خبر ينسحبون مع علم في اليد- معاريف

الساعة 08:59 ص|18 يوليو 2012

ينسحبون مع علم في اليد- معاريف

بقلم: مزال معلم

        (المضمون: نتنياهو، الرجل الذي على الورق كانت له ثلاثة ائتلافات مختلفة، يمكن أن يجد نفسه بعد الانتخابات التالية متعسرا في تشكيل حتى ولو ائتلاف واحد - المصدر).

        بنيامين نتنياهو كان سيعطي الكثير كي يعود الى الليلة اياها في بداية أيار، والتي اغري فيها على ضم كديما الى حكومته، فقط كي يعيد عجلة الانتخابات الى الوراء.

        ظاهرا، عاد نتنياهو أمس الى نقطة البداية، الى ائتلافه الاساس مع الاصوليين ، ليبرمان وباراك، والذي وفر له الاستقرار على مدى ثلاث سنوات، غير أن هذا لم يعد ذات الائتلاف او ذات رئيس الوزراء.

        مغامرة كديما التي ظهرت في البداية كصفقة حياته، كابداع سياسي لامع، اتضحت كلما تعقدت أزمة تجنيد الاصوليين في الاسبوعين الاخيرين بانها خطأ رهيبا.

        بفضل نتنياهو، شاؤول موفاز وكديما يخرجان من هذه الشراكة مع علم في اليد. فقد حظوا أخيرا بأجندة لم يتمكنوا من ايجادها على مدى ثلاث سنوات في المعارضة. وهكذا فان كديما قد يتفكك في الانتخابات القادمة، ولكن في طريقه الى الاسفل سيلحق اضرارا بنتنياهو، يصعب الان تقدير حجمها. في المعركة الانتخابية التالية سيكون نتنياهو الرجل الذي استسلم للاصوليين على حساب المشاركين في الخدمة. هذه هي الرواية التي بدأت تثبت في وعي الجمهور العادي في الوسط على جانبيه، بما في ذلك بين مصوتي الليكود.

        باعتداده، أخطأ نتنياهو في فهم موفاز. فقد افترض أن رئيس كديما لن يترك بأي حال الحكومة وانه سيجد الصيغة المناسبة. عمليا، كان واثقا من ذلك. واثق لدرجة أنه سمح لنفسه بان يهين، يخضع وينكل بموفاز. نتنياهو يمكنه أن يقول المرة تلو الاخرى ان موفاز  عرقل قانونا تاريخيا لاعتبارات سياسية ضيقة، ولكن في السطر الاخير – كيفما نظرنا الى ذلك فانه خشي من ثأر الاصوليين. فقد التصق بالمعروف والآمن. اما موفاز، الرجل الذي فقد الثقة الجماهيرية التي كانت له، فقد نهض وفي النهاية ضرب ضربته. يوم الخمس سيعود الى موقع رئيس المعارضة وسيواصل ملاحقة نتنياهو في تجنيد الاصوليين وغيره.

        نتنياهو كان يمكنه أن يكون الان قبيل نهاية معركة انتخابات قصيرة وناجحة، بل وقبل رأس السنة كان سينتخب للمرة الثالثة لرئاسة الوزراء. وبعد ذلك كان يحتاج فقط الى أن يختار من يضم الى حكومته. مشاكل ملوك. ولكن ابتداء من يوم أمس يوجد رئيس الوزراء في وضع سياسي جديد. من الان فصاعدا يعمل في ظروف من انعدام اليقين.

        تقديم موعد الانتخابات بشكل فوري غير وارد بسبب اقتراب الموعد من التفجير مع كديما. والامر الاخير الذي يحتاجه الان هو انتخابات على قانون طل، فيما ان الاحتجاج الاجتماعي يتخذ وجهات غير متوقعة. وعليه، فسيحاول نتنياهو التوجه الى الانتخابات في موعد بعيد قدر الامكان عن أحداث الاسابيع الاخيرة، ولكن قريب بما يكفي كي لا يتآكل ولا ينجر الى حروب الميزانية، وهذا من شبه المؤكد سيحصل في بداية 2013.

        الاشهر حتى ذلك الحين ستكون حرجة بالنسبة له. في وسط – يسار الخريطة السياسية تعمل منذ الان قوى جديدة وقديمة. يئير لبيد، شيلي يحيموفتش، حاييم رامون، تسيبي لفني، شاؤول موفاز وكديما. في هذا المجال يوجد جمهور يبحث عن بيت، يوجد جمهور ناخبين لم يكلف نفسه في المعارك الانتخابية الاخيرة التصويت والان كفيل بان يحتج من خلال صناديق الاقتراع. اما نتنياهو، الرجل الذي على الورق كانت له ثلاثة ائتلافات مختلفة، يمكن أن يجد نفسه بعد الانتخابات التالية متعسرا في تشكيل حتى ولو ائتلاف واحد.