خبر كلنا سيلمان- يديعوت

الساعة 09:21 ص|16 يوليو 2012

كلنا سيلمان- يديعوت

بقلم: يغئال سيرنا

        (المضمون: في اسرائيل يُداس الضعفاء والفقراء ويزداد أرباب المال ممن يسلبون الضعفاء حقوقهم ومالهم غنى وثروة - المصدر).

        يكثر هنا أشباه سيلمان. فأنا أتلقى في كل اسبوع رسالة سيلمانية مع نفس الكلمات حقا، وتتغير الأسماء احيانا. وفي كل اسبوع تأتي رسالة بؤس يائس كهذه من اسرائيلي عمل كالحمار وحاول كل شيء ونهض وسقط وسُلب وظُلم ولم يحظ بمساعدة. وانسان آخر بلغ شفير الهاوية ودفعه من الخلف سالبون وظالمون، وتأمين وطني وديون عن لا شيء تكبر بسبب الطمع.

        وكل ذلك في بلد يأخذ فيها أرباب مال مدعومون اموال التقاعد لمئات الآلاف ويخسرون في صفقات عقارية ويطلبون اقتطاع مليارات مع اقلاعهم في طائراتهم الخاصة ويحصلون على ذلك بصورة سهلة. لكن كُن مدينا بأربعين ألف شيكل لبنك أو للتأمين الوطني في اسرائيل في 2012 وانظر ماذا يكون الاقتطاع.

        ان موشيه سيلمان قد جُعل مستخذيا قبل ان يحرق نفسه.

        من بين جميع اولئك الذين يرسلون رسائل باسلوب سيلمان، في الحافلات مع حنجرة يخنقها الأسى وغضب وخوف، الى آخر صحفي والى الرئيس في العمل والى الملاذ المقنط لمحقق صحفي يبدأ برنامجا في التلفاز – تبين لي ان كثيرين جدا منهم هم ممن أصابتهم المعارك. فهم الضحايا السريون الأشباح لصراعات هذه البلاد من اولئك الذين لم يضحوا بشبابهم فقط بل باستقرارهم وبصحتهم النفسية، وحينما اتجهوا لطلب مساعدة وغوث، ويد مساعدة معزية، أو عاملة اجتماعية أو قضاء للدين وتخفيف، صدهم عن ذلك موظف بليد الحس. موظف بليد الحس يؤيده جهاز دولة أسقطت عن نفسها كل مسؤولية عن حياتنا.

        يضع كثيرون أصابعهم على خطة استقرار الجهاز الاقتصادي في 1985 حينما بدأت الدولة تجعل نفسها مستقرة وذوي امتيازها المقربين باغراق فقرائها ومتوسطيها قبل بيبي بزمن بعيد. وعنده أصبح كل شيء سريعا فقط وأصبح ظاهرا وصارما بلا أية شفقة وخجل.

        في هذا البلد الذي كانت نهضته تقوم على التكافل والى اليوم وقد أصبحت مخصخصة حتى عنقها، تجبي ثلاث سنوات مجانية من أبنائها، أصبح التكافل شعارا فارغا. ومن كان يبحث عن أشباه سيلمان فلينظر في المكان الذي نشب فيه الاحتجاج العادل جدا على السلب وسلطة الشره، وليقف في جادة روتشيلد أمام واحد من مطاعمها المليئة بجُناة الرسوم وأشباههم ولينظر في غضون ساعة الى عشرة من أشباه سيلمان وقد انطفأت نظراتهم وهم يجمعون الزجاجات ويحاولون ان يطفوا بما بقي من قوتهم وكرامتهم فوق الماء من غير ان يمسوا بالغير ومن غير ان يسرقوا أو يحرقوا مكتبا حكوميا لغضبهم. انهم يجمعون الزجاجات بحيث يتحصل في أيديهم آخر النهار مبلغ يكفي بصعوبة لملء وعاء ماء المناديل في النافذة الأمامية المترفة لمدير صندوق مالي يوجد هناك.

        تحيا أشباه سيلمان على ارض راجفة مسلوبة. فالمال الذي كان يفترض ان يزودهم بشبكة أمن وبحياة معقولة في البلاد التي هي غنية بقدر يكفي الجميع، إن هذا المال يُجذب جزء منه الى اقتصاد الطُفيليين والجزء الأكبر منه الى مشاريع عبثية تجذب مئات مليارات الشواقل لانشاء دولة "يشع" اليهودية حيث يعيش اليوم اسرائيليون عددهم كعدد سكان مدينة متوسطة، لكن ميزانيتها على مر السنين تشبه ميزانية كل دولة الرفاهة التي ضاعت هنا.

        اذا أردتم ان تكونوا ذوي إسفاف حقا وان تفكروا فيما يشبه دين سيلمان المحروق، فانكم تستطيعون ان تقولوا انه يكفي ما في غلاف مالي واحد انتقل هنا من يد الى يد، لقضاء كل ديونه. لكن المغلفات الحلال لا تصل أبدا الى أيدي أشباه سيلمان. لأنهم ربما لا يقفون في المكان الذي يقف فيه الحاصلون على مغلفات الصدّيقين بسبب خطاياهم.