خبر زيارة التقاط صورة- معاريف

الساعة 09:29 ص|29 يوليو 2012

بقلم: شموئيل روزنر

(المضمون: ما الذي يبحث عنه روماني هنا؟ ليس الناخبين، هذا مؤكد. المال، بقدر ما وكنتيجة غير مباشرة من إبداء تأييده لاسرائيل. ولكن بالأساس يبحث عن فرصة صورة طيبة، صورة لأن يظهر كسياسي، واذا ما ألبسوه سترة حربية، فسيكون هذا كامل الأوصاف – المصدر).

روماني سيجد هنا بضعة مصوتين، ليس أكثر. ففي الانتخابات السابقة صوت معظم مواطني الولايات المتحدة الذين يسكنون في اسرائيل في صالح السناتور الجمهوري جون مكين، وهذه المرة سيصوتون لروماني. كما أنه سيجمع بعض المال، ليس كثيرا.

كبار المتبرعين لحملة الانتخابات الامريكية يوجدون هناك، وليس هنا. ميت روماني، الذي وصل أمس في زيارة قصيرة الى اسرائيل، سيُفرح بزيارته ايضا مصوتيه الافنجليين من محبي اسرائيل، وإن كان ممكنا الافتراض بأنهم كانوا سيصوتون له في كل الاحوال، عندما يكون الخيار الآخر لديهم هو ولاية اخرى للرئيس براك اوباما.

اذا لماذا بحق الجحيم يأتي هنا على الاطلاق؟ توجد عدة اسباب، ولكن السبب المركزي فيها هو التالي: ميت روماني يحتاج الى ان يتجول في العالم وان يبدو كزعيم، يحتاج لأن يطلق اشارة للامريكيين بأن لديه القدرة على تمثيلهم، ويحتاج لأن يفعل هذه الامور في الدول التي يحبها الامريكيون، في الدول التي يُستقبل فيها بالترحاب والود، في الدول التي يعرف ناخبوه أسماءها. اسرائيل هي دولة كهذه: تتصنف عاليا في كل استطلاعات الرأي العام، ولكنها ايضا دولة مشاكلها المعقدة التي تقلقها ستنثر على روماني حفنة غبار دبلوماسية لمن غمس يده في مسائل سياسية حقيقية. الصحافة سترافقه، الجماهير لن تتظاهر ضده، والشخصيات التي سيلتقيها ستبدو لمشاهدي التلفزيون معروفة، ولا سيما بنجامين إياه، ذو الانجليزية الطليقة على لسانه.

روماني هو مرشح حذر. وكان أعلن مسبقا بأنه لن ينتقد الرئيس وهو في زيارة في الخارج. هكذا هو الامر الدارج. وهو لم يعلن، وهكذا سيتصرف، بأنه سيحرص على ألا يقول أي شيء يبدو فيه معنى سياسي ما، باستثناء التصريحات العمومية جدا، غير الملزمة.

لقد نجح روماني حتى الآن في اعطاء الانطباع بأنه يعارض بشدة سياسة اوباما في المنطقة وموقفه من اسرائيل، ولكنه اقترح القليل جدا من التفاصيل عن جوهر هذه المعارضة. وقد سبق ان قال غير مرة ان اوباما "ألقى باسرائيل تحت الباص"، ومنذ زمن غير بعيد وعد بأن يفعل "عكس اوباما". ولكن "العكس" في كيف أو في ماذا – لم يقل. هل سيهاجم ايران، هل سيعلن عن المستوطنات كمشروع شرعي وقانوني، هل سيطلق بولارد، هل سينقل السفارة الى القدس؟ روماني لم يعد شيئا، واذا كان يعد، فانه لا يعد بأن يفي.

في يوم الجمعة، في مقابلته مع آري شبيط في "ملحق هآرتس" لم يقل عن ايران شيئا لم يقله الرئيس اوباما، وهو ملتزم بمنع النووي العسكري عن ايران، ولا يعتقد انه يجدر شطب الخيار العسكري. روماني لن يعد بالهجوم – سواء كان يعتقد انه يجب الهجوم أم لا – لأنه يخاف من الناخب الامريكي المعني برئيس تنصب اهتماماته لاعادة البناء الاقتصادي وليس برئيس يفكر بمغامرات القوة خلف البحر.

اذا ما الذي يبحث عنه روماني هنا؟ ليس الناخبين، هذا مؤكد. المال، بقدر ما وكنتيجة غير مباشرة من إبداء تأييده لاسرائيل. ولكن بالأساس يبحث عن فرصة صورة طيبة، صورة لأن يظهر كسياسي، واذا ما ألبسوه سترة حربية، فسيكون هذا كامل الأوصاف.