خبر افهموا التلميحات- يديعوت

الساعة 07:46 ص|02 أغسطس 2012

 

بقلم: ايتان هابر

أمامكم عدة مفاهيم، قد تكون غير تقليدية، في موضوع "القيادة العسكرية تنفذ ما تقرره القيادة السياسية" والهجوم المحتمل في ايران:

1. اذا كان ليئون بانيتا، هيلاري كلينتون وبراك اوباما وكذا آخرون في الولايات المتحدة "لا" مطلقة وحازمة لبنيامين نتنياهو وايهود باراك بالنسبة لمهاجمة منشآت النووي في ايران – فان هذه ستكون لا. نتنياهو وباراك يعرفان كيف يقولا كل ما ينبغي عن السيادة والاستقلال والقرارات التي هي فقط "لنا"، ولكنهما ذكيان ومجربان بما يكفي كي يفهما بان أمريكا لا احد يشاكسها. اذا تذاكينا معها، فان مواطني الدولة سيعودون لاكل الخبيزة، مثلما في القدس في بداية ايام الدولة وفي حرب الاستقلال.

2. بنيامين نتنياهو بلا ريب، ولكن ايهود باراك ايضا، يفهمان جيدا لغة "الاندر - ستيتمنت" الامريكية. ففي واشنطن لم يعتادوا على الانقضاض او الحديث بحدة وحزم. يكفي ان يقولوا شيئا مثل "لن ننتظر بعين العطف" او "ليس مقبولا"، ويكفيهم هذا. واذا لم يفهم نتنياهو وباراك التلميح فهذه مشكلتهما (ومشكلتنا؟).

3. عندما تتعهد أمريكا (من خلال وزير دفاعها) لبيرس، لنتنياهو ولباراك: "لايران لن يكون أبدا سلاح نووي"، فمن الافضل التعاطي مع قولها بجدية، حتى وان لم تقف دوما خلف وعودها. قوة أمريكا العسكرية – وعلى رأس ذلك الصواريخ الجوالة – كبيرة لدرجة أننا يمكننا أن نسمح لانفسنا ان نختبىء تحت مظلتها الكبيرة. من ناحيتنا امريكا محقة حتى عندما تخطيء.

4. نتنياهو وباراك لن يجن جنونهما ولن يعقدا جلسة حكومة يتقرر فيها الهجوم. 30 شخصا وعدة ملحقين آخرين؟ جنون مطلق وتسريب خطير ومؤكد. هما سيعقدان مهرجانا جماهيريا للوزراء في جلسة وفي اثنائها سيطرحان بان الحديث هنا يدور عن حياة الانسان، باعداد كبيرة، ولا يوجد أي احتمال للحديث عن الهجوم المقترح في مثل هذا المحفل الواسع. هما سيطلبان من الحكومة ان تخولهما، هما نتنياهو وباراك، "لمواصلة الاستعدادات وتحديد موعد محتمل".

5. في اليوم الموعود يجتمع وزراء المجلس الوزاري في مخبأ معروف في محيط تل أبيب ونتنياهو سيقول: "في هذه اللحظة طائراتنا على الطريق، ولكن مثلما في عملية عنتيبة، لا يزال ممكنا اعادتها الى قواعدها، اذا ما قرر المجلس الوزاري سلبا". لن ينهض حتى ولا وزير واحد في مثل هذا الموقف ليقول "لا". كلهم "كلاب مدللة"، متوحشة خارج النقاش، ووديعة في اثنائه.

6. مدحوض تماما التشبيه بين معارضة رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس الموساد في حينه بالهجوم على المفاعل في العراق، وبين معارضة قادة جهاز الامن اليوم. في حينه عارض "حاكا" حوفي (الموساد) ويهوشع سغي (امان) لانهما خشيا من أن يجلب الهجوم على العراق علينا كل العالم للتنبيش ولحظر استمرار العمل في المفاعل في ديمونا. وخلافا لليوم، رئيس الاركان في حينه رفول كان مؤيدا متحمسا للهجوم. قائد سلاح الجو في حينه، دافيد عبري، أيد هو الاخر. واذا كان صحيحا النبأ بان رئيس الاركان، رئيس أمان، قائد سلاح الجو، ورئيسا الموساد والشاباك يعارضون الهجوم في ايران، فان القصة هنا مختلفة تماما: فهم الذين يتعين عليهم ان ينفذوا بايديهم الهجوم.

7. اذا كان رئيس الاركان وقائد سلاح الجو يعتقدان بان هذه خطوة غير صحيحة، فيجب على "القيادة السياسية" ان تعد حتى الالف والمليون قبل ان تنطلق على الدرب.

8. بيني غانتس كرئيس للاركان وأمير ايشل كقائد لسلاح الجو هما رجلان اخلاقيان، صاحبا ضمير وقيم من الدرجة الاولى. اذا كانا يرفضا الهجوم، فانهما يوجدان في شرك: اذا استقالا، فانهما سيدلان كل العالم على الهجوم المقترب. اذا لم يستقيلا، فان عليهما أن يؤديا التحية وينفذا بشد على الاسنان والاستقالة بعد ساعة. كيف سنبدو بعد مثل هذه القصة؟ لن نعرف.

9. السطر الاخير: بيبي وباراك محقان. التهديد علينا وجودي، ولكن ماذا سيجدي الطيارون بهجومهم اذا كانت هذه القصة العسيرة ستعود في غضون سنتين – ثلاث سنوات الى نقطة البداية؟ فهل مرة اخرى سنبدأ كل شيء من جديد؟

        وأخيرا – من التجربة الاسرائيلية الطويلة والمعقدة من المجدي ان نتعلم: اذا اراد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ان يخرجا الى حيز التنفيذ هجوما على ايران، اذا اعتقدا بان هذا موضوع وجودي فلن تجدي محكمة ولن تجدي معارضة الوزراء (الذين يضحك عليهم الاثنان من فوق)، ولا رؤساء الاركان والصحفيين. الهجوم سينفذ وليكن ما يكون، والاثنان – إما ان يدخلا الى صفحات التاريخ أو يدخلا الى سلة قمامته. في كل الاحوال، نحن سندفع الثمن.