خبر رؤيا القاضي ليفي - هآرتس

الساعة 08:25 ص|15 يوليو 2012

بقلم: كارلو شترينغلر

 (المضمون: لجنة ليفي، المستوطنون ونتنياهو، هم الصهاينة الحقيقيون طراز 2012. فقد فهموا بانه انقضت فكرة الحفاظ على الاغلبية اليهودية - المصدر).

        في بداية الاسبوع الماضي فتحت الصحف وأخيرا كان لي ما يدعوني الى تنفس الصعداء. لجنة برئاسة قاضي العليا السابق ادموند ليفي قضت بان اسرائيل ليست قوة احتلال. القانون الدولي، الذي يصر على ان يضايقنا بقوله ان المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية، ببساطة لا مفعول له – كل المستوطنات قانونية!

        مشاعر الذنب لدينا ضللتنا: لم نسلب اراضي، لم نفعل اي شر. نحن يمكننا أن نهدأ. قريبا ستضم اسرائيل الضفة الغربية وتصل حتى نهر الاردن على الاقل، فيما تضم في اراضيها المدن التوراتية نابلس، الخليل، شيلو ومدن كثيرة اخرى.

        ليس مهما ان تعتقد منظومة كاملة من الخبراء القانونيين بان استنتاجات لجنة ليفي عديمة كل منطق قانوني؛ فماذا يغير في الامر من شيء اذا حذر محللون سياسيون من أنه اذا طبقت توصيات اللجنة، فان اسرائيل ستعزل على مستويات لم يسبق أن شهدنا مثلها. هذا نهائي: المستوطنات قانونية!

        بعد ان مرت موجة الفرح الاولى شعرت بالحرج: هل يحتمل أن تكون لجنة ليفي تلمح في واقع الحال، بان قريبا سنضم الضفة الغربية وبالتالي سينضم الينا ما لا يقل عن نحو 2.5 مليون فلسطيني جديد. وهل مثل هذه الخطوة قد تشكل، ربما، مشكلة في كل ما يتعلق بالطبيعة اليهودية لاسرائيل؟ تشكيلة لجنة ليفي اختيرت بعناية بحيث لا تضم الا رجال قانون ذوي اراء يمينية، يستقبل المستوطنون استنتاجاتها بالهتاف – وبالتالي يجب أن تكون صهيونية جدا. ولكن هل الصهيوني الجيد لا يريد لاسرائيل أن تكون دولة يهودية؟

        وعندها فهمت بان عليّ أن احدث بعضا من مفاهيمي المغلوطة بالنسبة لمسألة من هو صهيوني. حتى الان اعتقدت ان الصهيوني الجيد يريد لاسرائيل أن تكون دولة يهودية وديمقراطية. علموني أيضا بان هناك اناس حقا شريرون – يسمون ما بعد الصهاينة – وهم يقولون انه محظور على اسرائيل أن تكون دولة يهودية، عليها أن تكون دولة كل مواطنيها. رووا لي ايضا بان هؤلاء الاشخاص الذين يسمون يهودا يساريين، يعانون من مرض نفسي غير معروف العلاج يسمى الكراهية الذاتية.

        ولكني الان أفهم اني فهمت كل شيء على نحو غير سليم. وها هو إذن دليلي للصهيونية 2012 الجديدة والمتطورة. المبدأ بسيط: يجب دمج لجنة ليفي مع وثيقة الاستقلال، التي تقول ان ثيودور هيرتسل هو "واضع رؤيا الدولة اليهودية". هذا يعجبني إذ دوما أحببت هيرتسل. كان فيه نوع من الحلم، ولكن حلمه كان انسانيا وذا قوة جذب. فقد فكر بان اليهود الذين عانوا انفسهم من الاراء المسبقة ومن التمييز، عليهم أن يظهروا لباقي العالم كيف تدار دولة ليبرالية حقا، وقد اصر على أن يحظى العرب بمساواة كاملة في الدولة اليهودية. وبالفعل، في وثيقة الاستقلال ايضا مكتوب ان دولة اسرائيل "ستقيم مساواة تامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها دون فرق في الدين، العرق والجنس".

        اذا دمجتم وثيقة الاستقلال الاسرائيلية، التي يتمسك بها المستوطنون وبنيامين نتنياهو بلا ريب، باستنتاجات لجنة القاضي ليفي، فستحصلون على صهيونية 2012.

        صهيونية 2012 تقول ما يلي: هناك أناس اشرار حقا، يريدون أن تكون اسرائيل دولة اليهود الديمقراطية ولهذا فانهم يصرون على حل الدولتين الذي يستهدف الحفاظ على الاغلبية اليهودية في اسرائيل. وهم يعتقدون انه لولا ذلك، فلن تكون اسرائيل لا دولة اليهود ولا ديمقراطية. هم، وهذا ما أفهمه الان، مناهضون للصهيونية.

        لجنة ليفي، المستوطنون ونتنياهو، هم الصهاينة الحقيقيون طراز 2012. فقد فهموا بانه انقضت فكرة الحفاظ على الاغلبية اليهودية. هم يريدون أن تكون اسرائيل ذات سكان مختلطين وبدون أغلبية يهودية. دولة كل مواطنيها. وانا اعتقد بان هذا ما بعد الصهيونية، ولكني أخطأت.

        ولما كان افيغدور ليبرمان يريد للمواطنين الاسرائيليين أن يقسموا الولاء، فاني اقسم الان الولاء لمعتقد الصهيونية المعدل لي، مثلما طوره نتنياهو، ليفي والمستوطنين: اعلن بذلك ان اسرائيل كل دولة كل مواطنيها، ولم اعد أومن بان هذه يجب أن تكون دولة يهودية. هذه الفكرة سيئة منذ البداية. يحركها الفصل بين الدين والدولة ويكاد يجعل اسرائيل دولة عرقية دينية.

        غيرت ديني الى الصهيونية طراز 2012 وبودي أن اشكر زعيمنا المحبوب بنيامين نتنياهو والمستوطنين على اشفائي من الفكرة الرعناء المتمثلة بدولة يهودية.