خبر يهود ميت رومني- يديعوت

الساعة 07:40 ص|30 يوليو 2012

يهود ميت رومني- يديعوت

إنزلوا عن ساحتنا الخضراء

بقلم: ناحوم برنياع

العميد بحري وليام (بيل) مكرايفن هو رئيس قيادة العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الامريكية. العملية التي أخرجته الى النور كانت تصفية اسامة ابن لادن. الرئيس اوباما أصدر له الامر. قاد مكرايفن التخطيط والتنفيذ. ومنذ ذلك الحين يرى فيه الامريكيون بطلا وطنيا.

وهو يكثر من عقد زيارات العمل في اسرائيل. زيارته الاخيرة جرت قبل أقل من اسبوعين. والمواضيع التي بحث فيها سرية، بالطبع، ولكن ليس صعبا التخمين عن أي دول وأي منظمات وأي نوع من العمليات يدور الحديث. مكرايفن هو استثناء يدل على القاعدة: التعاون الامني بين اسرائيل والولايات المتحدة مكثف اليوم أكثر مما كان في أي وقت مضى. ويبدو هذا كشعار لغرض العلاقات العامة، ولكن هذه هي الحقيقة. ليس الحب هو الذي خلق هذا التقارب الخاص – فالرؤساء الامريكيون دللونا بالحب في الماضي ايضا؛ كما ان ليست هذه هي الكيمياء بين زعيمي الدولتين – فلا كيمياء في هذه اللحظة؛ الحب نشأ من الاعتراف بأن للدولتين يوجد أعداء مشتركون، من القدرات الخاصة لاسرائيل في الاستخبارات وعمليات الكوماندو ومن القرار الذي اتخذته الادارة الامريكية في ذروة الصراع ضد النووي الايراني. الادارة يمكنها ان تفرض على اسرائيل ألا تعمل. هذا ليس الاسلوب وهذا ليس الوقت المناسب، وبالتأكيد ليس عشية الانتخابات. وبدلا من ذلك اختارت اقناعها عن طريق العناق.

كل هذا يحصل تحت حكم براك اوباما. كلينتون عرف كيف يثير انفعال الاسرائيليين. بوش عرف كيف ينفعل منهم. اوباما، الرئيس الذي يحب الاسرائيليون ألا يحبوه، لا ينفعل ولا يثير الانفعال، ولكنه يفعل من اجل أمن اسرائيل أكثر مما فعل سلفاه.

ينبغي الاشارة الى هذه الحقيقة اليوم بالذات، حين يزور ميت رومني، المرشح الجمهوري للرئاسة، اسرائيل. رومني يجري علينا ذات جولة الصور التي قام بها اوباما عشية انتخابه، قبل اربع سنوات. ولا ضير في ذلك. بالعكس: خير ان نشعر بأننا موضع تصوير وموضع مغازلة من مرشحي الحزبين.

ولكن هذا ليس كل شيء. عصبة من أرباب المال اليهود الامريكيين، من مؤيدي الحزب الجمهوري، اختارت الوصول الى هنا بمناسبة الزيارة. وهذا الصباح سيستضيفون رومني في وليمة هدفها جمع التبرعات للحملة. الحدث يثير صخبا شديدا في وسائل الاعلام الامريكية. فلم يسبق ان جرت أحداث جمع تبرعات سياسية خارج حدود الولايات المتحدة؛ ولم يسبق ان جرت هذه وراء أبواب مؤصدة.

الروح الحية في العصبة هو شلدون أدلسون، صاحب اموال القمار الذي أصبح أحد الشخصيات الأكثر كرها على امريكا الليبرالية. أدلسون تبرع هذه السنة لحملات الجمهوريين بنحو 100 مليون دولار، وهذا مبلغ غير مسبوق في التاريخ الامريكي، مبلغ مذهل. وله غاية واحدة – الحاق الهزيمة ببراك اوباما.

أدلسون هو مشكلة الامريكيين. مشكلتنا هي استخدام هذا الرجل لنا، نحن الاسرائيليين، لأهداف ليس لها أي صلة بمصالح الدولة الحقيقية. لدى أدلسون أجندة امريكية داخلية. لديه رأي في علاقات العمل، في الاقتصاد، في الصحة، وربما ايضا في العلاقات المركبة لامريكا مع الصين الشيوعية، التي تعمل دور القمار التابعة لأدلسون تحت رحمتها. فما لنا وكل هذا.

ولكن هو على حاله. عش لأدلسون بين الاشجار. وفي العش توجد له بيضتان. وفي كل بيضة يوجد صوص، صوص صغير. أحد هذين الصوصين يسمى ميت. والثاني يسمى بيبي. وكلاهما يتغذيان من ذات المصدر؛ كلاهما متعلقان بذات المحفظة لبقائهما السياسي. لم يسبق ان كان أمر كهذا في العلاقات بين الدولتين.

أنا واثق من ان نتنياهو لا يشعر بالراحة في ضوء هذه السيطرة الغريبة على أملاك الدولة، ما كان ليحصل شيء ضار له لو انه ألقى على مسمع من أدلسون وصحبته الخطاب التالي: أنا أحبكم، أنا معجب بكم، أنا ممتن على كل ما فعلتموه من اجلي حقا. والآن اصنعوا لي معروفا وانزلوا لنا عن ساحتنا الخضراء. قمامتكم ألقوا بها في ساحتكم، فلدينا ما يكفي من القمامة.

"مؤخرا اكتشفت، يا اصدقائي، انه لا توجد وجبات بالمجان. أنا يمكنني ان اكون رئيس وزراء أدلسون أو، كبديل، رئيس وزراء اسرائيل. لا يوجد هذا وذاك في نفس الوقت. وأنا أختار ان أكون رئيس وزراء اسرائيل".