خبر ماذا قال د. دويك عن الرئيس محمود عباس؟

الساعة 05:45 ص|02 أغسطس 2012

رام الله

 قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، القيادي في حركة "حماس"، الدكتور عزيز دويك، بأن الانتخابات "لم تكن حلاً في أي يوم من الأيام" وان إجراء الانتخابات البلدية في الضفة الغربية "قد يفجر الصراع الداخلي لحد لا يمكن تطويقه، ويكرس الانقسام".

وأضاف خلال مقابلة خاصة مع موقع" القدس"دوت كوم، أن "التدخلات الخارجية هي التي تعطل المصالحة"، مشيراً إلى أن هناك اعترافاً غربيا ضمنياً بحركة حماس. ووصف دويك النظام السوري بـ "الفرعوني الدكتاتوري" وقال أن حماس "خرجت من هناك دون أن تلزمها سوريا بشيء".

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها موقع  دوت كوم، مع الدويك:

(س) هناك اجتماع مرتقب لك مع الرئيس محمود عباس، ماهي المواضيع التي سيناقشها الاجتماع؟

الدويك: هاتفني سيادة الرئيس أبو مازن وهنأني بالسلامة، وبحثت معه موضوع عقد لقاء، ومازلنا مع الأخوة ذوي المواقع الاجتماعية والسياسية المتقدمة و نبحث في الزمان والمكان، والأغلب أنه سيكون في المقاطعة، والترتيبات النهائية لم توضع بشكل نهائي، لا توجود أجندة معينة سنناقشها، بالأغلب سيتم مناقشة المصالحة لتحريكها، والوضع السياسي الفلسطيني الداخلي والعام، المتعلق بالاحتلال والقضية الفلسطينية، وسنركز عل إيجابيات اتفاقيات المصالحة السابقة لنتجاوز نقاط الضعف فيها، ومحاولة الاستفادة من الربيع العربي من أجل إنجاز المصالحة، لأنها ضرورة وطنية وشرعية لا يجب التخلي عنها.

(س) هناك إتهامات متبادلة بين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن المسؤولية عن تعطيل المصالحة، برأيك من يعطلها؟

الدويك: رأيي واضح في موضوع المصالحة، مصيبتنا في ساحتنا الفلسطينية هذا الاحتلال الجاثم على صدورنا، والذي يريد أن يفرض أجندته باستمرار، وبالتالي تبقى اليد الفلسطينية مكبلة بهذا الاحتلال وإجراءاته، وأدعو إلى كف التدخل الخارجي في الشأن الفلسطيني الداخلي، إذا استطعنا إيقاف التدخل الخارجي في تقديري لن يبق هناك أي مشكلة.

(س) من تقصد بالخارج أمريكا، وأيران ؟

الولايات المتحدة وإسرائيل، لا أعتقد أن إيران لها تأثير على الجانب الفلسطيني في شيء، وأنا أوكد فيما أعلم من موقعي، وملاحظتي للأحداث أن فصيلاً كبيرا مثل "حماس" كان في سوريا، وخرج من هناك دون أن تلزمه سوريا بشيء، وسوريا الأقرب وفيها مكاتب الحركة لم تستطع إلزام الحركة بتبني أي موقف، وإيران هي الأبعد وهي لا تؤثر على قرارات حماس، في المقابل نسمع ونرى أن وزارة الخارجية الأمريكية ترفض المصالحة شكلاً وموضوعا وكذلك القيادات الإسرائيلية، لم نسمع ولو مرة واحدة أن طرفاً عربياً أو إسلامياً يرفض المصالحة.

(س) برأيك ما السبيل الذي تراه للخروج من الانقسام الفلسطيني ولدفع عملية المصالحة؟

دويك: (المخرج) هو أن نركز على المرحلة السابقة، والجهد المضني الذي بلغه الأخوة المصريون، ونعطي القيادة الجديدة في مصر الفرصة لتنجز هذه المصالحة.

(س) الانتخابات البلدية ستجرى خلال الأشهر المقبلة في الضفة الغربية، كيف تنظر إلى هذه المسألة؟

دويك: في تقديري الانتخابات لم تكن حلاً في أي يوم من الأيام، الانتخابات ستفاقم من الوضع الحالي، حسني مبارك لجأ للانتخابات للخروج من أزمته الداخلية ولكنها كانت المعول الذي هدم نظامه، الانتخابات في معظم الأحيان لا تكون حلا بقدر ما تكون مفاقمة للمشاكل الداخلية، وأخشى أنه إذا لجأنا إلى الانتخابات المحلية قد نكون وقعنا في فخين: أولهما تكريس الانقسام وجعله حدثا تاريخيا لا يمكن الفكاك منه وهذا ما لا يجب أن يكون، والأمر الثاني هو أن يتفجر الصراع الداخلي لحد لا يمكن تطويقه، وهذا أمر مؤسف. يجب أن نراجع هذا القرار كما راجعناه في المرات السابقة.

