خبر نبيل خريم. إسكافي مقدسي يحتفي بـ« اليوبيل الذهبي »

الساعة 06:50 ص|20 يوليو 2012

القدس المحتلة

في طريق "خان الزيت" بالقدس العتيقة، ثمة فلسطيني يواصل التأكيد على أن الحياة يمكن أن تعاش على نحو أبسط و أقل سوداوية، بالرغم من كل هذا الجفاف..؛ فقط عندما يقتنع كل منا بأن السماء لونها أزرق...

"السكافي السعيد" نبيل خريم الذي يحتفي بـ"اليوبيل الذهبي" لتسلمه مهنته مذ كان بعمر 13 عاما، يواصل بدأب ودون ملل، رتق الأحذية والحقائب الجلدية المثقوبة وحتى الأحزمة التي تضيق على انتفاخ البطون .

"طالما ظل الناس يدبّون على الأرض، سيبقى لي مكان في هذا العالم"!

 قال المواطن "خريم" الذي بدأ مهنته منذ 50 عاما كمرافق لوالده عندما كان يأتي لمساعدته في المحل الصغير بسوق خان الزيت، قرب "المرحلة السابعة" على طريق آلام السيد المسيح ..ثم ورثها عنه وواصلها دون أن يأبه التخوفات من احتمال انقراضها نظرا لتطور الحياة وعزوف الكثيرين من الناس عن تصليح أحذيتهم ونعالهم أو حقائبهم؛ سواء بسبب تدفق السلع الرخيصة والمستهلكة في الأسواق أو بفعل تحول الناس إلى كائنات استهلاكية، لافتا إلى ان بعض أبناء الفئات الميسورة يرتادون مشغله هم الآخرون؛ سيما عندما يتعلق الأمر بإطالة العمر الافتراضي لحذاء أو حقيبة مرتبطين بذكرى خاصة أو عزيزة.

قال السكافي خريم لـدوت كوم وهو يواظب على مهمته المديدة بين ماكينة خياطة القدم والمسامير والشاكوش ومزقات من "الكاوتشوك" – قال أن مهنته التي تأكل أيامه برتابتها المعهودة صارت أكثر تراثية، غير أنها بالرغم من ذلك ستواصل صمودها مثلما على مدار العقود الطويلة الماضية، حيث يشير باعتزاز إلى أن ابنه إياد الذي تعلم المهنة وأتقنها، قد يواصلها إلى ما شاء الله!

أمام المشغل الصغير حيث يواصل المواطن "خريم" تلبية طلبات زبائنه، تتوقف الأمهات والآباء والفتيات أيضا؛ ينتظرون قليلا ثم يتسلمون أحذيتهم أو حقائبهم الجلدية بعد أن يكون أعادها إلى حالة قابلة للاستخدام من جديد.

"خدمة الناس لا غنى عنها، .. وإذا توفاني الله أو تعبت ، فإن ولدي إياد وأولادي الآخرين سوف يكملون المشوار" ! هكذا قال السكافي في سوق خان الزيت بالقدس، حيث المدينة بالنسبة إليه ".. مكان للحياة و..للموت" !!