خبر طلاق مبكر- يديعوت

الساعة 09:00 ص|18 يوليو 2012

بقلم: ناحوم برنياع

ان الطلاق أمر شائع عندنا. ويقولون ان الزوجين احيانا يختاران الطلاق قبل قضاء ديون البنك. ويكونان في ليلة العرس على يقين من ان بعضهما وجد بعضا. ويتبين لهما في الغد ان هذا الوجدان ليس وجدانا كبيرا. وهما يتحدان في العرس بسعادة أمام عدسات التصوير لكنهما في الطلاق يتحدثان بتوسط محامين.

ظهر الرباط بين نتنياهو وموفاز منذ أول يوم بمظهر زواج مصلحة، فقد رأى موفاز الانضمام الى الائتلاف سلما يهرب عليه مؤقتا من حكم الناخب؛ وأراد نتنياهو ان يبرهن على انه يسيطر على الجميع فليس له خصوم ولا منافسون.

وقد اخطأ كل واحد منهما في تقدير الثاني: فقد أفرط نتنياهو في تقدير يأس موفاز ولم يفهم ان السائس اليائس ايضا يمكن ان يكون ذا باعث. واخطأ موفاز في تقدير نوايا نتنياهو، فقد اعتقد ان نتنياهو ضم كديما عن قصد الى فعل شيء. ولم يدرك ان نتنياهو ضم كديما كي لا يفعل.

 

ليسا زوجين شابين عرف بعضهما بعضا مساء العرس بل كان يفترض ان يعلم كلاهما قبل ذلك مع من يدخل الى ظلة الزفاف وماذا يعطي وماذا يأخذ. لم يكن سحر كبير في زواجهما ولا يوجد سحر كبير في الطلاق. وقد اخطأ الاثنان وخسر الاثنان. ويستطيع موفاز ان يعزي نفسه بأن نتنياهو خسر أكثر لا لأنه أعظم ذنبا بل لأن عنده قدرا أكبر من الأملاك عند الجمهور مما عند موفاز، فلنتنياهو ما يخسره.

ان الاتفاق الذي أدخل كديما الى الائتلاف ذكّر بأربع قضايا التزم نتنياهو ان يدفع بها الى الأمام في الشراكة مع كديما. الاولى تجنيد الحريديين، وقد تبنى موفاز هذه القضية تبنيا قويا ولم يرها امتحانا عاليا لاستعداد نتنياهو لمعاونته ومعاونة كديما فحسب بل امتحانا لزعامته هو ايضا. وقد كرر قوله إن "التجنيد جزء من المورث الجيني للمجتمع الاسرائيلي". وكان يفترض ان يعيد النجاح في هذه القضية الى كديما جموع الناخبين الذين تركوه منذ كانت الانتخابات.

بحث نتنياهو عن طريقة للتغلب على ازمة التجنيد من غير ان يزعزع السفينة، وظن ان الواقع سيفعل فعله بايقاعه وان القانون سيُصاغ بحيث لا يُشوش. وقد أراد ان يجند الحريديين بقدر لا يقل عن ارادة موفاز أو بلاسنر أو المتظاهرين الذين جاؤوا قبل اسبوعين الى باحة متحف تل ابيب، بيد أنه ظن بخلافهم انه سيتوصل الى ذلك من غير ان يُحدث ازمة ونسي انه لا توجد وجبات بالمجان.

وأوضح له رئيس الائتلاف زئيف ألكن ان كديما ليس حزبا لأن فيه شعبتين الاولى معنية بالاتصال بالليكود بكل ثمن والثانية غير مستعدة للاتصال بالليكود بكل ثمن، وفي الوسط سلسلة من اعضاء الكنيست يهتمون بمستقبلهم الشخصي.

وكان هذا التحليل صحيحا، وكان العلاج مخطئا. ولم يكن الرسم الذي صاغه إلكن للقانون الجديد يمكن ان يقبله المتظاهرون من اجل التساوي في العبء. وقد صاغ بوغي يعلون الذي دُعي لخدمة العلم خطة منه مع حساب مفرط ايضا للظروف القاهرة عند الساسة الحريديين. ولم تصمد هذه الخطة ايضا. ان التجنيد من القضايا التي تحتاج الى تصميم وقدرة على الحسم لا الى الهوادة والقدرة على المداورة. ولم يدع نتنياهو لموفاز سوى الخيار التالي: إما ان يستكين ويبقى في الحكومة ذليلا بلا تأثير مع حزب مقلص ضئيل الشأن وإما ان يترك.

شاعت في الايام الاخيرة اشاعات غيرت ميزان القوى الداخلي في كتلة كديما البرلمانية، وهي ان النضال من اجل التجنيد يقوي كديما في استطلاعات الرأي العام. وان هناك احتمالا للتوصل الى عشرة نواب أو ربما أكثر. ومن جهة ثانية يُضر استمرار التفاوض بكديما في استطلاعات الرأي العام. واحتمال ان يعرض الليكود عليهم مناصب في الكنيست التالية صفر. وفي هذه الظروف انتقل الضغط من اليمين الى اليسار وفقد تساحي هنغبي وداليا ايتسيك اللذان ضغطا للاستمرار في التفاوض والبقاء في الائتلاف نقاطا، وقوي اولئك الذين ضغطوا للخروج.

وفي التصويت بت كديما الامر بـ 25 اصبعا مقابل 3 تؤيد ترك الائتلاف. وهذا العدد مضلل، فقد عاد الى المعارضة ضعيفا ومنقسما وشكاكا في زعيمه بقدر لا يقل عما كان من قبل.

يعود جو الانتخابات وقد يكون ذلك في الشتاء أو في الربيع، ومن شبه المؤكد ان يكون قبل الأجل المسمى بالقانون. ويعلم نتنياهو ان الزمن يعمل في غير مصلحته. فهو يعمل في غير مصلحته في الاقتصاد والأمن والعلاقات الخارجية، فيحسن به ان يمسك بالناخب قبل ان يهرب.