(س) الرئيس ابو مازن أعلن أنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة مرة أخرى لنيل عضو مراقب في الجمعية العامة، هل تتفق حماس مع هذا التوجه؟

دويك: القاعدة العامة في المجلس التشريعي، مع أي تحرك لإبراز القضية الفلسطينية، وقد باركت سابقاً جهوده في الذهاب إلى الأمم المتحدة، ووجهنا "بالفيتو" الأمريكي وعدم توفر النصاب بضغط من الإدارة الأمريكية. أي توجه فيه مكسب للشعب الفلسطيني نرحب به، الجمود في القضية الفلسطينية غير مناسب، وملائم لإسرائيل التي تستفيد من الوضع الداخلي والوضع الدولي لتكريس المزيد من سياسة الأمر الواقع على الأرض، ونحن مكلفون أن ننجز مكاسب لهذا الشعب ولكي ندفع عنه بطش الإحتلال وممارساته الظالمة على الأرض والفلسطنيين.

(س) كيف تنظرون إلى ما يجري في سوريا وللنظام الذي دعم حماس؟

دويك: نحن موقفنا ثابت، نحن مع إرادة الشعوب العربية، ونحن مع الخيار الديمقراطي للشعوب العربية، ندعم ونعزز ونقوي هذه الإرادة الشعبية، ونحن ضد أي نظام دكتاتوري مهما كان صاحبه، الفرعونية ظاهرة شجبها القرآن ومازال منها في سوريا، نحن ضد هذه الدكتاتورية، وضد هذا الاستبداد، ونحن بالقطع مع إرادة الشعب السوري، عندما تنجح إرادة الشعب السوري، فإن ذلك نجاحا خاصا للقضية الفلسطينية، ونحن مع ذلك وبقوة، ولا نقول ذلك لسوريا فقط، بل مع الإرادة الشعبية لكل شعوب العالم، ولسنا مع الأنظمة الدكتاتورية الفرعونية.

(س) الرئيس المصري محمد مرسي، اتصل بك وهنأك بالسلامة بعد الخروج من السجون الإسرائيلية، ما هي رمزية هذا الاتصال، وهل تباحثتم في مواضيع أخرى؟

دويك: شرفني الرئيس المصري بتهنئتي بسلامة الخروج من السجون الإسرائيلية، ودعا لشعب فلسطين وأسراها، هذا يحمل رمزية خاصة تتعلق بحرص الرئيس المصري على فلسطين وقضيتها وشعبها، وحرصه على الأسرى وضرورة خروجهم من السجن.

الحقيقة يجب أن نقترب من بعضنا بعضا، وهذا الاقتراب مقترن بابتعدنا عن التأثيرات الأجنبية، وهذا يجب أن يكون عليه الحال في فلسطين بما يرضي شعبنا الفلسطيني.

(س) كيف تنظر لوصول الإخوان المسلمين الحكم في مصر؟

دويك: آخر أيام مبارك دخل من الإخوان ما يقارب ألـ 29 ألف كادر، هذه الحركة قدمت وضحت، وتضحياتها معروفه للعالم، وهي لم تأت بما لا يعرف الشعب المصري من خلال صميم إرادته، والشعب المصري متدين بفطرته، نحن نرى أنه باب سياسي واسع يلجأ إليه أي فكر سياسي، وشهدت الدول العربية الأنظمة العلمانية والشيوعية، والحركات القومية، الشعوب بحسها وتصورها الجمعي تدرك بأن كل هذه الأفكار والأيدولوجيات فشلت في تحسين الواقع أو تغيره أو فرض واقع جديد، والشعوب من حقها أن تجرب أفكارها وعقائدها وهذا الذي يجري الآن.

(س) هناك من يرى أن اعتراف أوروبا وأمريكا هو إعتراف ضمني في حماس، هل تتفق مع هذه الرؤية؟

دويك: في تقديري الأخوان يمثلون حركة معتدلة إسلامياً، هذه الحركة وسطية، يمكن لها أن تتعايش مع شعوب الأرض دون أي إرباك، لا تملك الفكر الذي يملكه الآخرون الذي يدعو إلى التطرف، وعليه إذا لم يجد الغرب معادلة يتفهم بها الإسلام، فإن الشرخ بينه وبين الإسلام سيزداد، يمكن للغرب والإسلام أن يتعايشا، ونحن رأينا في أوروبا أحزابا دينية وصلت سدة الحكم ولم تغلق الأبواب، وفي تقديري يمكن للإسلام أن يلعب هذا الدور. بالنسبه لي كرئيس للمجلس التشريعي، وحماس تنتمي للإخوان، والإخوان هم الإخوان حيثما كانوا، لكن هناك خصوصيه لإخوان فلسطين، هناك احتلال جاثم على صدر الشعب الفلسطيني ومسيطر على الأرض، إذن هناك حركة إخوان، واعتراف الغرب بالإخوان كحركة وسطية معتدلة هو إعتراف ضمني بوسطية حماس واعتدالها، وعلى الغرب أن يدرك ذلك. بدون حل القضيه الفلسطينية سيبقى الوضع متفجر في الشرق الأوسط .

(س) ما رأيك بشخصية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ؟

دويك: شخصية قيادية مؤثرة في الساحة الفلسطينية، وبيني وبينه لقاءات عديدة، وما زلت أعتقد أن بيديه حلولاً كثيرة لعديد من القضايا، وأترك تقيمي له للتاريخ.