للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية

خبر السلطة فشلت في في حشد تأييد التكتلات الدولية للتوجه للجمعية العامة

الساعة 06:48 ص|16 يوليو 2012

رام الله

أثار تعثر الجهود الفلسطينية في حشد دعم التكتلات الدولية للتوجه الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة لمطالبتها بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة غير عضو نتيجة تقاعس الدول العربية عن ممارسة نفوذها المالي والاقتصادي والسياسي غضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سارع لدعوة لجنة المتابعة العربية لعقد اجتماع لها في 22 الشهر الجاري لبحث ذلك التعثر الفلسطيني نتيجة التقصير العربي الرسمي.

واوضحت مصادر فلسطينية مطلعة لـ'القدس العربي' الاحد بأن البعثة الفلسطينية العاملة في الامم المتحدة لم تنجح في الحصول على ضمانات من بعض التكتلات الدولية مثل الاتحاد الاوروبي بدعم التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 كدولة غير عضو في الامم المتحدة، وذلك في ظل غياب الضغط العربي.

وحسب المصادر فان السبب الرئيسي في التعثر الفلسطيني هو الموقف العربي الرسمي الذي يأخذ 'دور المتفرج' على التحركات الفلسطينية وغياب الجهد العربي في دعم الفلسطينيين من خلال ممارسة ضغوط عربية على اطراف الاتحاد الاوروبي وبعض التكتلات الدولية الاخرى.

والمحت المصادر بأن عباس طالب بعقد اجتماع لجنة المتابعة العربية بعد ان غاب الدور العربي بشكل واضح في دعم الفلسطينيين سواء على صعيد التحرك نحو الامم المتحدة او على صعيد عدم ايفاء بعض الدول العربية بالتزاماتها المالية مما ادخل السلطة الفلسطينية في ازمة مالية خانقة باتت تهدد مستقبلها.

وحسب المصادر فان عباس سيطالب العرب خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية بدعم عربي حقيقي على الصعيد السياسي او المالي.

واضافت المصادر قائلة 'الرئيس سيرفع الكرت الاحمر في وجه الدول العربية، اما الدعم الحقيقي السياسي والمالي والا ضياع القضية الفلسطينية في ظل التقاعس العربي والصمت الدولي وتواصل الاستيطان الاسرائيلي للقضاء على امكانية اي حل سياسي للفلسطينيين على ارض الواقع'.

واضافت المصادر قائلا 'الرئيس ـ عباس - سيقول للعرب اما ان تدعمونا سياسيا وماليا بشكل حقيقي وتمارسوا نفوذكم وضغوطكم على ارض الواقع والا فقدتمونا' في اشارة الى ترك العرب المجال مفتوحا لاسرائيل لحسم مستقبل الصراع في المنطقة لصالحها 'في ظل الصمت الدولي والتقاعس العربي' .

ومن ناحيته اكد واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ'القدس العربي' الاحد بأن المطلوب فلسطينيا من لجنة المتابعة العربية في اجتماعها المرتقب ترجمة الدعم العربي الى واقع ملموس على ارض الواقع وبشكل حقيقي.

وتابع ابويوسف قائلا 'اجتماع لجنة المتابعة العربية المزمع عقده في الدوحة يتحمور حول ثلاث قضايا رئيسية، اولها انغلاق كل الامكانيات لفتح افق سياسي امام ما تقوم به حكومة الاحتلال من خلال شرعنة الاستيطان وتوسيعه، ورفضها الاعتراف بكل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الامر الذي يعني انغلاق الافق السياسي، والقضية الثانية هي وضع الاليات العملية للتوجه الفلسطيني للامم المتحدة وتحديد موعد لذلك وضرورة التواصل العربي مع المجتمع الدولي لانجاح ذلك التوجه، والقضية الثالثة هي الازمة المالية والاقتصادية التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية وعدم الايفاء بما تم التعاقد عليه في القمم العربية السابقة حول الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وخاصة انها تمر في ازمة مالية خانقة وجدية حيث باتت لا تستطيع الايفاء بالتزاماتها سواء على صعيد الموظفين او على صعيد الامور التشغيلة الاخرى'.

ومن جهته أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الأحد أن القيادة الفلسطينية ستطلب من لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها المرتقب تحديد موعد للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن اجتماع لجنة المبادرة العربية المقرر في 22 الشهر الجاري، سيأتي بطلب من عباس ومشاركته.

وذكر عريقات أن الاجتماع سيتناول كافة التطورات على صعيد القضية الفلسطينية بشكل كامل، كما أن القيادة الفلسطينية تريد تحديد موعد محدد للذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل صفة دولة غير عضو.

وأضاف أن عباس سيستعرض خلال الاجتماع تقريرا حول ما وصلت إليه عملية السلام إضافة إلى بحث ملف المصالحة الداخلية، والوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى قال عريقات إن عباس لن يلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري خلال زيارتها الراهنة إلى المنطقة، مشيرا إلى أنهما كانا اجتمعا في العاصمة الفرنسية باريس قبل أسبوع.

وبشأن تصريحات كلينتون في القاهرة التي دعت فيها الأطراف الفلسطينية إلى التمسك بعملية السلام ونبذ العنف، قال عريقات إن 'الجانب الفلسطيني معني بعملية السلام ولم يوقف المفاوضات'.

وأضاف أن 'من دمر هذه المفاوضات ومبدأ الدولتين هي الحكومة الإسرائيلية التي تواصل الاستيطان وفرض الإملاءات والحقائق على الأرض، وبالتالي كلينتون تدرك تماما من الذي دمر المفاوضات وعملية السلام'.

ومن المقرر ان تكون كلينتون وصلت مساء الاحد إلى إسرائيل قادمة من القاهرة، حيث تلتقي مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الخارجية ، وذلك في ظل التحضيرات العربية لعقد اجتماع للجنة المتابعة العربية لبحث الملف الفلسطيني سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي للسلطة الفلسطينية لا سيما الوضع المالي الصعب للسلطة وضرورة تفعيل شبكة الامان العربية التي اقرتها قمة بغداد وضخ مبلغ 100 مليون دولار في خزينة السلطة.

وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى السبت، عن عقد اجتماع طارئ في العاصمة القطرية الدوحة على المستوى الوزاري، للجنة العربية لمبادرة السلام العربية، يوم 22 الشهر الجاري.

وقال بن حلي في تصريح صحافي، إن الاجتماع يعقد بناء على طلب الرئيس محمود عباس، حيث سيقدم الرئيس شرحا كاملا وتحديد الخطوات القادمة الواجب اتخاذها ومناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، وتزايد الاستيطان الإسرائيلي عن العام الماضي بنسبة 19 بالمئة، والأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الوطنية.

وصرح الدكتور محمد صبيح الامين العام المساعد لشؤون فلسطين لدى الجامعة العربية ان اجتماع 22 الجاري سيعلن عن خطوات حاسمة للخروج من الوضع المالي الصعب الذي تعانيه السلطة، رافضا الافصاح عن تلك الخطوات.