خبر أكثر من ثمانية آلاف مواطن يؤمون الحرم الإبراهيمي في ذكرى المجزرة

الساعة 04:35 م|03 أغسطس 2012

الخليل

اكتظت باحات وأروقة الحرم الإبراهيمي بآلاف المصلين الذين توافدوا صوبه من كل حدب وصوب، من محافظة الخليل وغيرها من محافظات الوطن، فما يزيد عن 8000 مواطن أدوا شعائر صلاة الجمعة الثالثة من رمضان  في أروقة وباحات الحرم الداخلية وساحاته الخارجية، ولسان حالهم يقول للاحتلال هنا باقون رغم المجزرة التي ارتكبها طبيب أطفالكم في مسجدنا هذا، التي تصادف ذكراها الـ18 اليوم الجمعة.

'استشهد ولدي في فجر مثل هذا اليوم وهو يصلي في الإسحاقية، كان راكعا لربه يبتغي نيل رحمته ورضاه، كان راقي الأخلاق، صاحب عزيمة صلبة، قوي على الحق خاصة في الدفاع عن حرمات الله'، هذا ما قاله والد الشهيد نمر مجاهد (70عاما).

وأضاف: 'ذكرى المجزرة مؤلمة على كل أهل فلسطين عامة والخليل خاصة، ففلذات أكبادنا الذين نفتقدهم كل يوم هم مهجة قلوبنا والهواء الذي نتنفسه'.

وأسهب قائلا، 'رغم المجزرة وما يمارسه الاحتلال من اعتداءات يومية بحقنا، 'لن نترك الحرم الإبراهيمي، فهؤلاء المستوطنين إلى زوال طال الزمن أم قصر، وسيبقى الحرم الإبراهيمي إسلاميا خالصا لا علاقة لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد، ما يتطلب عملا دؤوبا منا نحن خاصة كأبناء الخليل وضواحيها، فصلاتنا فيه هي حماية ودفاع عنه'.

وتابع، 'يبدو الحرم اليوم بأجمل صوره، فالوفود التي أمته يجب أن تواصل زيارتها له طوال العام، كي لا يستطيع الاحتلال تكريس واقع استيطاني يهودي فيه، بعيد كل البعد عن الإسلام والمسلمين'.

وقال المواطن أحمد الحروب (44عاما)، وهو يسير مع أفراد عائلته بين البوابات الحديدية والالكترونية التي وضعها الاحتلال على مداخل الحرم، للتضييق على المصلين المسلمين بحجة التفتيش، 'لن يستطيع الاحتلال منعنا من الصلاة في حرمنا هذا وسنبقى لهم ولمستوطنيهم بالمرصاد، سندافع عن مسجدنا ونلبي نداءات أئمتنا ووعاظنا التي تدعونا للصلاة فيه'.

وأضاف، وهو يشير بيديه صوب أطفاله، 'علينا أن نصطحبهم معنا ليتمسكوا بمسجدهم وحتى يطلعوا من خلاله على تاريخنا العريق، الذي يعمل الاحتلال بكل جهده على طمسه وتغيير ملامحه الإسلامية'.

وخلال موعظة قدمها للمصلين في الحرم قبل خطبة الجمعة، عاد مفتي الخليل الشيخ ماهر مسودة بذكرياته واصفا المجزرة وكيف استشهد فيها الأطفال والنساء والشيوخ، ودعا الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد صفوفها، مشددا على أن وحدتها تساهم في رفعتها وإعادة العزة والنصر إليها من جديد.

وفي خطبة الجمعة، قال خطيب ومدرس الحرم الإبراهيمي الشيخ حاتم البكري 'لن يردعنا رادع في القدوم والصلاة في هذا المقام، فهو أمانة في أعناقنا وواجبنا التمسك به، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا وأننا على العهد باقون، وعلينا جميعا حمايته والذود عنه، وها نحن اليوم نجدد بيعتنا معاهدين الله ورسوله أن ندافع عن الحرم الإبراهيمي  وكافة مقدساتنا الإسلامية'.

وأشار إلى المجزرة والدماء الذكية التي سالت في باحات الحرم وأروقته، وقال إن 'اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه لن تسكت عزيمتنا وسنبقى نرتقي ونحافظ على عهد الشهداء'، مؤكدا أهمية تمسكنا بثوابتنا الوطنية ومقدساتنا.

ومن جانبه، قال رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي  حجازي أبو سنينة، إن الحرم الإبراهيمي  الذي شهد اليوم قدوم حوالي 8000 مصل، رغم البوابات الالكترونية والحديدية المنتشرة حوله، يصعب على الاحتلال عزله عن واقعه الإسلامي، كما استدل على ذلك بحجم الإقبال الكبير الذي يشهده المسجد خلال الشهر الفضيل.

 ولفت إلى أهمية تواجد المواطنين في الحرم الإبراهيمي  ومحيطه، مؤكدا أن ذلك يساهم في حمايته والبلدة القديمة من أطماع الاحتلال ومستوطنيه