خبر إخوان، ولكن بدون سلاح -هآرتس

الساعة 09:30 ص|29 يوليو 2012

بقلم: تسفي بارئيل

        (المضمون: في حماس يفهمون بان العلاقات مع مصر وكسر الحصار في معبر رفح من اجل تعزيز العلاقات، يجب تغيير الاستراتيجية والتحول الى حركة سياسية غير مسلحة -  المصدر).

        هل الرئيس المصري محمد مرسي كفيل بان يؤثر على تغيير الاتجاه السياسي والعسكري لحماس؟ اشارة على ذلك بدت في لقاء مرسي مع رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية أول أمس. ففي اعقاب اللقاء اعلن هنية بان مصر ستمدد مدة فتح معبر رفح الى 12 ساعة في اليوم وان نحو 1.500 مواطن فلسطيني من غزة يمكنهم العبور الى مصر.

        كما تقرر ان تشغل مصر عددا أعلى من المراقبين في نقاط العبور لتسهيل الحركة. كما وافقت مصر على زيادة كمية الوقود اللازمة لتشغيل محطة توليد الطاقة في غزة، زيادة قوة التيار الكهربائي من مصر من 22 الى 30 ميغا واط وتمديد خط غاز يخدم محطة توليد الطاقة في غزة. كما اتفق على زيادة عدد ناقلات الوقود التي تدخل من مصر الى القطاع من ست الى ثماني في اليوم.

        رغم كل ذلك، فان الاستجابة المصرية لطلبات هنية هي استجابة جزئية فقط، وذلك لان مصر لا تزال غير جاهزة لفتح معبر رفح امام عبور البضائع وذلك بسبب الضغط الامريكي ولان المجلس العسكري الاعلى، برئاسة الجنرال طنطاوي يطالب بان يكون كل تنازل لحماس مقابل تغيير في مواقف الحركة. المطلبان الاساسيان من حماس هما قطع العلاقة مع خلايا الارهاب العاملة في سيناء والتي تلحق ضررا اقتصاديا وسياسيا بمصر، والمضي قدما في المصالحة الفلسطينية الداخلية من أجل بناء قيادة موحدة.

        يبدو أن المطالب المصرية لا تخيف حماس. فحسب صحيفة "روز اليوسف" المصرية، عرض خالد مشعل امام زعيم الاخوان المسلمين، د. محمد بديع، الذي التقاه في نهاية الاسبوع الماضي، خطة عمل تؤدي الى انهاء اعمال حماس المسلحة في غضون سنة. تفاصيل الخطة لم تنشر، ولكن محافل مصرية تعتقد بان الحديث يدور عن استعداد حماس للاعلان عن تقليص كمية السلاح التي في حوزتها مقابل التزام اسرائيلي بالتوقف عن العمليات ضد الحركة، قطع العلاقة مع محافل سلفية متطرفة تعمل في سيناء والتحول التدريجي لحركة حماس الى حركة سياسية كاملة دون ذراع عسكري. وحسب "روز اليوسف" الامر الذي فاجأ زعيم الاخوان المسلمين كان طلب مشعل العمل لدى الادارة الامريكية كي تضغط هذه على اسرائيل لتحرير 220 سجينا من اعضاء الحركة، رفع مشعل اسماءهم الى مضيفه بديع. كما اقترح مشعل تقديم معلومات مفصلة عن منظومة القوات السورية، المعلومات التي على حد قوله "كفيلة بان تحسم المعركة". ووعد بديع بعقد اتصال مع الادارة الامريكية من خلال أحد ممثلي الاخوان المسلمين الذي يعمل في القيادة العالمية للحركة.

        منظومة العلاقات مع القيادة المصرية الجديدة، ترك القاعدة في سوريا وقطع العلاقة مع ايران، الى جانب الاعتراف بعدم جدوى الكفاح العسكري ضد اسرائيل، تلزم حماس بفحص بدائل استراتيجية. وهكذا، مثلا، حقيقة أن الرئيس المصري وقادة حركته اعلنوا على الملأ عن تمسكهم باتفاقات كامب ديفيد تضع امام حماس معضلة: اذا كانت حركتهم الام تعترف باسرائيل، فهل على حماس، على الاقل من ناحية ايديولوجية أن تكون اكثر تزمتا من البابا؟ المشكلة ليست ايديولوجية أو دينية. حماس لا يمكنها أن تعمل ضد اسرائيل بشكل يدخل حكومة مصر برئاسة الاخوان المسلمين الى وضع تضطر فيه الى الاختيار بين "دعم الارهاب" وبين الحفاظ على مكانتها (وعلى علاقاتها مع الغرب) كدولة تحرص على أمن المنطقة.

        دور مصر كفيل الان بان يتغير. مقابل عهد مبارك، الذي لم يتردد في التعاون في تفعيل عقوبات على غزة، لن يرغب مرسي في أن يعلق في وضع يواصل فيه هو بالذات سياسة مبارك في كل ما يتعلق بغزة، بسبب طبيعة نشاط الحركة. ولهذا فانه سيحتاج الى تنازلات من جانب حماس ولا سيما في مجال النشاطات المسلحة، وهذا على ما يبدو فهمه مشعل منذ الان.

        ومقارنة مع مبارك، يتخذ مرسي طريقة مغايرة. فهو لا يطرح شروطا مسبقة، يستجيب لعدة طلبات، ولكن يبقى يحتفظ باوراق المساومة القوية في يده وينقل الكرة الى ملعب حماس. والسؤال الان هو كم سينجح هنية، مشعل وباقي قيادات "الجناح السياسي" في اقناع الجناح العسكري في الحركة بالحاجة الى تغيير الاستراتيجية ونقل دور الوصي السياسي من سوريا الى مصر.

        الحجة القوية الكفيلة بان تستخدمها القيادة السياسية لحماس هي أن حكم الاخوان في مصر هو الفرصة الكفيلة بتعطيل سيطرة اسرائيل على معبر رفح وبالتالي تحطيم سياسة الحصار. ولكن من أجل تحقيق هذا الهدف، سيتعين على حماس أن تدفع الثمن بعملية سياسية تخدم مصر وفي نهاية المطاف تعرض معضلة صعبة امام اسرائيل.