خبر اسرائيل ستضطر الى قرار صعب.. اسرائيل اليوم

الساعة 08:17 ص|19 يوليو 2012

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: محظور ان يلغي الامر الملح الامر الهام: في السياق الايراني هذا هو النووي، وفي السياق اللبناني هذا لن يحصل في اعقاب عملية فتاكة بل بسبب وسائل قتالية استراتيجي، قد تهدد ليس فقط مجموعة سياح بل تهددنا جميعا، وعلى قرب شديد - المصدر).

العمليتان أمس، ضد قيادة الحكم السوري وباص السياح الاسرائيليين في بورغاس، كفيلان بان يلزما اسرائيل بان تتخذ قريبا، وربما في غضون أيام قرارا صعبا: هل تبادر الى خطوة هجومية في لبنان. هذا بالضبط ما ستبحثه هذا الصباح القيادة الامنية، التي ستنعقد في وزارة الدفاع في تل أبيب، بداية لدى رئيس الاركان وبعد ذلك لدى وزير الدفاع. على جدول الاعمال تخوف واضح، فوري، من انهيار سريع للحكم في دمشق ونقل وسائل قتالية متطورة الى لبنان.

في اسرائيل يعتقدون بان قتل كبار رجالات جهاز الامن السوري، ولا سيما اصف شوكت، صهر بشار الاسد، والرجل الذي "عالج" نيابه عنه قمع الثورة، هز اركان الظام. فليس فقط فقد الاسد بعض من أقرب مقربيه، بل من الان فصاعدا لن يعتمد على احد؛ كل حارس سيصبح قاتلا محتملا، كل مقرب فارا محتملا. بمساعدة علي مملوك – حتى أمس رئيس الامن العام ومن الان فصاعدا رجل المهام الخاصة – سيحاول انقاذ الوضع، ولكن عينا واحدة ستبقى يقظة كل الوقت نحو الطائرة التي ستخرجه مع عائلته الى روسيا، التي وعدته منذ الان بملجأ.

متى سيحصل هذا؟ لا خلاف على السطر الاخير – الاسد سيرحل. الجدال بين الخبراء هو حول مسألة اذا كنا في بداية النهاية أم في منتصفها. في اسرائيل لا يعتزمون التدخل، الا اذا حصل واحد من سيناريوهين: ان توجه النار ضدنا (احتمال منخفض جدا) او ان ينتقل سلاح استراتيجي الى لبنان، مع التشديد على أربع منظومات اساسية، حسب الترتيب التالي: وسائل قتالية كيماوية وبيولوجية؛ منظومات متطورة مضادة للطائرات (SA17 وSA22)؛ صواريخ بعيدة المدى (مع التشديد على سكاد دي)؛ صواريخ شاطيء  - بحر متطورة (من طراز ياخونت).

صحيح حتى يوم أمس الاسد يسيطر على هذه المنظومات الاربعة، بمساعدة نشطة من محافل حزب الله والحرس الثوري الايراني. في لحظة الانهيار سيكونون مطالبين بان يقرروا اذا كانوا سيأخذون المخاطرة ويبقون السلاح في سوريا، مع العلم انه قد يقع في ايدي النظام الجديد، الذي قد يكون اقل ودا لهم، او ينقلوه الى لبنان – فيخاطرون بهجوم اسرائيلي. في جهاز الامن أوضحوا منذ الان صراحة بان نقل وسائل قتالية كيماوية الى حزب الله هو سبب لحرب، والتشديد الان هو على اليقظة الاستخبارية التي تسمح بالمعرفة الدقيقة متى وأين سيحصل هذا.

والى وجع الرأس هذا دخلت امس العملية في بلغاريا. معلومات مسبقة لم تكن، ولكن علامات الاستفهام غير موجودة ايضا: كل الخبراء قدروا أمس بان حزب الله هو المسؤول (رئيس الوزراء قرر ذلك صراحة في ظل القاء المسؤولية على سيده الايراني).

منذ أربع سنوات واربعة اشهر ومنظمة حزب الله تحاول الثأر لتصفية قائدها العسكري عماد مغنية. حتى الان منعت من ذلك بجهد استخباري كبير قاده الموساد، بالتعاون مع جملة أجهزة استخبارات في العالم. حصاد الاسابيع الاخيرة يدل كم هو حزب الله متحمس للعمل، يكاد يكون بكل ثمن: في بداية الشهر القي القبض على نشيط له يعد لعملية في كينيا، وقبل اسبوع – في قبرص. اما بلغاريا فكانت في بؤرة اخطار في بداية السنة، واهداف اوروبية ايضا. وبالنظر الى حقيقة أن حزب الله أعد "ملفات عمليات" عن عشرات الاهداف الاسرائيلية واليهودية في العالم واسرائيل لا يمكنها أن تدافع عن كل مواطن يسافر الى الخارج، فان عملية امس كانت محتمة تقريبا. يمكن فقط العجب لماذا لم تنفذ من قبل.

خبراء جهاز الامن الذين سافروا هذه الليلة الى بورغاس للتحقيق في العملية الى جانب سلطات الامن البلغارية، سيفحصون بقايا العبوة لعلهم يجدون اوجه شبه بعبوات وضعت اليد عليها في تايلندا وجورجيا. هذا سيساعد في تعزيز "المؤامرة الايرانية" واللبنانية، ولكن حتى لو وجد "المسدس المدخن" حقا فان اسرائيل ستجد صعوبة في الرد.

إذ رغم المشاعر المتلظية، رغم الالم والغضب والخوف من عمليات اخرى، محظور ان يلغي الامر الملح الامر الهام: في السياق الايراني هذا هو النووي، وفي السياق اللبناني هذا لن يحصل في اعقاب عملية فتاكة بل بسبب وسائل قتالية استراتيجي، قد تهدد ليس فقط مجموعة سياح بل تهددنا جميعا، وعلى قرب شديد.