خبر رسالة إنسانية -هآرتس

الساعة 08:45 ص|12 يوليو 2012

رسالة إنسانية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قرار محكمة الصلح في القدس هذا الاسبوع بفرض عقوبة السجن الفعلي لثلاثين شهرا على باروخ بيرتس وأساف يكوتئيلي، الشرطيين السابقين اللذين أُدينا بالتسبب بالموت باهمال لعمر أبو جريبان، الماكث غير القانوني الذي تُرك لمصيره حتى مات – هو شهادة شرف للجهاز القضائي. في قرار المحكمة أطلق القاضي حاييم لي – ران رسالة قاطعة وواضحة، وبموجبها حياة الانسان في اسرائيل هي قيمة مقدسة – سواء كان الحديث يدور عن يهود أو فلسطينيين، سواء عن أناس هويتهم معروفة أم أناس مجهولين ومحرومين من كل شيء.

        كما يُذكر، في تموز 2008، ترك الرجلان، بيرتس كضابط مناوب في المحطة ويكوتئيلي كقائد دورية – أبو جريبان على قارعة الطريق السريع، دون غذاء وماء، وهو مربوط بالحقنة، حافي القدمين ولا يقدر على السير. عند اصدار قرار المحكمة وصف القاضي لي – ران سلوك المتهمين بأنه "بشع ومثير للتقزز"، وجد صعوبة في ان يفهم كيف أنهما "أدارا عيونهما عن ان يريا، يفهما ويستوعبا ضائقة انسان خُلق بصورة الرب"، وقضى بأنهما تعاملا معه "وكأنه أداة لا حاجة لها".

        ثمة أهمية عليا في القرار المتشدد – العقاب الاقصى في حالات "التسبب بالموت باهمال" تقرر لثلاث سنوات سجن – بالذات لأن سلسلة الاعمال التي أدت الى وفاة أبو جريبان لم تكن مصادفة. تسلسل الامور في هذه الحالة يدل على تجذر مقلق لمعاملة غير انسانية تجاه من يُسمون "ماكثين غير قانونيين"، ولا سيما لدى من هم مؤتمنون على أمن وسلامة الآخرين.

        وعلى الرغم من ان القاضي قرر بأنه لم يجد المحافل القيادية الاخرى "تتحمل المسؤولية عن وقوع المصيبة"، يُخيل ان كل سلسلة القيادة التي أدت الى ترك أبو جريبان لمصيره، وأساسا قائد المحطة، العقيد (في حينه كان مقدما) يوسي بخر – الذي أصدر التعليمات لاعادته الى المناطق – جديرون بانتقاد شديد.

        "قوة الشرطي والشرطة في دولة ديمقراطية لا تكمن لا في العصا، لا في المسدس ولا في أي سلاح آخر في حوزته، بل بمستواه الاخلاقي"، أجمل القاضي لي – ران قرار حكمه. يجدر بأقواله ان تصدع في كل محطة شرطة في اسرائيل.