خبر المقاصد.. مستشفى 'يعصف' بمرضاه ويضعهم في دائرة الخطر

الساعة 07:15 م|01 أغسطس 2012

القدس المحتلة

عصف الإضراب الذي ينظمه الأطباء والممرضون في مستشفى 'المقاصد' بالقدس والمتواصل منذ عدة أيام، نتيجة عدم تلقيهم لرواتبهم منذ أشهر، بمئات المرضى ووضعهم في دائرة الخطر.

'إن إضراب العاملين في المستشفى أدى إلى إيقاف عملية قلب مهمة لابني وهو في لباس العملية' يقول الطبيب مؤمن الشوا والد الطفل رائد الشوا (٧ أشهر)، ويضيف 'في آخر لحظة أخذ الأطباء يصرخون هنالك إضراب وتم تأجيل العملية لأجل غير مسمى'.

الشوا الذي قال إنه يقف إلى جانب زملائه من الأطباء في إضرابهم من أجل تحصيل حقوقهم، وشدد على أنه لا ذنب للمرضى ومن بينهم ابنه الذي لم يبلغ من العمر سنة واحدة أن يعانوا الإهمال الطبي ويدخلوا في مرحلة الخطر لعدم وجود طبيب يجري لهم العملية. في غرف المستشفى الشاغرة من الأطباء والممرضين، كافة المرضى يتذمرون ويشكون ويطالبون بتدخل مؤسسات حقوق الإنسان لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية التي حلت بهم.

يقول المريض عدنان مهنا (٧٩ عاما) من غزة، إنه قدم بتحويلة من غزة لمستشفى المقاصد ليجري عملية القلب المفتوح ويزرع صمام قلب، 'انتظر منذ ١٣ يوما أن يوفروا لي صمام لأجراء العملية إلا أن الرد بعدم توفر إمكانيات بالمستشفى لتأمين أدوية وأجهزة'.

وأضاف مهنا أنا عملت شرطيا حتى سن الستين عاما، والآن تقاعدت، وأبسط حق لي أن أجري عملية ولولا كان الوضع خطيرا لما حصلت على تحويلة للعلاج هنا في القدس، 'اليوم صباحا وبسبب الإضراب أصدرت المستشفى تحويلة خروج لي من المستشفى، كيف أخرج وأنا بحاجة إلى عملية؟'.

ويقول مريض الأعصاب إسماعيل مسلم (٥٠ عاما) من الخليل إن هذا الإضراب أثر على المرضى حتى أصبح العديد منهم في حالة خطر، ونحن نقدر هذا المستشفى الذي احتضن المرضى من كل مكان، ولكن هذه الأزمة المالية التي تؤثر على العاملين والمرضى يجب أن تنتهي قبل أن يفوت الأوان، وما لا نقبل فيه أن يتعرض هؤلاء المرضى الكبار في السن للإهانة وأن يلحق بهم الأذى، وعلى المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان رؤية ما يحل بنا هنا'.

ويشتكي المريض محمد فخر الدين (٦٤ عاماً) من رام الله أنه مريض بالسكري ورجله بحاجة لبتر ويقول له الأطباء كل يوم أن يصوم لإجراء العملية ولكنها تتأجل بسبب الإضرابات.

ويضيف: 'معظم المرضى بحاجة لعلاج، وما يحدث قد يخلف كارثة إنسانية يندى لها الجبين'. محمد زيد (٤٥ عاماً) يقف على باب المستشفى ويقول، أنا صارعت لاستصدار تحويلة للعلاج من مرض في الكبد، وها هم يقولون لي بأنه لا يمكنهم استقبالي، ولا ندري ماذا سنفعل!.

وتعقيبا على الإضراب المفتوح الذي أعلنته نقابة العاملين في مستشفى المقاصد حتى تسديد رواتب الشهرين الماضيين لكافة الموظفين، قال مدير المستشفى بسام أبو لبدة، إن إدارة المستشفى ضد إهانة المريض في المستشفى وتعليق العمل فيها، مؤكداً أن أصول الإضراب تكمن في الوصول إلى اتفاق وإن أراد العاملون الإضراب ضمن أسس، من المفترض أن تغلق المستشفى أبوابها ولا تستقبل المرضى، لا أن يتم استقبالهم وتعريضهم للخطر وهم على سرير الشفاء في المستشفى.

وأفاد أبو لبدة بأنه ومحافظ القدس عدنان الحسيني طرح مشكلة المقاصد خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، وبحث القضية مع وزير المالية ووزير الصحة ووعد بمحاولة صرف تحويلة لإنقاذ المشكلة من التفاقم 'سنحاول تأمين راتب شهر واحد على الأقل لحل هذه الأزمة التي ستخلف كارثة إن استمرت'.

وأشار أبو لبدة إلى رفض نقابة العاملين بتعليق إضرابهم إلا في حال تسديد رواتبهم في حساباتهم البنكية. ويعمل في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بالقدس أكثر من ١٠٠٠ موظف، ويعاني أزمة مالية منذ أكثر من ٣ سنوات.