خبر فتح.. خلافات تنتظر معجزة الإصلاح

الساعة 04:32 م|18 يوليو 2012

وكالات

لا تخلو وسائل الإعلام الفلسطينية يومياً من أخبار عن استقالات وخلافات داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في قطاع غزة، في ظل محاولات للإصلاح تعتري طريقها معوقات داخلية كثيرة.

ففتح التي كانت تعتبر الفصيل الأول فلسطينياً والتي احتكرت الحكم في فلسطين لسنوات، أنهكتها كثرة الخلافات بين قادتها الكبار والاصطفافات التي خلفتها تلك الإشكاليات، ودفع المنتمون لفتح ثمنها.

وفي الأشهر القليلة الماضية، غير القائد العام لفتح رئيس السلطة محمود عباس أكثر من مرة المسؤولين عن إدارة وقيادة الحركة في القطاع، في خطوة يراها المُعيَنون أنها إصلاحية، فيما يراها غيرهم أنها انتقامية.

مستفيدون مطرودون

من ناحيته، قال نائب المفوض العام لحركة فتح في القطاع يحيى رباح إن بعض المستفيدين من فتح بعدما تمت تنحيتهم يروجون الآن أن لا تنظيم موجودا وأن الحركة لا شيء بدونهم لذلك هم يحاولون تصدير الأزمة للإعلام.

وأوضح رباح في حديث للجزيرة نت أن حركة فتح بدأت خطوات جدية نحو ترتيب صفوفها الداخلية وإنهاء مظاهر الاستفراد وتهيئة الأجواء الداخلية، منها منح جيل الشباب مكانا مميزاً في الحركة.

وأشار رباح إلى أن بعض رافضي القرارات الأخيرة في فتح -التي استهدفت أصحاب المصالح الشخصية- يحاولون تأجيج الخلاف الداخلي ويسعون بكل جهد إلى إظهار حركة فتح منقسمة وبلا قيادة طمعاً في إعادتهم لمناصبهم.

ورفض رباح الحديث عن تفاصيل التغييرات الداخلية والخطط التي أعدت لمواكبة التطور التنظيمي لفتح، لكنه شدد على أن الحركة ستستمر في برنامج الإصلاح ولن تتراجع عنه تحت أي ظرف من الظروف.

لا رغبة بالإصلاح

في المقابل، عزا قيادي بحركة فتح -اشترط عدم ذكر اسمه- الأزمة في الحركة إلى عدم وجود رغبة حقيقية لدى الرئيس عباس بإصلاح الأوضاع في غزة التي حُملت أوزار الانقسام وفشل التصدي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن كل ما قامت به فتح لصالح غزة لا يعدو كونه ردات فعل، فالتنظيم الفتحاوي يعاني من ديون فائقة ويعاني من خلل بنيوي، وغياب القيادة على الأرض.

ونبه إلى أن محاولات إحياء فتح في غزة لن تنجح طالما لم يتخذ قرار مدعوم بالمال والإرادة الصادقة لإنهاء الوضع المزري الذي تعيشه الحركة، ولإيجاد فرصة تستطيع من خلالها قيادة التنظيم الجديدة التغلب على الصعاب الموجودة.

وأشار إلى أن فتح في القطاع تعاني مشكلة متراكمة من الخلافات مع قيادة الحركة في قطاع غزةبعد أن حملتها كثيراً تبعات صراعات الكبار، في إشارة إلى الخلاف الأخير بين عباس والقائد الفتحاوي الذي أقيل من منصبه محمد دحلان.

الانتخابات الداخلية

بدوره يرى الصحفي والمدون المقرب من حركة فتح هشام ساق الله أن أفضل حل لأزمة الحركة هي إجراء الانتخابات التنظيمية الداخلية وتطبيق النظام الداخلي للحركة.

وقال ساق الله في حديث للجزيرة نت إن النتائج بعد إجراء الانتخابات الداخلية ستحدد أوجه وسمات القيادة التي يريدها الشخص المنظم في حركة فتح، مشيرا إلى أن تجربة حركة حماس في الانتخابات الداخلية التي تتسم بالسرية ماثلة للعيان.

وبينّ ساق الله أنه بهذه الطريقة تكون فتح قد ضخت الدماء في عروق الحركة وتنهي بذلك عهد التعيين التنظيمي وفق حسابات ضيقة منها المحسوبية وثقافة "المندوبين"، حسب تعبيره.

ودعا ساق الله إلى وقف التعيينات في الحركة بكل المستويات والاستناد إلى النظام الأساسي لفتح وإجراء الانتخابات لكل المستويات، مشيراً إلى أن القيادة في تراجع مستمر منذ أن انعقد المؤتمر السادس لفتح في بيت لحم قبل ثلاث سنوات.

الجزيرة نت ..