خبر خبير إشعاعي فرنسي: تأكيد وجود البولونيوم 210 في جسد عرفات مستحيل

الساعة 04:08 م|12 يوليو 2012

وكالات

أجرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية حواراً مع الطبيب جون رينيه جوردان، الخبير بمعهد الحماية من الأشعة والأمان النووي، لمحاولة الوقوف على أسباب مقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وأكد جوردان في حواره مع الصحيفة أن الفحص الفيزيائي لرفات جسد عرفات مستحيل، لأنه توفى منذ 2800 يوم، لأن المادة تخرج من الجسد بعد 138 يوما.

وأوضح الطبيب الفرنسي أنه عندما يتوفى المصاب بالبولونيوم فإن الفحص الفيزيائي يصبح مستحيلا، لأن المادة تتوفر في أجهزة الجسم لمدة 138 يوما الأخيرة للجثة، أما إذا كانت الكمية كبيرة فيمكننا العثور على آثار للبولونيوم، موضحا أنه بالنسبة لحالة الرئيس عرفات يصعب تحديد وجود البولنيوم لأنه توفى منذ 2800 يوم.

وأضاف الخبير أنه بالرغم من إمكانية العثور على البولونيوم إذا كانت الجرعة المتناولة كبيرة، إلا أن ما تبقى من جسد الزعيم الفلسطيني هي العظام، في حين أن الأنسجة التي تحتفظ بالبولونيوم تحللت من فترة خاصة النخاع العظمى، وهو ما يؤكد من وجهة نظره استحالة اكتشاف البولونيوم في جسد عرفات قائلا: "اكتشاف ذلك لن يكون أمرا سهلا إن لم يكن مستحيلا".

وأكد أن مادة البولونيوم موجودة في خام اليورانيوم وهو عنصر إشعاعي اكتشفته العالمة الفرنسية مارى كوري عام 1898، وأطلقت هذا الاسم على المادة تكريما لدولة مسقط رأسها بولندا، مشيراً إلى وجود 33 نوعا من البولونيوم، وأنه في حالة "عرفات" هو بولونيوم 210 وهو متوافر في الجسم، لكن بنسب ضئيلة جدا ويتخلص منها الجسم في البول.

وشدد جوردان أنه يكفى 10 ميكروجرامات لقتل إنسان بالبولونيوم، وأنه أقوى من السيانيد بنسبة تتراوح بين 250 ألف إلى مليون مرة. وفى حالة عرفات يبدو أنه ابتلع المادة القاتلة لتؤدى إلى وفاته، وأوضح أن البريطانيين عانوا كثيرا ليثبتوا أن ألكسندر تعرض لحالة تسمم، واعتقدوا في تسممه بمواد كيميائية أخرى حتى اكتشفوا البولونيوم 210.

وأكد أن البولونيوم يتم تصنيعه لاستخدامه كمصدر لأشعة ألفا في الأبحاث الطبية، كما يستخدم كمصدر للطاقة في الأقمار الصناعية أو لخفض الطاقة الكهربية في الأجهزة، مؤكداً أن روسيا من أكثر الدول استخداما له في التطبيقات الصناعية، ويستخدم أيضا كمصدر للنيوترون عند بدء التفاعل النووي.

وفيما يتعلق بتصنيع البولنيوم أكد الخبير الإشعاعي أن البولونيوم 210 يستحيل إنتاجه في أي من المعامل الصناعية، مؤكدا أن إنتاجه ينحصر في المفاعلات النووية أو معاملها.

وأشار إلى أن خطورة البولونيوم 210 على الإنسان كما حددتها لجنة الأبحاث والمعلومات المستقلة عن الإشعاعات تتحدد حسب موقع الذرات وما إذا كانت داخل أو خارج الجسم، إذا كانت خارج الجسم فتأثير أشعة ألفا يمكن إزالته بورقة أو ببعض الهواء، أما إذا تم تناولها أو استنشاقها فهي تلتصق بخلايا الجسم، ومع كل تناول لها تصيب أجهزة الجسم التي تبدأ في التدهور.

وقال الطبيب الفرنسي إن البولونيوم يتركز أساسا في الكبد وفى الطحال ونخاع العظم ما يؤدى إلى انهيار جهاز المناعة، ومن ثم يصبح معرضا للتسمم عند أي إصابة. وفى حالة التسمم الشديد به تظهر أعراضه بوضوح مع سقوط الشعر أو الإصابة بغثيان وقىء مثل حالة ألكسندر العميل السابق للمخابرات الروسية الذي توفى في لندن عام 2006.

يذكر أن ثمانية أعوام مرت على وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وفى الوقت الراهن عادت نظرية تسميمه بمادة البولونيوم 210 نفس المادة التي استخدمت لقتل ألكسندر ليتفينكو العميل السابق للمخابرات الروسية المعارض لسياسة فلاديمير بوتين. لتطفو مرة أخرى على السطح.