خبر لا للتدخل-هآرتس

الساعة 07:41 ص|30 يوليو 2012

لا للتدخل-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ليس سرا ان المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية، ميت رومني، وصل الى اسرائيل في ذروة المعركة الانتخابية، على أمل ان يحظى بتأييد مقترعين ومتبرعين يهود، وبعطف اليمين المسيحي. وقد بحث رومني وعثر على نقطة الضعف الاسرائيلية لدى الرئيس براك اوباما، فقد جاء الى القدس كي يُظهر الولاء لاسرائيل والثقة ببنيامين نتنياهو. وكما يمكن لنا ان نتوقع من مرشح للرئاسة، امتنع الضيف عن الاعراب عن رأيه في مسائل حساسة موضع خلاف بين الدولتين، مثل المستوطنات والمسيرة السياسية.

        في ضوء قرب نتنياهو الايديولوجي من التيار المحافظ الجديد في الولايات المتحدة، وعلاقاته الخاصة مع كبار رجالات الحزب الجمهوري، فلا غرو ان ادارة اوباما تتابع بشك زيارة رومني. وتبرز وسائل الاعلام الامريكية علاقات نتنياهو مع الملياردير اليهودي شيلدون أدلسون، صاحب صحيفة "اسرائيل اليوم" الذي دعم نيوت غينغريتش وتعهد بتخصيص 100 مليون دولار للمرشح الجمهوري، لمنع اوباما من نيل ولاية ثانية.

        مع ان الضيف كان مخلصا للثقافة السياسية الامريكية، التي ترفض الانتقاد العلني لسياسة الرئيس القائم الخارجية خارج الحدود الامريكية، استغل نتنياهو زيارة رومني كي يبث رسالة عدم ثقة لسياسة العقوبات والدبلوماسية التي ينتهجها اوباما تجاه ايران. في ظل انعدام المسؤولية عن المصالح الامريكية المعقدة في الشرق الاوسط، كان يمكن لرومني ان يكتفي بنثر الابتسامات والثناء. رجال حملته لن يفوتوا الفرصة لعرض هذه الصور مقابل النظرة المتكدرة التي استقبل بها اوباما نتنياهو.

        اذا ما نجح اوباما في البقاء في البيت الابيض، فان زيارة رومني لن تساهم في ثقة اوباما برئيس وزراء اسرائيل. واذا انتخب رومني رئيسا ينبغي الافتراض بأن يضع المصالح الامريكية قبل ايديولوجيا اليمين اليهودي وسياسة اليمين الاسرائيلي. ولهذا فان على نتنياهو ان يخدم المصلحة الاسرائيلية وان يحفظ نفسه عن التدخل الفظ في المعركة الانتخابية الامريكية.