خبر « توتر.. قلق.. خوف » يلاحق طلبة التوجيهي والنتائج بين 18 و22 الشهر

الساعة 02:07 م|14 يوليو 2012

غزة (تقرير خاص)

رغم انتهاء تقديم الاختبارات النهائية للثانوية العامة في فلسطين إلا أن هاجس "التوجيهي" ما زال يلاحق الطلبة في انتظار العلامة الفارقة في حياتهم فإما الاستمرار في المنهج العلمي الدراسي للناجحين وإما البحث عن عمل لعدم تضيع الوقت سُدى للراسبين.

فالطلبة ما زالوا ينتظرون تحديد مستقبلهم من خلال إعلان النتائج الثانوية العامة خلال الأيام القادمة على أحر من الجمر، فأصبحوا بعد الانتهاء من الاختبارات النهائية منهمكين في التفكير، شاردي الذهن بالكاد يستطيعون الجلوس في أماكن عامة وبين أصدقائهم الأكبر منهم سناً أو الأصغر سناً، أو بين أصدقائهم الأُميين والمتعلمين، فهم ما زالوا يترقبون النتائج لينتهي كابوس الثانوية العامة.

فبعض الطلبة الذين التقي بهم مراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أكدوا على أن انتظار إعلان النتائج هي أصعب مرحلة في الثانوية العامة بل أصعب من الدراسة وتقديم الاختبارات لأنهم لا يعرفون ما هو مصير مستقبلهم مما يضعهم في حالة نفسية صعبة.

إلا أن بعض الطلبة شددوا على أن انتظار النتائج الثانوية لا يهمهم ما دام الطالب يعرف ما عليه وما له من خلال تقديمه للاختبارات النهائية ومستواه العلمي، مشيرين إلى أن بعض الطلبة متوسطي المستوى هم من يخافون من إعلان النتائج لأنهم بين الجنة والنار كما وصفوها.

أما بالنسبة لعائلات الطلبة الذين ينتظرون الثمرة التي زرعها أبنائهم الطلبة منذ 13 عاماً فإنهم ليسوا بأفضل حال عن أبنائهم الطلبة فتجدهم يراقبون المواقع الإخبارية عبر الانترنت أو الإذاعات المحلية أو الصحف من أجل معرفة موعد إعلان نتائج أبنائهم الطلبة لتحديد مستقبلهم.

فوالدة الطالب عادل مازن من غزة، أكدت على أنها تنتظر إعلان نتائج الثانوية العامة لإدخال الفرحة على بيتها وجيرانها وأحبابها وإطلاق الزغاريد وتوزيع الحلوى في حال حقق ولدها عادل النجاح أما في حال عدم نجاحه فإنها ستحزن حزناً شديداً على مستقبل ولدها المغموس بالشقاء والتعب والعناء.

ترقب وحذر

وأشارت إلى أنها تراقب المواقع الإخبارية لا سيما موقع "فلسطين اليوم الإخباري" للحصول على خبر يخص نتائج الثانوية العامة وإعلانها في أقرب فرصة قبل بداية شهر رمضان المبارك.

وعن خوفها من عدم نجاح ولدها عادل قالت :أنا لا أخشى رسوبه لأنه من الطلبة المتفوقين ولكن أنا أخشى من النتيجة التي ننتظرها والتي تؤهله لدخول التخصص الذي يراه مناسباً، متأملة ان يحصل ولدها عادل على نتيجة فوق 70 %.

أما والدة الطالب محمد علي والتي عبرت عن عدم خشيتها من نجاح ولدها أو من عدمه قائلة إن الحياة في قطاع غزة صعبة جداً لا تُحتمل والأوضاع الاقتصادية تخنق الجميع وفي حال نجح في الثانوية العامة فلن تطعمه الجامعة خلال أربع سنوات فهناك الآلاف من الخريجين حاملين الشهادات لم يجدوا حتى الآن وظائف شاغرة وبعد ذلك تكون نهايتهم العمل في مجال "الطوبار" أو "البناء" أو أي عمل لا يليق بطالب خريج جامعة.

وعن رغبتها في نجاح ولدها أم رسوبه قالت أنا أتمنى نجاح ولدي فلا يوجد أم في الدنيا لا تريد لأبنها النجاح ولكن سأجعل ولدي يعمل منذ الآن سوء نجح في الثانوية العامة أو لم ينجح.

قلق وتوتر

وعن تأثير انتظار النتائج الثانوية العامة على الطلبة وآبائهم قال الدكتور فضل أبو هين : إن تأثير انتظار نتائج الثانوية العامة حالة طبيعية ترتبط بوضع غير طبيعي لتلخص مجهود استمر مدة 13 عاماً.

وأوضح الدكتور أبو هين لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الحالة النفسية التي يكون عليها الآباء والطلبة أنفسهم غير مستقرة فيشعرون بالارتباك والتوتر والقلق المستمر لحين إعلان النتائج، مبيناً أنه ربما تزول هذه الحالة النفسية مع تحقيق ما يتمناه الإنسان وربما تزيد في حال عدم تحقيق ما يتمناه.

وشدد على أن الأوضاع النفسية لدى الطلبة حتى الآن غير مستقرة فهم غير قادرين على الجلوس في مكان معين لحين انتظار النتائج وانتهاء هذه المسألة، معتبراً أن الإنسان الذي ليس له رغبة في تعليم ابنه في الجامعات الفلسطينية هو شخص محبط وغير طموح، قائلاً: إن كل المتعلمين الذين يمسكون مناصب عليا تعلموا على حساب أبائهم وأجدادهم غير المتعلمين والذين لا يملكون أموال في تلك الأيام الصعبة التي مروا بها.

إدخال النتائج

وفيما يتعلق بموعد إعلان نتائج الثانوية العامة توقع الدكتور مروان شرف مدير دائرة القياس والتقويم في وزارة التربية والتعليم بغزة، ان يكون إعلان النتائج ما بين 18 و 22 الشهر الجاري.

وأوضح الدكتور شرف لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية" أن تأخير إعلان النتائج متوقف على الانتهاء من عملية إدخال الدرجات النهائية وتدقيقها ومراجعتها بشكل كامل ودقيق، لافتاً إلى أن الوزارة أنهت تصحيح كافة الاختبارات وهي في انتظار الانتهاء من عملية إدخال الدرجات ومعرفة نسبة النجاح.

وتجدر الإشارة إلى أنه تقدم نحو (88768) طالبا وطالبا لامتحانات الثانوية العامة في الضفة وغزة موزعين على فرع العلمي والأدبي والمهني.