خبر التحذير هو الافضل دوما.. يديعوت

الساعة 08:18 ص|19 يوليو 2012

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: على اسرائيل ان تخرج من نقطة انطلاق مفادها أن أمامنا موجة عمليات من هذا النوع وان لم تكن هناك اخطارات ملموسة. يجب بعد الحدث في بلغاريا أن تتوقف قيادة مكافحة الارهاب عن الخوف من النقد. عندما يكون هناك شك في ضرورة التحذير – فانه لا يكون شك: الافضل دوما هو التحذير  - المصدر).

الآن يوقفون الرحلات الجوية. وهذا يسمى حكمة فات أوانها. فقبل اسبوع، بعد احباط محاولة العملية في قبرص والذي نال الكثير من الثناء، كان ينبغي للمحترفين في قيادة مكافحة الارهاب ووزارة الخارجية أن يرفعوا علما أحمر. دون أي فزع. ببساطة ان يرفعوا الوعي العام لامكانية وقوع عمليات في مواقع الاستجمام الشعبية، الدائمة، للاسرائيليين في خارج البلاد: اليونان، ايطاليا، رومانيا، بلغاريا، قبرص وما شابه.

عندما ننشغل بالاخطارات للجمهور في مجال مكافحة الارهاب، فان دخانا قليلا يبرر اخراج المعدات الوقائية من المخزن. من الافضل الخطأ بتحذير السفر والتعرض الى النقد العام على اخافة الاسرائيليين – من الوقف الدراماتيكي لـ 11 خط طيران بعد وقوع عملية.

عشية بدء موسم السياحة جاء اخطار عام لشركات الطيران والسفن الاسرائيلية عن استعدادات لتنفيذ عملية ضد سياح اسرائيليين في صورة ضرب باص. ولم يكن هذا اخطارا ملموسا: فلم يكن هناك تحديدا لمكان او زمان دقيقين. وكل شركة اتخذت اجراءاتها الخاصة. شركات سفن سائدة أكثر في الدول التي ترسو فيها، اتخذت اجراءات أكثر اهمية من شركات الطيران التجاري على أنواعها مثلا – والتي في بعضها ليست اسرائيلية على الاطلاق.

بعد العملية في قبرص كان يمكننا أن نفكر ببراءة بان الاخطار بعملية في باص قد تحقق، ولعله يمكن العودة الى أعمالنا كالمعتاد. هذا هو الخطأ الاكبر. العملية اياها كان يفترض أن تؤشر لنا بالامر المعاكس، في أنه قد تكون هذه بداية موجة عمليات مثل تلك التي وقعت في بداية السنة ضد ممثليات اسرائيلية في الخارج.

كما يمكن لنا ان نتعلم من العملية في قبرص ومن التحقيق مع المخرب الذي القي القبض عليه ان خلية حزب الله بحثت عن المسارات الدائمة التي يتخذها السياح الاسرائيليون، مجموعة إثر مجموعة. فالاسرائيليون يستخدمون باصات لشركات ثابتة وبارشاد مرشدين دائمين يقلوهم الى فنادق دائمة. وأجهزة الشرطة المحلية تتصرف ايضا بروتين دائم. يمكن معرفة متى ستظهر الباصات واين سيكون هناك شرطة نشيطون أو أقل نشاطا. مع معلومات كهذه لا يمكن فقط زرع عبوة بل وباص مفخخ ايضا.

ادعاءات الجهات الرسمية في بلغاريا عن عبوة ناسفة وصلت في رحلة جوية من اسرائيل مرفوضة من أساسها. فاذا كانت منظمة، كحزب الله مثلا، تنجح في ادخال عبوة الى طائرة، لكانت فجرتها في الجو وحققت أثرا أليما ودراماتيكيا لسنوات.

العملية أمس كانت بسيطة جدا نسبيا من نوع الاحداث التي تكشف قيود الاستخبارات. اذا كانوا في قبرص عرفوا الى أين يوجهوا العيون لتحديد الهدف والنار بدقة، ففي بلغاريا كان بوسعهم ان يقدروا بانه يوجد هدف – ولكن ليس أكثر من ذلك. ولما كانت الاستخبارات محدودة فقد كانت حاجة الى تشديد الحراسة ورفع وعي السياح. الاسرائيليون شكاكون – اعطهم تحذيرا، وهم لن يتراجعوا الى أن يعثروا على صاحب الحقيبة الزائدة.

بالمقابل، فان الحماية الجسدية يفترض أن تقدمها السلطات المحلية. حكومة اسرائيل تحمي مؤسسات وطنية وبعثات رسمية – ولكنها لا تحمي السياح في الخارج. هنا يفترض أن يجد تعبيره التعاون مع محافل الاستخبارات والشرطة المحلية، وقدرة اسرائيل على التأثير على هذه الجهات كي تجتهد اكثر. في المكان الذي يتجول فيه الاسرائيليون بشكل دائم واجهزة الشرطة المحلية لا تتحمس لبذل الجهود – يجب ايجاد حلول اخرى: تدريب حراس محليين، استئجار حراسة خاصة وما شابه.

على اسرائيل ان تخرج من نقطة انطلاق مفادها أن أمامنا موجة عمليات من هذا النوع وان لم تكن هناك اخطارات ملموسة. يجب بعد الحدث في بلغاريا أن تتوقف قيادة مكافحة الارهاب عن الخوف من النقد. عندما يكون هناك شك في ضرورة التحذير – فانه لا يكون شك: الافضل دوما هو التحذير.