاجة المدارس له، منوهاً إلى أن الوظائف الحكومية تشترط حصول الدارس على التربية للعمل في وظيفة المعلم.

إلا أنه أكد بأن طرح تخصصات موجودة  في أكثر من جامعة سينعكس سلباً على الطلبة في ظل غياب الوضوح في معايير القبول في هذه الجامعات، داعياً وزارة التربية و التربية و التعليم العالي لإصدار نشرة و تعميمها تطالب بعدم ازدواجية التخصصات الجامعية في الجامعات الفلسطينية، بل مطالبتها بتوفير تخصصات نادرة لافتتاحها أمام الطلبة.

و خلص الى القول بأن الجامعات تحتاج لمجلس أمناء يطلع على كل ما يدور لديها، كما هو في جامعة الأزهر تمتاز بمجلس أمناء يرأسه د. عبد الرحمن حمد يطالع عن كثب اصغر التفاصيل التي تجري في كل مرافق الجامعة من ضمنها القبول و التسجيل.