خبر كلينتون تبحث في المنطقة علاقات مصر و”إسرائيل" والتزامات 'كامب ديفيد'

الساعة 06:39 ص|16 يوليو 2012

رام الله

تفيد معلومات حصلت عليها 'القدس العربي' من مسؤول فلسطيني رفيع أن الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الحالية للمنطقة، لن تبحث بشكل موسع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بقدر ما ستتطرق إلى بحث العلاقات الإسرائيلية المصرية واتفاقية السلام فيما بينهما، بعد فوز الرئيس محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين بمقعد رئاسة الجمهورية.

ويفيد المسؤول الفلسطيني أن ملف المفاوضات مع إسرائيل وإمكانية العودة إليها مجددا، تم بحثه خلال لقاء الرئيس عباس الأسبوع اقبل أكثر من أسبوع في العاصمة الفرنسية باريس، وأن هذا كان السبب وراء عدم لقاء كلينتون هذه المرة بأي من المسؤولين الفلسطينيين خلال زيارتها للمنطقة.

وأشار إلى القيادة الفلسطينية لم تبلغ بأن كلينتون ستبحث بالتفصيل في العملية السياسية المتعثرة، وأنها علمت أن هدف زيارتها ينصب على تقريب وجهات النظر بين القيادة المصرية الجديدة وإسرائيل، والحصول من الأولى على تطمينات تنقلها لقادة "إسرائيل" باستمرار التزامها باتفاقية 'كامبد ديفيد' للسلام.

وكانت كلينتون طالبت عقب لقائها بالرئيس مرسي بأن يتمسك بالتزامه بالمعاهدات الدولية ومن بينها معاهدة السلام مع إسرائيل.

وقال محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري في مؤتمر عقده مع الوزيرة الأمريكية ان الرئيس مرسي 'أعلن في كل المناسبات أن مصر تحترم جميع التعهدات والاتفاقيات التي دخلت فيها طواعية طالما الطرف الآخر يحترم التزاماته بالنسبة لهذه الاتفاقيات والمعاهدات'.

ووصلت كلينتون يوم أمس "إسرائيل" قادمة من مصر، في زيارة تجتمع خلالها بكل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزيري الخارجية والجيش أفيغدور ليبرمان وأيهود باراك، وستطلعهم على نتائج لقاءاتها بالرئيس المصري.

وبشأن آخر التطورات الحاصلة على ملف المفاوضات مع إسرائيل الذي يشهد تعثرا كبيرا، لم تخف مصادر فلسطينية قلقها من السياسة الأمريكية المتبعة لإعادة انطلاق هذه المفاوضات من جديد، وأبدت خشيتها من أن تؤثر مجريات الحملات الانتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين على العملية السياسية، من ناجية تقديم الدعم لإسرائيل كسباً لود اللوبي الصهيوني.

وذكرت المصادر أن كلينتون طلبت في اللقاء الأخير مع الرئيس عباس في باريس العودة لعقد لقاءات تفاوضية مع نتنياهو مقابل تقديم الأخير 'بوادر حسن نية'.

وتؤكد هذه المصادر أن تشبث القيادة الفلسطينية بموقفها، هو ما أدى إلى استخدام ورقة المال ضدها، من خلال وقف العديد من المانحين تقديم ما عليهم من التزامات للخزينة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة مالية في السلطة، التي دون تمكنها من دفع كامل رواتب الموظفين لغاية اللحظة.

وكانت كلينتون ألمحت إلى تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن عدم انطلاق المفاوضات من جديد، حيث قالت قبل وصولها إسرائيل أنها على تواصل مع الرئيس عباس وإنها اجتمعت معه في باريس بفرنسا مؤخرا، ودعت الإطراف السياسية الفلسطينية إلى أن 'تقرر أن كانت تريد مواصلة طريق السلام'، على اعتبار أن هذه المفاوضات هي 'الحل الأنسب'ن في إشارة فهمت على أنها توجه اللوم للفلسطينيين على تعثر انطلاق المفاوضات من جديد.

ويطلب الفلسطينيون الذين أوقفوا المفاوضات السلمية منذ أكتوبر من العام 2010 بان توقف إسرائيل البناء في المستوطنات، وتعترف بحل الدولتين، وتطلق سراح الأسرى القدامي، قبل العودة لعقد اللقاءات التفاوضية من جديد.

وفي السياق أكد الدكتور صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أن الطرف الإسرائيلي هو الذي يدمر عملية السلام، من خلال رفضه وقف البناء في المستوطنات، وإطلاق سراح الأسرى، مشدداً على أن إسرائيل أيضا تدمر حل مبدأ الدولتين.

وأكد عريقات لـ القدس العربي أن حدوث أي تقدم في هذه العملية يعتمد على 'استجابة الحكومة الإسرائيلية على وقف الاستيطان وقبولها لمبدأ الدولتين على حدود العام 1967'.

وشكك في إمكانية أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية الحالية لمتطلبات عملية السلام، وقال تعطيل عملية السلام 'ليس قرارا أو خيارا فلسطينيا'، محملاً المسؤولية لإسرائيل بسبب سياساتها.

وأشار عريقات إلى أن الرئيس عباس أبلغ كلينتون بالموقف الفلسطيني مجدداً خلال اللقاء الأخير في باريس، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية دعت في وقت سابق إسرائيل إلى وقف الاستيطان، مستدلاً على أن هذا يعني أن حكومة إسرائيل هي من تقف عائق أمام تقدم المفاوضات.

وأضاف يقول 'إن الطرف الذي أوقف المفاوضات ويعمل على تدمر عملية السلام وخيار حل الدولتين هو الحكومة الإسرائيلية، من خلال مواصلتها للبناء في المستوطنات، واستخدام سياسة الاملاءات'.

وسألت 'القدس العربي' الدكتور عريقات عن عدم لقاء كلينتون بأي من المسؤولين الفلسطينيين خلال زيارتها الحالية، فقال ان الرئيس عباس سبق وان اجتمع بها قبل أسبوع، وان لقاءه بها في باريس كان بداية جولتها الحالية للمنطقة، التي التقت خلالها مع المسؤولين المصريين والإسرائيليين.

وقبل وصولها للمنطقة توقع الكثير من المسؤولين الفلسطينيين ألا تحدث زيارة كلينتون هذه أي تغير على القضايا الرئيسية المتعلقة بعملية السلام المجمدة مع إسرائيل.