خبر يديعوت: كيف سمح نتنياهو لنفسه بتوجيه اتهامات جزافا لحزب الله؟

الساعة 06:17 ص|20 يوليو 2012

القدس المحتلة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، على لسان محللها للشؤون العسكرية، رون بن يشاي، إن "إسرائيل" ترى علاقة وثيقة بين عملية بورغاس وبين المشروع النووي الإيراني، وأنها (إسرائيل) تهدف من وراء ذلك إلى توجيه رسالة للعالم بأنه إذا لم يتحرك العالم لوقف إيران فإن من شأن "إسرائيل" أن تقوم بذلك بنفسها.

واستذكر بن يشاي في هذا السياق تصريح نتنياهو بعد العملية الذي قال فيه "إنه من الممنوع أن تمتلك الدول رقم 1 في العالم في تصدير الإرهاب القدرة الذرية". كما لفت إلى تصريح وزير الجيش إيهود باراك بأنه يجب على العالم أن يمنع إيران من امتلاك القوة الذرية.

واعتبر بن يشاي في تحليله أن تصريحات باراك ونتنياهو هذه وبضمنها تصريح نتنياهو "أن "إسرائيل" سترد بقوة" من شأنها أن تدلل على نوايا رئيس حكومة "إسرائيل" للتأكيد بأن الخيار العسكري، في الشأن الإيراني لا يزال مطروحا على الطاولة. وأنه "من المحتمل جدا أن تقرب عملية بورغاس موعد التنفيذ".

ويرى بن يشاي أن تصريحات باراك ونتنياهو، سواء كانت مرتبطة معا أم لا تشير إلى أن المستوى السياسي في "إسرائيل" يحاول أن يبث للعالم رسالة مفادها أنه إذا لم يتحرك العالم لوقف المشروع الذري الإيراني قريبا، فإن من شأن "إسرائيل" أن تتحرك وتمارس خيارها العسكري.

وكرر بن يشاي اتهامات نتنياهو لحزب الله وإيران، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مصدرا أمنيا "إسرائيليا" رد على تصريحات الرئيس البلغاري أمس بأن الموساد لم ينقل أية تحذيرات بهذا الخصوص للسلطات البلغارية، بالقول إنه كان هناك تقدير بأن حزب الله وإيران يخططان لضرب أهداف "إسرائيلية"، إلا أن هذه التقديرات اعتمدت على إشارات عامة وليس على معلومات وثيقة ودقيقة: فلا تتوفر معلومات لا عن المكان ولا الزمان ولا الهدف، ولا هوية منفذ العملية، لذلك لم يكن ممكنا تحذير السلطات البلغارية.

وفي هذا السياق أشارت صحيفة هآارتس في افتتاحيتها اليوم إلى أن نتنياهو سارع أمس إلى توجيه أصابع الاتهام لإيران وحزب الله في الوقت الذي فضل فيه أوباما التريث إلى حين انتهاء التحقيقات.

وتساءلت الصحيفة إنه على الرغم من أن النظام الإيراني معاد "لإسرائيل" ويعمل دون كلل لضربها، وكذلك حال حزب الله، فكيف سمح نتنياهو لنفسه بتوجيه الاتهامات جزافا، أو على حد قول الصحيفة : كيف عرف نتنياهو بعد ساعتين من وقوع العملية، وبالاعتماد العبثي على أجهزة الاستخبارات المتوفرة عنده، ما لم تعرفه لا هذه الأجهزة ولا هو نفسه قبل وقوع العملية- مما كان يمكن لو توفرت المعلومات حولها من إحباط العملية.

 

وذهبت الصحيفة إلى القول: "إن هذه النقطة تستحق الفحص والتحقيق بهدف استخلاص العبر المهنية وحتى لا تتآكل أكثر فأكثر  المصداقية المهزوزة أصلا لرئيس الحكومة نتنياهو. كما يستحسن أن يتم أيضا فحص دور إسرائيل (وإن كان ذلك يفتقر إلى تقارير رسمية) في جملة العمليات التي ضربت علماء الذرة في إيران: وهل تمت دراسة تورط إسرائيل في هذه العمليات وفق حسابات الربح والخسارة".

 

واعتبرت الصحيفة أنه "على الرغم من الألم والغضب، فإنه لا يجوز لإسرائيل أن تكرر نفس الخطأ الذي جرها إلى شن حربين (في لبنان) على أثر عمليات كهذه. يجب ألا تتأثر معالجة  ملف الذرة الإيراني من عملية بورغاس.