خبر أوائل طلبة « التوجيهي » في غزة: كسرنا حواجز « العتمة » و« الحصار » بتفوقنا

الساعة 08:28 ص|19 يوليو 2012

وكالات

عبر عدد من الأوائل في الثانوية العامة "التوجيهي" عن فرحتهم الغامرة في كسر حواجز الأزمات التي يتعرض لها قطاع غزة على الدوام من حصار خانق تسبب بأزمة الكهرباء وقصف إسرائيلي شبه يومي على القطاع.

وتمكن 19 طالباً وطالبة من قطاع غزة في الفرع الأدبي والعلمي من تحقيق نتائج عالية وضعتهم في قائمة العشر الأوائل على مستوى محافظات فلسطين.

ولم تخفِ الطالبة "أسماء عاهد المقيد" الأولى على الفرع الأدبي في فلسطين، سعادتها البالغة في تحقيق هذا النجاح الكبير بنسبة 99.7%، معتبرةً هذا النجاح انتصار للشهداء وللأسرى الذين خاضوا معركتهم الباسلة في وجه الاحتلال الذي يمارس عدوانه يومياً ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضافت المقيد، في حديث خاص مع مراسل بغزة، لم أكن أتوقع أن أحصد هذه النتيجة، إنها أجواء لا توصف، فرحة عارمة، عندما سمعت اسمي بكيت جداً من شدة الفرح".

وعن ظروف دراستها خلال طيلة العام، أشارت المقيد إلى أنها كانت تدرس على ضوء الشموع في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وأن ذلك لم يثنيها عن الاستمرار في الدراسة، معربةً عن أمنياتها أن تكون الأعوام المقبلة أفضل بالنسبة للطلاب على صعيد إيجاد حلول لأزمة الكهرباء وتوفير سبل الراحة للطلاب.

وعن تطلعاتها المستقبلية، قالت المقيد أنها ستدرس في الجامعة الإسلامية - قسم لغة عربية، وأنها تتمنى أن تصل لأعلى المستويات العلمية.

من جهتها، قالت الطالبة "أماني شمعة" التي حصدت المركز الأول مكرر في الفرع الأدبي، أن حالة من البهجة والسعادة غير العادية تحيط بالمنزل وسط إطلاق للألعاب النارية وتوزيع الحلوى.

وأضافت في حديث لـ ، "منذ بداية العامة كنت أدرس بجد واجتهاد دائم وكنت أتمنى أن أحصل على درجة عالية وأن أكون من الأوائل، وكنت لما أشاهد الطلبة قبلي ويتم إلقاء أسمائهم على الهواء مباشرة أمام العالم، كنت أتمنى أن أكون مثلهم وها هي أمنياتي تتحقق بحمد الله".

وتابعت، "أنا سعيدة جداً، كنت أدرس وأحضر يومياً وفي الفصل الثاني تضاعفت دراستي ووصلت إلى 12 ساعة أو أكثر وبشكل متواصل، ورغم الضغط كنت أفعل كل ما يمكنني فعله من أجل الوصول لهذا اليوم، كان أهلي يوفرون لي كل شيء، ورغم ظروف أزمة الكهرباء وفر لي والدي مولد كهرباء كي أتمكن من الدراسة على الدوام، وبحمد الله شعور لا يوصف ما وصلنا إليه".

فيما أعرب والدها "أسامة"، عن فرحته وسعادته بما حققته ابنته، وقال لـ ، "كنت أتابعها وكانت تجتهد وتسهر الليالي ووفرنا لها كل الظروف وسبل الراحة وكانت كل طلباتها مجابة وتم تهيئة الأجواء لها في البيت والحمد لله حققت أمانينا وأمانيها".

فيما قالت والدتها، "شعور لا يوصف، لم أتصور مثل ذلك، كنت أتطلع لأن تكون ابنتي في هذا المقام ومن الأوائل وتحصد نتيجة عالية والحمد لله نجحت في ذلك، وهي تخطط للدراسة في الجامعة الإسلامية - تربية انجليزي.

الطالب "مؤمن هاني الخطيب" من مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطي، والذي حصد المرتبة العاشرة على القسم العلمي بنسبة 99.5، أهدى هو الآخر نجاحه لشهداء وجرحى وأسرى فلسطين.

وقال في حديثه لـ ، "النتيجة صدمتني، لم أكن أتوقع أن أحصل على هذه النتيجة، كنت أتوقع نتيجة أقل بقليل، ولكني وفقت بحمد الله، وأجواء فرح تعم البيت ومنطقة سكناي".

وعن تطلعاته المستقبلية، قال "ربما سأدرس الطب، كنت أتمني دراسة الفيزياء خارج فلسطين ولكن والدي رفض هذه الفكرة، ولذلك سألجأ لدراسة الطب".

وحول ظروف دراسته رغم الأجواء التي تحيط بالقطاع، قال مؤمن، "كنت أدرس على "أضواء الشاحن" بسبب انقطاع الكهرباء على الدوام، ولكن الإنسان عندما تكون ثقته بالله أكبر يُصبح بإمكانه كسر كل الحواجز من حوله سواء على الصعيد العام أو الخاص".