خبر والآن، درس في الكيمياء- هآرتس

الساعة 08:09 ص|25 يوليو 2012

 

بقلم: تسفي برئيل

مع بداية موسم الصيف يمتليء متجر التهديدات بكل شيء شهي. فقد سخّن الشتاء لنا التهديد النووي الايراني، ولكن الآن عليه ان يتنافس مع السلاح الكيماوي لدى بشار الاسد، مع امكانية فتح جبهة في هضبة الجولان، مع 40 – 50 ألف صاروخ موجودة لدى حزب الله، وأمام كل هذه الوفرة يشحب تهديد الارهاب من سيناء.

وكما هو متوقع، فان فرضية عمل الجيش الاسرائيلي هي ان كل هذه الشرور ستتحقق. بالمقابل، فرضية عمل الجمهور يجب ان تكون هي ان الجيش الاسرائيلي لن يتمكن من التصدي لها جميعها، وانه ليس لتعبير "الجيش الاسرائيلي مستعد لكل سيناريو" غطاء. عاموس هرئيل أفاد هذا الاسبوع ("هآرتس"، 23/7)، بأنه ستكون حاجة الى سنتين على الأقل – على فرض ان تتوفر الميزانية – لانتاج ما يكفي من الكمامات لكل مواطني اسرائيل. يبدو ان دروس حرب الخليج الاولى، حين أفاد زئيف شيف الراحل بأن عشرات آلاف كمامات الغاز التي وزعت على المواطنين لم تكن سليمة، قد استوعبت. ومع ذلك، وعلى نهج الدروس، فانها تُنسى بعد الامتحان.

حسنا، الكمامات هي موضوع صغير. فقد يكون الجيش الاسرائيلي يتمنى ان يطلق حزب الله الكاتيوشا الاولى، كي يوقع عليه "ضربة واحدة والى الأبد"، ولكنه سبق ان أراد عمل ذلك في حرب لبنان الثانية وفشل. وبعد تلك الحرب إياها ايضا قالوا لنا ان "الدروس استوعبت"، الى ان قرأنا تقرير مراقب الدولة عن الحريق في الكرمل. يمكن التقدير بأن تقرير الرقابة على الدفاع الذاتي ضد الحرب الكيماوية عالق في أحد الجوارير.

على هذه الخلفية المثيرة للقشعريرة من المجدي الآن فحص التهديد حديث العهد: السلاح الكيماوي أو غيره سينتقل الى حزب الله، وهو الذي سيستخدمه ضد اسرائيل. الفرضية المعتادة التي تقبع خلف هذا السيناريو هي ان كل شيء ممكن في الشرق الاوسط، فهو مليء بالمجانين. منذ اشهر طويلة والاسد يعيش في ازمة وفي قلق من التحطم، منذ اشهر طويلة يشرح لنا كبار المحللين في الجيش بأن الحاكم السوري سيتطلع الى فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، كي يصرف الانتباه عما يجري في بلاده. واذا كان كذلك، فلماذا لم ينقل الاسد حتى الآن السلاح الكيماوي الى حزب الله؟ لماذا حتى الآن لم يطلق حزب الله النار ولا حتى صاروخ واحد؟ لماذا لم يحصل هذا؟ أولم تمر هذه الفكرة العبقرية في رأس الاسد؟.

الجواب هو ان ليس كل شيء ممكنا في الشرق الاوسط، وحتى للحرب في سبيل بقاء النظام يوجد منطق خاص به. فتح جبهة جديدة مع اسرائيل معناه اعطاء هدية غالية جدا للثوار. اسرائيل، التي ستتعرض لشجب علني على رد فعلها التلقائي، لا بد ستحظى رويدا رويدا بغمزات التأييد من معظم دول العالم وستُدمر مراكز قوى الاسد – في صالح الثوار. هكذا على الأقل يمكن لنا ان نُقدر كيف يفكر الاسد. والنتيجة ستكون ضياع جيشه وضياع حكمه. لا. من الأفضل مواصلة محاولة تصفية قوات الثوار قدر الامكان وعدم السماح بسيناريو ليبيا. ولكن حقا، كيف يمكن الاعتماد على اعتبارات الاسد الاستراتيجية؟.

وماذا بالنسبة لاعتبارات حسن نصر الله؟ هل المنظمة التي لم تعد واثقة بمستقبل الاسد، بمعنى، بمستقبل خطوط توريد السلاح والذخيرة لها، ستسارع الى مهاجمة اسرائيل وهي تعرف بأنها ستُدمر جزءا كبيرا من مخزونات صواريخها؟ لعله من الأفضل لها ان تواصل الحفاظ على التهديد دون ان تنفذه؟ وهل ايران، التي لم تعد واثقة بأن الاسد سيبقى على حاله، سترغب في ان يُدمر معقلها في لبنان أم أنها ستأمر نصر الله بالحفاظ على قدرة ردعه وعلى قدرته على التهديد بالذات على حكومة لبنان كذخر استراتيجي للمستقبل؟ ولكن منذ متى نولي نحن منطقا لنصر الله أو عقلانية لايران؟.

لو كانت فرضية العمل تسمح بالاعتماد على تفكير حكومة اسرائيل، وأكثر من ذلك على "استعداد الجيش الاسرائيلي لكل سيناريو"، لكان بوسعنا ان نسمح لأنفسنا بترف اطلاق صرخات القلق. ولكن عندما لا تكون لدينا حتى كمامات للجميع، عندما لا يمنع الجدار على الحدود المصرية الرصاص وعندما يجري في الشمال احتفال موسيقي، يجدر ان نفحص ايضا منطق التهديدات والهدوء بعض الشيء. فدوما سيبقى لنا التهديد الايراني. فهو على الأقل يضمن لنا بأن أقل من 500 شخص سيُقتل اذا ما هاجمنا ايران. هذا رهان آمن.