خبر « رمضان » داخل السجون في عيون من عايشه 24 عاماً

الساعة 07:11 ص|27 يوليو 2012

وكالات

في أول يوم من شهر رمضان وعلى مائدة الإفطار لم يتمالك الأسير الجهادي المحرر عبد الرحمن شهاب أحد قادة حركة الجهاد الاسلامي من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، نفسه من شدة البكاء على إخوانه الذين تركهم داخل السجون الصهيونية، الذين كانوا يصومون مع بعضهم البعض شهر رمضان ويقومونه حتى أنه جلس يتذكر شهر رمضان المبارك داخل السجن، عندما كان بين إخوانه الأسرى، فكان لأول إفطار له خارج السجن له نكهة خاصة، وذلك لحضوره بين أهله وذويه وزوجته، التي عقد قرانه عليها بعد تحرره من سجون الاحتلال.
  الأسير عبد الرحمن شهاب "أبو بلال"، والذي أفرج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار في أكتوبر الماضي بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، وخلال حديث مراسل موقع الإعلام الحربي لسرايا القدس بلواء الشمال معه لم يتمالك نفسه من الدموع التي انهارت على وجهه، حينما استذكر شهر رمضان العام الماضي عندما كان داخل الأسر برفقة إخوانه الأسرى، وجلس يتذكر الأيام الجميلة التي قضاها معهم داخل المعتقل في هذا الشهر الفضيل.  
 
وأضاف شهاب: "عايشت شهر رمضان داخل سجون الاحتلال 24 عاماً وفي هذه السنوات كنا نشعر بالفرحة عندما يأتي شهر التضحية والانتصارات، لكن فرحتنا لم تكن مكتملة، وذلك لعدم رؤية أهلنا وذوينا والجلوس معهم على مائدة الإفطار، وكنا نتمنى من الله عز وجل أن يتم الإفراج عنا حتى نتنسم الحرية ولقاء ذوينا وأهلنا والعودة إليهم".  
وتابع حديثه: "كنا نشعر حالنا داخل السجن في رمضان بين أهلنا وذلك من خلال مشاهدة الأجواء الرمضانية على شاشة التلفاز داخل السجن، ومشاهدة كيفية استقبال أهلنا وإستعدادهم لهذا الشهر الفضيل".
  ويختلف المشهد على المحررين بين التكبيرات في الغرف والأقسام والإفطارات، إلى أجواء المساجد والعائلات والجلسات مع الأطفال والزوجات وتجهيزات الإفطار وصلة الأرحام.
  حيث يقول المحرر عبد الرحمن شهاب: " كنا نترقب يوماً بعد يوم حلول شهر رمضان المبارك، كي نتذوق حلاوته مع ذوينا وبعد أن حرمنا منه 24عاماً، ونحن في شوق كبير لمثل هذه المناسبات كي تزيد الفرحة في أعيننا ونحن بينهم".

    ويتذكر شهاب لـ"الاعلام الحربي" حياة الأسرى في سجون الاحتلال الذين عاش معهم سنوات عمره داخل الأسر،  حيث قال: "أشعر بالألم الذي يعتصرني لفراق أخوة لي عشت معهم وشاركتهم أيام وليالي شهر رمضان، كنا ندعو الله عز وجل أن يفرج كربنا ويفك أسرنا ونعود إلى عائلاتنا، اليوم أنا هنا بحمد الله وهم لا زالوا يقبعون خلف القضبان ونسأله تعالى أن يفرج عنهم عما قريب".  
وأوضح المحرر أن شهر رمضان داخل السجن كانت له طقوسه المختلفة عنه خارج السجن والتي فرضت علينا حتى باتت روتين نعيده في كل عام دون أية تغير، فالسجان يفرض علينا كافة تفاصيله، وكنا نغيظهم بصلاة القيام وقراءة القرءان والدعاء إلى الله بأن يفرج كربنا جميعاً من زنازين القهر والظلم.
  وتحدث المحرر أبو بلال عن لحظة صعبة قبل شهر رمضان المبارك عندما ثبت أن غداً هو أول أيام هذا الشهر الفضيل حينما جاءه اتصال من احد إخوانه الأسرى الذين عاش معهم داخل السجن وتربيا مع بعضهم البعض، حيث قال:" كنت جالساً أمام منزلي مع ابن عمي وهو أسير محرر من سجون الاحتلال ، وكنا نتذكر كيفية كان استقبالنا لشهر رمضان داخل السجن، وأجواء الفرحة، حيث جاءني اتصال من احد الإخوة الأسرى الغاليين وكلهم غاليين على قلبي، حيث قال لي أنا أول أسير أقول لك كل عام وأنت بخير، فلم أتمالك نفسي من شدة البكاء وصرت أتذكر شهر رمضان حينما كنت بجانبهم في السجن فكانت لحظة صعبة جداً".    

واستذكر المحرر شهاب موقفاً حصل معه في آخر رمضان قضاه داخل السجن، قائلاً:" حصل معي موقف صعب جدا في آخر رمضان قضيته في السجن حينما توجعت من قدمي وحولت لمستشفى سجن الرملة فبقيت أتذكر (البوسطة) وهي سيارة لنقل الأسرى المرضى من سجن لآخر،  فكانت أصعب شيء عندما يأتيني السجان للذهاب للمستشفى حيث خرجت الساعة الـ 9 مساءً فلم أكن أتسحر مع إخواني الأسرى وأثناء خروجنا من المستشفى وذهابنا للسجن كان يؤذن المغرب وأنا في البوسطة وكان السجان الصهيوني يمنعني من الإفطار إلا عندما أصل الغرفة داخل السجن فكنت في الأيام تلك أعاني معاناة شديدة حيث أصبحت أتسحر الساعة قبل الساعة التاسعة وكنت أتأخر عن إخواني الأسرى في موعد الإفطار، وكان الهدف من زيارتي لمستشفى الرملة هو وجع خفيف في قدمي لا يستحق الذهاب للمستشفى ولكن كان الهدف الرئيسي هو زيارة إخواني الأسرى داخل المستشفى، وقمت بزيارتهم وعلى رأسهم الأسير المجاهد معتصم رداد من مجاهدي سرايا القدس بطولكرم والذي لا زال قابعاً في سجون الاحتلال".  
 

وفي نهاية حديثه تمنى الأسير المجاهد عبد الرحمن شهاب أن يأتي رمضان القادم وقد تحرر أسرانا جميعاً من سجون الاحتلال، حتى يكونوا بجانبنا وبجانب أهلهم وذويهم حتى يشعروا بالفرحة التي شعرنا بها، ونحن بجانب أهلنا وذوينا وأزواجنا".