خبر ربيع عربي في اسرائيل- يديعوت

الساعة 08:07 ص|25 يوليو 2012

 

بقلم: الداد باك

بينما تتغير في عدد من الدول العربية أنظمة الحكم المطلق والدكتاتوريات العلمانية بديمقراطيات اسلامية، يواصل الممثلون المنتخبون لعرب اسرائيل صراعهم ضد الديمقراطية الاسرائيلية. وبينما غازل معظم القيادة السياسية لعرب اسرائيل على مدى عشرات السنين بثبات ودون شعور بالخجل الطغاة العرب، كان ينبغي لهذه ان تذهب في طريق أصنامها – القذافي، الاسد وشركاه – ولكن في اوساط عرب اسرائيل لا يزال قويا الميل مواصلة الجلوس على الجدار، بدلا من تنحية السياسيين الذين ساهموا في السنوات الاخيرة في تعظيم الحاجز بين اسرائيل وعربها.

بينما يجلس عضو الكنيست السابق من التجمع الديمقراطي، عزمي بشارة، في بلاط "الديمقراطي" العظيم، أمير قطر، ويساعد من هناك على ان ينشر باسم "الديمقراطية" بشرى الثورة الاسلامية الثانية في أرجاء الشرق الاوسط، تتجول في اوروبا عضو الكنيست الحالية في التجمع الديمقراطي، حنين الزعبي، وتقرر في مؤتمرات علنية وفي مقابلات صحفية بأن اسرائيل هي "دكتاتورية عنصرية" لم تكف عن العمل على التمييز ضد سكانها العرب وابعادهم عن اراضيهم. "رسالة الكارثة"، كما أعلنت الزعبي الاسبوع الماضي في مقابلة مع مجلة يسارية المانية، "هي ألا تقتل وألا تكون عنصريا. اسرائيل بعيدة جدا عن هذه الرسالة، فهي دولة عنصرية". كما ان على لسان النائبة نصيحة: على اوروبا ان تشترط مواصلة مساعدتها لاسرائيل بمنح حقوق متساوية للفلسطينيين. مشوق ان نعرف ما الذي يشير به معلم وسيد الزعبي، بشارة، على سيده في قطر في موضوع منح حقوق متساوية لكل سكان إمارته.

أمام التآمر المتواصل من القيادة السياسية القديمة لعرب اسرائيل ضد مجرد وجود دولة يهودية (نابع من قرارات الامم المتحدة)، تنشأ ببطء تيارات مضادة في اوساط المجتمع الاسرائيلي العربي. عاصفة النقاش الجماهيري حول احلال "قانون التجنيد للجميع" تتركز في مسألة تجنيد الاصوليين وتُهمل المسألة الهامة بقدر لا يقل: تجنيد عرب الدولة للجيش أو لاطار الخدمة المدنية. المؤسسة السياسية العربية تواصل الرفض التام لكل نقاش في هذا الشأن، ولكن المزيد فالمزيد من الشباب العرب يتجندون للجيش الاسرائيلي ومعنيون بمساعدة مجتمعاتهم في اطار الخدمة المدنية، كي يتمكنوا من الانخراط في وقت لاحق في تقرير مصيرهم في اسرائيل.

"أبناء عمومة في السلاح"، الفيلم الوثائقي لنوعامي لاباري الذي بُث هذا الصيف في احتفال الافلام اليهودية في برلين، يروي قصة أمير أبو رية، اسرائيلي – مسلم اختار التطوع للخدمة في الجيش الاسرائيلي. ويصف الفيلم بحساسية شديدة المواجهة الداخلية التي سبقت القرار، الموقف الرافض من المحيط العربي لـ "النعجة السوداء" والموقف الفاشل من جانب المحيط اليهودي تجاه هذا "الشاذ".

وينشأ عن الفيلم السؤال المضني هل اسرائيل بشكل عام مستعدة لأن تمد يدها لمواطنيها العرب الشباب، المعنيين في ان يكونوا جزءا كاملا منها. ليس اولئك أمثال بشارة، الزعبي وشركائهما – ممن يريدون جعل اسرائيل "دولة كل مواطنيها"، كي يتمكنوا من التخلص من "دكتاتورية الاغلبية اليهودية" على حد تعبيرهم – بل اولئك الذين يقبلون اسرائيل بوجودها اليهودي ويريدون ان يجدوا فيها مكانهم كمتساوين بين متساوين.

في باكو، عاصمة اذربيجان، التقيت قبل بضعة اسابيع بشاب محلي هاجر الى اسرائيل. جدته كانت يهودية، ولكن اسمه نم عن انه مسلم. روى لي بحماسة عن فترة خدمته في الجيش الاسرائيلي. "ألم تواجه مشاكل؟"، سألت. "لا"، أجاب بفخار، "بل انهم سمحوا لي بأن أُقسم قسم الجندي على القرآن".

لهذه المعاملة يستحق ايضا كل مواطن عربي اسرائيلي معني بالتجند للجيش الاسرائيلي. ومن يؤدي واجباته، جدير ايضا بكل الحقوق.