خبر لضغوط خليجية..فشل عربي في التوافق على موعد للتوجه إلى الجمعية العامة

الساعة 05:50 ص|24 يوليو 2012

وكالات

أكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ'القدس العربي' الاثنين بأن لجنة المتابعة العربية التي اجتمعت مساء الأحد في الدوحة فشلت في التوافق علي موعد محدد للتوجه الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 كدولة غير عضو في المنظمة الدولية بسبب ضغوط خليجية لتأجيل تلك الخطوة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة.

وأشارت المصادر بأن لجنة المتابعة العربية شهدت تباينات في وجهات النظر بشأن موعد ذهاب الفلسطينيين للجمعية العامة للامم المتحدة حيث ايدت اطراف في اللجنة بمن فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن خلفه مصر الذهاب في ايلول القادم الموعد السنوي لانعقاد الجمعية العامة في حين دفعت أطراف خليجية الى تأجيل تلك الخطوة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وأوضحت المصادر بأنه جرى التوافق في نهاية الاجتماع على ان يشرع الجانب الفلسطينيين بتحضير الملفات المطلوبة للتقدم للجمعية العامة لعرضها على اجتماع وزراء الخارجية العرب في ايلول (سبتمبر) المقبل ليقرروا اذا ما كانت التحضيرات كافية للتوجه للامم المتحدة او تأجيل تلك الخطوة لعدة اشهر الامر الذي يعني تأجيلها الى ما بعد الانتخابات الأمريكية.

وأكدت المصادر بان الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا كبيرة على الدول العربية بما فيها السلطة الفلسطينية لتأجيل الذهاب للجمعية العامة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يخوضها الرئيس باراك أوباما، كون تلك الخطوة الفلسطينية والعربية قد تتسبب ببعض الضرر لاوباما في الانتخابات القادمة.

ومن جهته أكد الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ'القدس العربي' الاثنين بأن الفترة الزمنية المتبقية لغاية ايلول القادمة كفيلة باجراء مشاورات لتوحيد الموقف العربي بشأن التوقيت المناسب للذهاب للامم المتحدة، مشيرا الى ان الموقف الفلسطيني الرسمي يؤيد ضرورة الذهاب للجمعية العامة في موعد انعقادها السنوي بايلول (سبتمبر) المقبل وعدم الالتفات للضغوط الامريكية كون الموقف الامريكي بات واضحا بانه لا يمكن المراهنة عليه.

وأضاف 'لا يمكن التعويل على موقف الإدارة الأمريكية بعد الانتخابات، وان الانتظار الى ما بعد تلك الانتخابات غير مفيد' كون الموقف الامريكي بات منحازا بشكل سافر للموقف الاسرائيلي.

واضاف 'صحيح ان الدول العربية تبنت الذهاب للجمعية العامة ولكن لم يتم تحديد موعد على اساس ان تجري مشاورات خلال الفترة القادمة لتحديد الموعد'، مشيرا الى ان تحديد موعد الذهاب للجمعية العامة 'يحتاج الى مجموعة من المشاورات بشكل فوري تتم بموقف فلسطيني عربي مشترك مع الكتل المختلفة في المجتمع الدولي من اجل الذهاب للجمعية العامة لمطالبتها بالاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو'، مضيفا 'واعتقد ان التوقيت الذي يتم الحديث عنه المفترض ان يكون في انعقاد الجمعية العامة في ايلول (سبتمبر) القادم'.

وبشأن وجود خلافات عربية عربية، وفلسطينية عربية بشأن تحديد ايلول القادم موعدا للذهاب للجمعية العامة، وتعارضه مع موقف ادارة اوباما الضاغط باتجاه التأجيل لما بعد الانتخابات الامريكية، قال ابو يوسف 'انا اعتقد ان عدم تحديد موعد محدد هو من اجل ان تجري المزيد من المشاورات ومن اجل ان يكون هناك موقف عربي واسلامي يمتلك الارادة، ويذهب بشكل موحد لمواجهة ما تحاول الادارة الامريكية عمله لافشال الطلب الفلسطيني في الجمعية العامة'.

ومن جهته أبدى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاثنين ترحيبا فلسطينيا بقرارات لجنة متابعة مبادرة السلام العربية عقب اجتماعها مساء الأحد في الدوحة، وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية، 'إن اللجنة العربية أكدت دعمها لخطة الرئيس محمود عباس التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لحصول فلسطين على اعتراف دولة غير عضو'.

وذكر أنه تم الاتفاق على بدء المشاورات وإعداد الملفات لتقديم الملف إلى الاجتماع الوزاري العربي القادم في القاهرة يومي الخامس والسادس من أيلول (سبتمبر) المقبل، مشيرا الى ان موعد تقديم الطلب سيتم تحديده في الاجتماع المقبل للجنة الذي سيعقد في الخامس من ايلول (سبتمبر) المقبل في القاهرة قبيل افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة.

واوضح عريقات بأن عباس وضع اجتماع اللجنة في 'صورة انسداد الأفق السياسي جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين على أساس حدود 1967 ورفض الإفراج عن الأسرى من السجون الإسرائيلية'.

ولفت إلى ان لجنة المتابعة العربية وافقت على طلب عباس تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة على مستوى الأمم المتحدة للتحقيق في ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقال 'تم قبول طلب الرئيس وتكليف لجنة برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية وطاقم الجامعة لإعداد الملفات الكاملة والتشاور مع المجموعات الجيوسياسية وصولا إلى لجنة مستقلة دولية ذات مصداقية'.

وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اعلنت في بيان دعم اللجنة لخطة التحرك التي عرضها عباس عليها والجهود الدبلوماسية لحصول دولة فلسطين على العضوية في الامم المتحدة من خلال مجلس الامن والجمعية العامة وغيرها من المؤسسات والاجهزة الدولية.

وعبر اللجنة في البيان عن شكرها للدول الاعضاء التي اوفت بالتزاماتها المالية في دعم موازنة السلطة الفلسطينية، داعية بقية الدول الاعضاء الى الاسراع بالتزاماتها المالية 'لتمكين السلطة الفلسطينية من الاضطلاع بمهامها في مواجهة ممارسات سلطات الاحتلال وتجاوز الازمة المالية الطاحنة التي تواجهها'.

واشاد البيان ايضا بمبادرة السعودية تقديم دعم مالي اضافي لموازنة السلطة الفلسطينية.

واكدت اللجنة ان استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين 'يتطلب قبول اسرائيل لحل الدولتين على اساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ووقف كافة الانشطة الاستيطانية في الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية'.

كما دانت اللجنة مواصلة الحكومة الاسرائيلية 'لاحتلال الاراضي الفلسطينية وسياسة فرض الامر الواقع على الارض بتكريس الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والتنكر لحل الدولتين على حدود 1967'. واكدت ان 'الاستيطان بكافة اشكاله يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة'. ودعت اللجنة المجتمع الدولية وخاصة اللجنة الرباعية بالتدخل الحاسم الى 'الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان بما فيه القدس ووقف جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين ومحاسبة اسرائيل على تماديها في مخططها الرامي للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية المحتلة'.

وترأس اجتماع لجنة المتابعة العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر، بحضورعباس، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية ووزراء الخارجية، ورؤساء وفود أعضاء اللجنة، ووزراء خارجية كل من: دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، ودولة الكويت.