خبر دروس سيلمان-هآرتس

الساعة 08:05 ص|23 يوليو 2012

بقلم: أسرة التحرير

قصة موشيه سيلمان الذي شيع جثمانه أمس الى مثواه الاخير بعد أن أحرق نفسه قبل أكثر من اسبوع، لم تكن قصة "مأساة شخصية" فقط، على حد التعريف المتملص والمضلل لرئيس الوزراء. فقد اتخذ سيلمان خطوته الرهيبة في أثناء مظاهرة احتجاجية بعد أن وزع على المتظاهرين رسالة بيانه. وبفعلته اراد أن يطلق صرخة عالية كي يوقظ الجمهور، ليس فقط في ضوء آلام حياته الخاصة، بل في ضوء سياسة الحكومة.

        تدهور سيلمان الاقتصادي لم يكن شاذا في المشهد الاسرائيلي، وليس تجاهه فقط تصرفت السلطات بانغلاق للاحساس. لا ينبغي السماح لصرخته بان تهدأ. يجب ان تواصل صداها. هذه صرخة ضد السياسة الهدامة لحكومة سلم اولوياتها مشوه من الاساس. حكومة تسارع الى اصدار ميزانيات طائلة للمستوطنات بسهولة لا تطاق، من نقل منازل تل الاولبانه وحتى للجامعة في اريئيل، حكومة ميزانية الدفاع فيها مضخمة ومبالغ فيها والمخصصات التي توزعها على الاصوليين عديمة التوازن هي الاخرى، هي حكومة مضادة للمجتمع. فمؤسسة اجتماعية تغلق قلبها في وجه ازمات الفرد، تثقل يدها دون مراعاة وتبعث الناس للسكن في الشارع كشرط لمنح غوث بالحد الادنى، هي مؤسسة مغلقة القلب وغير انسانية. ضد كل هذا احتج سيلمان.

        تتنكر الدولة لمواطنيها ولا تساعدهم عند سقوطهم. شبكات الامان تبسطها للاصوليين والمستوطنين. واساس ميزانيتها تصدره على الامن. اذا لم يتغير سلم الاولويات هذا، فستضيع هباء الدروس من قضية سيلمان ويصبح موته عديم المعنى. وحين بدا بالذات بان الاحتجاج الاجتماعي يذوي، جاءت خطوة سيلمان المتطرفة لتذكر بان شيئا لم يحل وقليلا جدا تغير منذ موجة الاحتجاج في الصيف الماضي. خسارة جدا ان تكون حاجة لخطوة حادة من هذا القدر للتذكير بذلك. ولكن محظور الا تؤدي مثل هذه الخطوة الى تغيير عميق في المجتمع وفي سلم اولوياته. محظور أن ينسى سيلمان ويصبح حالة خاصة وندعو الله الا يتخذ مزيد من المواطنين خطوته اليائسة، مثلما حصل امس في ايهود، وفوق كل شيء محظور تجاهل الصرخة ومحظور نسيانها.