خبر لغز الألغاز؟!.. مؤمن بسيسو

الساعة 04:28 م|23 يوليو 2012

قضية الكهرباء أصبحت تشكل لغز الألغاز في حياتنا الفلسطينية المعاصرة.

في ظل أزمة الكهرباء، الخانقة القاتلة، أصبح المواطن الغزّي ناقما على كل شيء، وما لم تنتبه الحكومة والجهات المعنية وأولو الأمر إلى حجم ومستوى الاحتقان المتفاعل في الشارع الغزي فإن الأمور قد تنحرف وتخرج عن نطاق السيطرة في أية لحظة من اللحظات.

من حقّ المواطن أن يمارس احتجاجه المشروع على الأزمة الكبرى التي تجتاح حياته وتحيلها إلى جحيم لا يطاق، وأن يجاهر بموقفه الناقد للأطراف المتسببة في حدوث الأزمة، سياسيا وفنيا، على السواء.

المواطن الغزي، صغيرا وكبيرا، شيخا وشابا وامرأة وطفلا، بدا عصيّا عليه فهم المعادلة الحاكمة لأزمة الكهرباء في الوقت الراهن، وبات أشد انشغالا بحل لغز الكهرباء من انشغاله بحل ألغاز ومسابقات رمضان التي يحفل بها الشهر الفضيل.

يتساءل الناس عن سرّ زيادة انقطاع الكهرباء في شهر القرآن، شهر الرحمة والبركة والغفران، في وقت يفترض أن تعزز فيه الكهرباء حضورها أكثر من أي وقت مضى، كي توفر المناخ الهادئ للناس لممارسة الطاعة في أجواء صحية سليمة بعيدا عن الكبت والقهر والاستفزاز الذي يمثله الانقطاع المتكرر للكهرباء في أشد أوقات الصائمين أهمية وحساسية؟!

يتساءل الناس، وهم محقون تماما، عن سبب استمرار الجدول البائس لقطع الكهرباء عن الأحياء والمناطق المختلفة بشكل أشد وقعا وأكثر سوءا، فقد كان جدول الكهرباء في مرحلة ما قبل حلول الأزمة وتوريد الوقود القطري أفضل مما هو عليه الآن، ما يفتح الأبواب أمام عشرات الأسئلة التي تتداولها مجالس الناس والمراقبين دون أي إجابة؟!

وفيما يلي عينة بسيطة من هذه الأسئلة:

- أين تذهب فروق حصيلة كميات السولار الواردة من الأنفاق و(إسرائيل) والوقود القطري ما بين المرحلتين: السابقة والحالية؟

- لماذا لم تبادر الحكومة إلى تشكيل لجنة تحقيق، حقيقية ومسئولة، للنظر بكل دقة وجدية في تفاصيل وملابسات الأزمة، ووضع الحلول لإدارتها فنيا بما يعود بالتحسن النسبي على المواطنين؟

- لماذا لم تتحرك المؤسسات الهامة في البلد، وعلى رأسها المجلس التشريعي، بهدف تقصي الحقيقة الكامنة وراء أزمة الكهرباء بعيدا عن التسليم المسبق الخاطئ بالأرقام والمعطيات التي تقدمها الأطراف ذات العلاقة بالأزمة، ومن ثم إجبار الجهات المعنية على إدارة الأزمة على أفضل وجوهها؟

- لماذا تغيب عن شركة توزيع الكهرباء أبسط البديهيات عندما تبني جداولها على قطع الكهرباء أوقات الإفطار والسحور، ولا ترسمها وفق جداول، منطقية وموضوعية، تراعي المعطى الرمضاني وآثاره الهامة في حياة المواطنين في هذا الشهر الكريم؟ وأين هي الحكومة وسلطة الطاقة من هذا التوزيع الخاطئ العشوائي؟

أزمة الكهرباء هي الأزمة الأولى والأكبر في نظر المواطن الغزي، وبدون حل وتفكيك هذه الأزمة فإن الحديث عن أعمال وإنجازات هنا وهناك يبقى أمرا ثانويا وهامشيا في نظر المواطنين.