بسبب الاحتجاجات

خبر صحيفة :خلافات بين عباس وقيادات وتهديد باعتقال المتظاهرين

الساعة 06:07 ص|23 يوليو 2012

الحياة اللندنية

كشفت مصادر فلسطينية أن خلافات حادة وقعت بين الرئيس محمود عباس وقيادات فلسطينية على خلفية زيارة وزير الحرب الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز لمدينة رام الله والتي تم إرجاؤها بسبب ضغوط شعبية.

وقالت المصادر لصحيفة الحياة اللندنية إن نقاشات كثيرة جرت خلال اجتماع قيادي فلسطيني رأسه عباس في شأن انتهاك الحريات العامة، ومن بينها الحق في الاعتصام والتجمع السلمي، وحرية الرأي والتعبير والصحافة.

وأضافت أن عدداً من القيادات انتقد بشدة أداء أجهزة الأمن التابعة للسلطة في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية السلمية على بعض المواقف أو الممارسات.

وأوضحت أن الانتقادات انصبت بشدة ضد المفاوضات مع إسرائيل، واستمرار التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية، وطالبت بوقفهما. وأشارت إلى أن معظم المتحدثين خلال الاجتماع دان الاعتداء بالضرب في ثلاثين الشهر الماضي والأول من الشهر الجاري على عشرات المواطنين والصحافيين، من بينهم نساء، أثناء التظاهرة الاحتجاجية على زيارة موفاز التي كانت متوقعة بعدها بأيام قليلة، قبل أن يتم أرجاؤها.

وقالت إن معظم المتحدثين اعتبر ما جرى أمراً خطيراً وغير مقبول، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، على أن تتولى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) مهمة التحقيق في الاعتداءات واستخلاص العبر من النتائج، مشيرة إلى أن الرئيس عباس رفض في البداية وجود الهيئة في اللجنة، ثم وافق لاحقاً.

يذكر أن اللجنة تشكلت بقرار من الرئيس عباس برئاسة رئيس تجمع الشخصيات المستقلة منيب المصري، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، والمفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أحمد حرب.

وقالت المصادر إن قيادياً «فتحاوياً» رفيعاً أشعل ضوءاً أحمر أمام الرئيس عباس عندما قال له إن «هناك توتراً شديداً في الساحة الفلسطينية، وأن الوضع قابل للانفجار في أي وقت»، محذراً «من أن تنزلق الأمور إلى التدهور والخراب وتحويل المعركة مع الاحتلال إلى معركة داخلية فلسطينية».

وأوضحت أن النقاشات احتدت بين الرئيس عباس وعضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» خالدة جرار التي أكدت خلال الاجتماع أن «الفلسطينيين نزلوا إلى الشارع للاحتجاج على المفاوضات مع إسرائيل، ومن ضمنها زيارة موفاز لرام الله، واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال».

وأشارت إلى أن «جرار استعرضت سلسلة طويلة من الاعتداءات على المواطنين المحتجين سلمياً منذ سنوات عدة، ومن بينها اعتداءات على مواطنين أثناء احتجاجهم قرب الحواجز العسكرية الإسرائيلية (التي تقطع أوصال الضفة الغربية)، واعتبرت أنها أصبحت ظاهرة ممنهجة مرفوضة».

ولفتت إلى أن الرئيس عباس «غضب بشدة من كلام جرار، ودافع عن استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، وتوعد باعتقال أي فلسطيني يتوجه للاحتجاج أمام مواقع أو مقار عسكرية إسرائيلية».

وأوضحت أن الرئيس عباس «طالب المجتمعين بعدم إطلاق تصريحات صحافية علنية تخالف أو تتعارض مع رأي الغالبية» التي تهيمن عليها حركة «فتح» في السلطة الفلسطينية.