خبر رسالة مرسي: نشر غير دبلوماسي.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:37 م|03 أغسطس 2012

وعز بسموت

(المضمون: سببان لنشر رسالة مرسي: إما لأننا نحب "ان نركض لنروي للرفاق" أو لأننا في الوضع الحالي نريد ان نلزم مرسي بأن "يخرج من الخزانة" وان يعرض موقفه من اتفاق السلام بالشكل الأوضح - المصدر).

في مكتب الرئيس في القدس سارعوا الى ان يعرضوا على العالم الرسالة التي تلقاها شمعون بيرس من الرئيس المصري الجديد محمد مرسي. صيغة الرسالة كانت حارة بالتأكيد، ولا سيما اذا تناولنا حقيقة ان الحديث يدور عن ممثل الاخوان المسلمين، الذين لم تكن علاقات اسرائيل – مصر أبدا في رأس سلم أولوياتهم – على أقل تقدير.

أعلن مرسي في رسالته عن نيته العمل على استئناف المسيرة السلمية في الشرق الاوسط (...)، وعمليا يدور الحديث عن الرسالة الرسمية الاولى من القاهرة الجديدة الى اسرائيل. وقد شكر، بالطبع، التهاني التي تلقاها من نظيره الاسرائيلي بمناسبة شهر رمضان، غير انه دون ان يكون ملزما بذلك، أضاف بأن في نيته "ان يكرس اقصى الجهود لاعادة المسيرة السلمية في الشرق الاوسط الى مسارها الصحيح لتحقيق الامن والاستقرار لكل شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الاسرائيلي".

أحد زملائي الخبراء، كما ينبغي الاعتراف، في ما يجري في مصر روى لي بانفعال في ذاك المساء بأن هذا حدث رائع وغير مسبوق، وان الصيغة واعدة جدا بالنسبة للمستقبل. الرئيس بيرس قال هو الآخر ان الرسالة هي اشارة ايجابية للعلاقات مع مصر. أما نحن، الأكثر شكا، فقد نظرنا الى الخبر مع صيغة الرسالة وكنا، كما ينبغي لي ان أعترف، كالحالمين. غير انه في غضون بضع ساعات فقط جاء من القاهرة النفي التام.

هذه القصة الغريبة جدا أعادتني الى السنوات التي كنت فيها سفيرا في دولة عربية، موريتانيا. ولكن لنبدأ بالذات من النهاية كي نعفي قُراءنا من التوتر: الرسالة، على أي حال، غير زائفة – ما كان ينبغي لها ان تكون من نصيب العموم بل ان تبقى سرية. فلا يدور الحديث عن رسالة تُرسل مع تصنيف أمني بالسرية، وتوقعت مصر ان تعرف القدس ماذا تفعل بها، بخلاف ان القاهرة الجديدة على ما يبدو لا تعرفنا حقا.

لم يعد سرا اليوم بأنه يوجد فارق واسع بين أماني اسرائيلي وأماني العالم العربي، بما في ذلك اولئك الذين توجد لنا علاقات معهم. فنحن لا نريد فقط اتفاق سلام، بل "تطبيع" حقيقي. العالم العربي ينظر الى كل رغبة منا في تعزيز أو توثيق العلاقة معه كاكراه منا، إلا اذا كان الحديث يدور عن مصلحة مشتركة واضحة ومحددة.

رسالة مرسي كانت موجهة الى القدس ولكنها أساسا تقصد واشنطن، التي لن أفاجأ اذا كانت صيغت معها ايضا. في القدس اختاروا نشرها، ويمكن ان يكون لهذا سببان: إما لأننا نحب "ان نركض لنروي للرفاق" أو لأننا في الوضع الحالي نريد ان نلزم مرسي بأن "يخرج من الخزانة" وان يعرض موقفه من اتفاق السلام بالشكل الأوضح.

الرسالة نفسها سُلمت بداية الى السكرتير العسكري للرئيس من قبل دبلوماسيين من السفارة المصرية في تل ابيب مع ختم السفارة. وهي لم تصل بالبريد، لا مع مبعوث البريد السريع، وبالتأكيد ليس مع حمامة السلام. وبصفتي سفيرا سابقا يمكنني ان أضمن لكم بأن السفارة تلقت تعليمات دقيقة لكيفية التصرف بها.

ما كان بوسعي ألا أتذكر تلك السنين التي كنت فيها أُدعى الى القصر الرئاسي بعد الظهيرة، في الوقت الذي لا يكون فيه بعد موظفون في المبنى أو ارسالهم الرسائل لي ولكن بشكل سري في أنه "خسارة ايقاظ أعداء العلاقة من نومهم". وكأنهم نيام على الاطلاق...

هذه القصة أعادتني الى الايام التي توقعوا مني فيها ألا أكون الزوجة، بل العشيقة.