خبر من الوحدة الخاصة الى القيادة- يديعوت

الساعة 08:25 ص|26 يوليو 2012

بقلم: اليكس فيشمان

من تابع معالجة أزمة تجنيد الاصوليين ما كان يمكنه ان يتجاهل حقيقة أن الامر دار تقريبا في "دائرة العائلة". ومع انهم تنازعوا الواحد مع الاخر، شتموا الواحد الاخر، خانوا الواحد الاخر، اهانوا الواحد الاخر، ولكن يكاد يكون كل المشاركين في الحفلة حول قانون طل ينتمون الى ذات النادي المغلق لخريجي سييرت متكال (الوحدة الخاصة) في الجيش.

        اينما القيتم حجرا في الساحة السياسية فستصيبون واحدا من خريجي الوحدة. في الحكومة: رئيس الوزراء (نتنياهو)، وزير الدفاع (باراك)، نائب رئيس الوزراء ووزيري الشؤون الاستراتيجية (يعلون)، وزير حماية الجبهة الداخلية (فيلنائي). في المعارضة: رئيس كديما (شاؤول موفاز) واعضاء كتلته (آفي ديختر، دورون افيتال ويوحنان بلاسنر). وهذا حتى قبل أن نفحص باقي الاحزاب.

        في بعض الحالات تتوقف اخوة المقاتلين في الصعود الى القدس، واحيانا يسحبون معهم الى الكنيست والى دار الحكومة خصومات عتيقة الزمن. يعلون وموفاز لم يتفقا منذ أن كانا في الجيش. بلاسنر ويعلون تبادلا التراشق اللفظي. موفاز ونتنياهو وجه الواحد للاخر الاهانات. باراك ينبش اينما يمكن فقط. فيلنائي، الذي له حساب تاريخي مع موفاز، حزم منذ الان حقائبه الى الصين.

        الوحدة الصغيرة والسرية، التي على رأسها يقف "فقط" مقدم، تملأ أيضا ربع مناصب الجنرالات في هيئة الاركان العامة الحالية: شاي افيتال، نيتسان الون، طل روسو، نوعام تيفون ويوسي بايدتس.

        وكي نفهم انعدام التوازن الذي بين حجم الوحدة وبين التمثيل الذي لها في القيادة العسكرية والسياسية، نقارنها بسلاح الجو. منذ اقامته أنهى مدرسة الطيران بضعة الاف طيبة من الخريجين. فكم منهم وصل الى السياسة على المستوى الوطني؟ بين عيزر وايزمن ودان حلوتس (الذي لمس فقط واصيب) يمكن أن نحصي بصعوبة على أصابع اليد الواحدة عدد الطيارين الذين تحولوا الى زعماء وطنيين بارزين. الى اين اختفى كل هؤلاء الاشخاص الطيبين الذين تم اختيارهم واحدا واحدا؟ هذه مسألة اجتماعية مشوقة. فالحديث يدور عن ذراع يقف على رأسه جنرال، وتحته سلسلة طويلة من الضباط الكبار الذين اختصوا في ادارة الاطر الكبيرة وفي القيادة. وهم ايضا حملهم المجتمع على الاكتاف، وكان من الطبيعي فقط ان يستبدلوا الفكرة العسكرية بقوة سياسية ويوجهوا كاريزماتهم وقدراتهم الى الميدان الجماهيري.

        ما الذي يجري في التصنيف وفي التأهيل لمقاتلي سييرت متكال والذي يرفعهم بالذات الى القيادة العسكرية والسياسية؟ هل توجد صلة بين القدرة على العمل وراء خطوط العدو والمناورات في الحكومة وفي اروقة الكنيست؟ ولماذا هم بالذات يختارون الانشغال في السياسة؟ هل هم مثاليون اكثر من الاخرين أم ان الاخرون "ضخموا" لهم رؤوسهم في الجيش وجعلوهم عطاشى للقوة؟

        السبيل الاسهل لتحويل المكانة العسكرية الى قوة جماهيرية هو الدخول الى السياسة. هناك لا حاجة الى اجراء بحوث ونشر مقالات اكاديمية من أجل جمع المكانة المهنية؛ لا حاجة الى اثبات قدرة على جمع المال؛ بل ولا حاجة الى التسلق على سلم المراتبية في الخدمة العامة. كل ما يحتاجه المرء هناك هو نوع معين من المظهر والتمثيل. فعلى أي حال لا احد يهمه كم قانونا شرعت وما الذي ساهمت فيه لميزانية التعليم.

        ولكن فضلا عن التحكم، ينبغي الترحيب في أن أناسا نوعيين، وعلى رأسهم خريجو سييرت متكال، يصلون الى السياسة. السؤال هو ما هي القيمة المضافة التي يجلبونها معهم غير السجل العسكري، مهما كان مثيرا للانطباع، وبالفعل، في السنوات الاخيرة لم يعد الجمهور يزوغ بصره بسهولة بالرتب وبالخلفية العسكرية. والدليل هو أن خمسة رؤساء الاركان الاخيرون الذين خرجوا الى الحياة الجماهيرية: باراك، موفاز، يعلون، حلوتس واشكنازي. وحتى كاريزما رئيس الاركان السابق أمنون ليبكن شاحك لم تكفيه كي يجتاز الاختبار الجماهيري.

        في البداية نحن "نضخمهم" وبعد ذلك نحطمهم.