خبر المرشح الذي سيتغلب على نتنياهو- هآرتس

الساعة 08:26 ص|26 يوليو 2012

بقلم: الوف بن

        (المضمون: نتنياهو في الحضيض ومع ذلك فليس له بديل. الوحيد الذي يمكن أن يهزمه هو ايهود باراك. وعلى الاخير أن يبادر الى اقامة اطار سياسي جديد ويستغل اللحظة المناسبة للخروج من الحكومة، والا فسنبقى مع نتنياهو لاربع سنوات اخرى - المصدر).

        بنيامين نتنياهو في مشكلة. فقد فوت الفرصة لتقديم موعد الانتخابات عندما كان في ذروة الشعبية، والان زعامته في الحضيض. مناورة شق كديما فشلت وكشفت أزمة رئيس الوزراء. الليكود عاد الى جذوره في اليمين المتطرفة، كحزب المستوطنين ومنافقيهم. الركود وصل، والحكومة تضطر الى رفع الضرائب وتقليص الخدمات. الخلاف على قانون التجنيد عرض نتنياهو كعميل للاصوليين المتملصين. الاحتجاج الاجتماعي لا يجترف الجماهير مثلما في السنة الماضية، ولكنه يحرج السلطة.

        كما أن وضع نتنياهو سيء في الجبهة السياسية – الامنية. فالاحاديث عن الهجوم على ايران تدحرج من بحث استراتيجي الى ضحكة سياسية. فخصوم رئيس الوزراء يسخرون من حماسته لشن الحرب مثل الزعران في الصف الذين أخذوا من الطفل الضعيف لعبته والان يدوسون عليها. شاؤول موفاز الصق ببيبي الاحبولة الاعلامية، في أن جلب تساحي هنغبي الى الحكومة يرمي الى خلق اغلبية في صالح قصف ايران. فياله من بؤس: انقاذ اسرائيل من "الكارثة الثانية"، كما يسمي نتنياهو القنبلة النووية الايرانية، منوط الان بمتآمر مدان.

        لقد بقي لنتنياهو ورقة مظفرة واحدة: ليس له خصم. فالاستطلاعات تفيد بانه في المنافسة على رئاسة الوزراء ينزل هو وحده الى الملعب. منافسوه المحتملون يعتبرون بين الجمهور كمن ليسوا مستعدين وليسوا مناسبين. يئير لبيد كريزماتي ولكن عديم التجرية. شيلي يحيموفتش تخاف من حجم المكانة. شاؤول موفاز هو متذبذب لا صلاح له وحزبه يتفتت. تسيبي لفني، حاييم رامون وايهود اولمرت ركلوا الى الهوامش العامة وسيكون من الصعب عليهم العودة من هناك.

        يا لها من مأساة: ضعف نتنياهو وانجراف الليكود الى اليمين المتطرف يمنحان معسكر الوسط – اليسار فرصة للعودة الى الحكم. ولكن في غياب الزعيم، فان الفرصة ستتبخر. اصوات المقترعين ستتوزع بين عدة احزاب عديمة الوزن، ونتنياهو سيجمعها في حضنه بعد الانتخابات، بالثمن الادنى. يوجد فقط زعيم واحد في الساحة السياسية يمكنه أن يقود المعسكر الى الانتصار على نتنياهو، وهذا هو ايهود باراك. هو فقط مزود بسجل سياسي وأمني غني، في وضعية جنرال أمني مستعد لاعادة المناطق، على علاقات وثيقة مع الادارة الامريكية وعلى تجربة مثبتة في المنافسة مع نتنياهو وهزمه.

        يتخذ باراك في وسائل الاعلام صورة الشريك الاعمى لنتنياهو، وقد استمتع الرجلان في تطوير قصص التشاور في ما بينهما ورفقة السلاح من عهد السييرت. هراء. باراك يعتقد ان نتنياهو هو زعيم ضعيف ومشلول، يراوح في المكان ويبحث كاشارة اتجاه الريح ماذا يريد الجمهور أن يسمع. ليس معروفا ما يعتقده نتنياهو عن وزير الدفاع، واضح فقط انه يهين باراك في كل فرصة. لقد تجاهل نتنياهو بثبات مشوراته السياسية، وفي الاسابيع الاخيرة عين من فوق رأسه اللجنة الوزارية للاستيطان وكلف خصم باراك والمدعي لكرسيه، بوغي يعلون، صياغة قانون التجنيد. ورد باراك بتلميح عن تحفظه من الهجوم على ايران، مثلما كتب هنا أول أمس سيفي رخلبسكي. وبالتالي لباراك القدرة وكذا الدافع لضرب بيبي، ولكن هذا لا يكفي. امامه عائقان: فهو ليس شعبيا وحزبه الحالي هو نكتة فارغة من المضمون. كي يقفز عنهما، يجب أن يحصل امران: تعاظم خيبة الامل الجماهيرية من نتنياهو، وبناء اطار سياسي جديد وواسع.

        باراك لن يصبح فجأة حبيب الجمهور. الناس سيؤيدونه فقط لانعدام البديل، وذلك لتنحية بيبي، مثلما فعلوا في 1999. كما أن كتلة الاستقلال لن تنكشف من جديد كقنبلة جماهيرية تضرب الليكود في صناديق الاقتراع. مطلوب خطوة لتوحيد المعسكر، مثلما فعل ارئيل شارون عندما اقام الليكود قبل حرب يوم الغفران. باراك ابن 70. وكان عاد الى السياسة قبل خمس سنوات، ليس من أجل أن يجلس الى الابد في وزارة الدفاع، بل كي يعود الى مكتب رئيس الوزراء. كبوات نتنياهو تعطيه فرصة لمرة واحدة للعودة. وكي يتجسد الحلم، فان باراك ملزم بان يبادر لاقامة اطار سياسي جديد ويستغل التوقيت السليم كي يخرج من الحكومة. اذا ما فوت الفرصة، فسنبقى مع نتنياهو لاربع سنوات اخرى.