خبر تسريب ضد الهجوم- يديعوت

الساعة 08:48 ص|31 يوليو 2012

بقلم: اليكس فيشمان

"العدد الدائم" في الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسألة النووي الايراني هو 20. طالما لم تجتز ايران مستوى العشرين في المائة في تخصيب اليورانيوم، فلا أمل في أن تحظى القيادة السياسية في اسرائيل باي اسناد للهجوم في ايران. هذا الرقم السحري هو خط الفصل الذي يفصل بين تعريف ايران كدولة قررت التزود بسلاح نووي وتعمل على اخراج هذه الخطة الى حيز التنفيذ، وبين تعريفها كقوة عظمى نووية يجب وقفها بكل الطرق. والايرنيون ليسوا بعد هناك. السكين ليست موضوعة بعد على الرقبة، كما يستطيب للقيادة السياسية في اسرائيل ان تصور وضعنا الامني.

على خلفية الخوف الشديد الصادر عن البيت الابيض من أن تكون اسرائيل قد قررت الهجوم، يهبط اليوم هنا وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا. اسرائيل تبث علنا وفي محادثات سرية الاحساس بان العقوبات الشديدة وان كانت تضر بالاقتصاد الايراني، الا انها لن توقف النووي. باراك ونتنياهو مقتنعان بان لا جدوى لا من الاجراءات الدبلوماسية ولا من الضغط الاقتصادي. فالايرانيون سيحققون مبتغاهم. والامريكيون يوجدون مرة اخرى في حملة اقناع: كفوا عن الحماسة. يوجد وقت.

في هذه الاثناء خصب الايرانيون 50 كغم من اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة لانتاج قضبان الوقود لمفاعل البحث في طهران الذي ينتج ايزوتوبات لاغراض طبية. القفزة التالية هي التخصيب الى مستوى 60 في المائة، المخصص أساسا للمفاعلات التي تحرك حاملات الطائرات او الغواصات النووية. غير أن ليس للايرانيين حاملات طائرات وليس لهم غواصات نووية. وعليه فان كل قفزة يقومون بها ستكون في الطريق الى الـ 90 في المائة، والذي يعني يورانيوم مخصب لاغراض عسكرية. ومع ان التخصيب حتى 20 في المائة هو في واقع الامر سير بنحو 80 في المائة في الطريق الى القنبلة النووية ولكن النسب الاخيرة هي دوما الاصعب والاكثر تعقيدا وحاليا ليس للايرانيين قدرة ونية للوصول الى تخصيب بمثل هذا الحجم.

يعرف القادة في اسرائيل ما يرويه لهم الامريكيون: الايرانيوم لم يجتازوا الخط بعد، الوضع الاقتصادي في ايران آخذ في التفاقم، ايران تضعف، ولا معنى للهجوم لانقاذها من الضائقة. وعلى المستوى الفوري: هجم اليوم في ايران سينقذ نظام الاسد من الانهيار. هذه ستكون مساهمة مباشرة لمثلث الشر. يوجد وقت. نافذة الفرص لم تغلق. وعليه، رغم الفزع الامريكي، مشكوك أن يكون اتخذ في اسرائيل قرار بقصف ايران هنا والان، الامر الذي لا يمنع الامريكيين من ممارسة آلاعيبهم على الرأي العام الاسرائيلي كي يمارس هذا الضغط على القيادة السياسية في اسرائيل.

والامريكيون، كما ينبغي الاعتراف، يفعلون ذلك بنجاح. ممثلو الادارة الذين يلتقون مع الاسرائيليين يتحدثون لوسائل الاعلام بان اسرائيل، بتقديرهم، ستهاجم قبل الانتخابات في الولايات المتحدة. وهم يشركون قادة جهاز الامن بمخططاتهم الاحتياطية التي اعدوها للهجوم على ايران على أمل أن تتسرب المادة، وعندها سيعرف الجمهور بان الاستعدادات والقدرات الامريكية تفوق بلا قياس تلك الاسرائيلية. ويوم الاربعاء الماضي أعلن وزير الطيران الامريكية مايكل دونلي بتزويد سلاح الجو الامريكي بـ 16 قنبلة "محطمة التحصينات" الجديدة التي ستحملها القاذفات المتملصة ب 2. وفي بداية السنة فقط أعلن البنتاغون بان تطوير هذه القنبلة سيتأخر، وفجأة تطل كمنتج مكتمل.

في اطار التلاعب ينتج الامريكيون ايضا فضيحة من خلال التسريب عن تفتيشات يزعم انها اجريت في شقق رجال السي.أي.ايه في اسرائيل. والرسالة هي أنه: "اذا لم تهدأوا في الموضوع الايراني، فان لدينا المزيد من مثل هذه الفضائح في جعبتنا".

وفي المقابل فانهم يحررون الجزر ايضا: الرئيس اوباما يوقع على علاوات ميزانية كبيرة لجهاز الامن الاسرائيلي، وفي تشرين الاول ستصل هنا قوات امريكية لخوض مناورة مشتركة هي الاكبر من أي وقت مضى.

التهديد بالهدوم على ايران يخدم سلسلة مصالح داخلية وخارجية – سواء في الولايات المتحدة أم في اسرائيل. وفي هذه اللعبة يشارك الجميع.