خبر حزب الفراغ- هآرتس

الساعة 07:47 ص|24 يوليو 2012

بقلم: أسرة التحرير

رئيس كديما شاؤول موفاز نجح أمس بان يحبط محاولة اخرى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شق كتلة المعارضة الرئيسة ونقل عدد من اعضائها الى الليكود مقابل حقائب وزارية هامشية. سياسيان خرجا مرضوضين وموضع سخرية من الفرار الذي احبط. نتنياهو كشف مرة اخرى عن ضعفه وخوفه من انتخابات مبكرة ومن تعلقه المتعاظم بشركائه، افيغدور ليبرمان وشاس. اما موفاز فقد ضرب ارقاما قياسية في التهكم الذاتي لشجب النواب الذين سعوا للانضمام الى الحكومة، التي غادرها فقط الاسبوع الماضي.

        هذه الخطوات عديمة الاهمية. كديما، حزب السلطة السابق، انهى دوره السياسي، وهو يسير الان نحو تصفيته، في اعقاب اسلافه داش، تسوميت، حزب الوسط والتغيير. الحزب الذي اقامه اريئيل شارون بعد اخلاء غوش قطيف، لخلق اطار سياسي كفيل بان يسمح لاخلاء معظم المستوطنات في الضفة لم يحقق رؤيا مؤسسه. خلفاؤه لم ينجحوا في المضي قدما بالتسوية مع الفلسطينيين ولم يخلقوا بديلا فكريا قابلا للعيش لليكود الذي خرجوا منه. في غياب موقف، وفي نتائج صفرية في الاستطلاعات، لم يعد معنى لوجود كديما.

        تفتت كديما يخلف فراغا ايديولوجيا في قلب الخريطة السياسية. الاحزاب المتنافسة على اصوات ناخبي كديما – حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفتش و "يوجد مستقبل" ليئير لبيد – تتخذ صورة الشركاء المستقبليين لنتنياهو ولا تتحدى سياسة تعزيز المستوطنات وقمع الديمقراطية التي تنتهجها حكومة اليمين. ميرتس برئاسة زهافا غلئون تحتفظ بمواقف مناسبة، ولكنها ليست حزب سلطة محتمل.

        اسرائيل تحتاج الى اسم سياسي، يطرح بديلا فكريا وعمليا لسياسة نتنياهو الهدامة وائتلاف اليمين والاصوليين. محاولات رئيس الوزراء المتكررة لكسب مزيد من الوقت في الحكم، من خلال صفقات ائتلافية مهزوزة، تدل على أنه يخاف من فقدان تأييد الجمهور رغم وضعه الجيد في الاستطلاعات. هذه هي الفرصة لملء الفراغ الذي يخلقه انصراف كديما المحرج من الساحة.